web analytics
غير مصنف

«الربيع العربي» والغرب: سبعة دروس من التاريخ

هناك شعور حقيقي في الشرق الأوسط أكثر من أي بقعة أخرى من العالم الاستعماري سابقًا بأنَّ الشرق الأوسط لم يحصل على استقلاله بالكامل. وبسبب تربعه على عرش مخزون البترول الأكبر في العالم، تم استهداف العالم العربي بتدخلات وغزو مستمرين، حتى بعد حصوله رسميًا على الاستقلال.

 

ترجمة شامل24

 

Contact author


هناك شعور حقيقي في الشرق الأوسط أكثر من أي بقعة أخرى من العالم الاستعماري سابقًا بأنَّ الشرق الأوسط لم يحصل على استقلاله بالكامل. وبسبب تربعه على عرش مخزون البترول الأكبر في العالم، تم استهداف العالم العربي بتدخلات وغزو مستمرين، حتى بعد حصوله رسميًا على الاستقلال.

وبعد تقسيمه إلى دول صورية بعد الحرب العالمية الأولى، تم قصف واحتلال أجزاء منه بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا كما تم محاصرته بالقواعد الأمريكية وأنظمة استبدادية مدعومة من الغرب. وكما كتبت المدونة الفلسطينية لينا الشريف على تويتر في يوم الهدنة في العام الحالي: "إنَّ السبب وراء عدم انتهاء الحرب العالمية الأولى حتى الآن، هو أننا في الشرق الأوسط ما زلنا نعيش عواقبها".

وقد ركزت الثورات العربية التي اشتعلت شرارتها الأولى في تونس العام الماضي على الفساد والفقر وانعدام الحريات، وليس الهيمنة الغربية أو الاحتلال الإسرائيلي. ولكن حقيقة انطلاقهم ضد الديكتاتوريات المدعومة من الغرب تعني أنَّهم شكلوا تهديدًا فعليًا للنظام الإستراتيجي.

ومنذ يوم سقوط حسني مبارك في مصر، ظهر اتجاه مضاد متعنت بقيادة القوى الغربية وحلفائها في الخليج لرشوة أو تحطيم أو السيطرة على الثورات العربية. ولديهم معين من الخبرة المتأصلة يمكّنهم من استنتاج أنَّ: كل مركز للثورات العربية، من مصر إلى اليمن، عاش عقودًا تحت الهيمنة الاستعمارية. وكل دول حلف الناتو الأساسية التي قامت بضرب ليبيا، ومنها على سبيل المثال – الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا- كانت لديهم قوات تحتل المنطقة ومازالت ذكراها حية في الأذهان.

وإذا أرادت الثورات العربية أن تتحكم في مستقبلها، فهي في حاجة إلى مراقبة ماضيها القريب. ولذا نسرد هنا سبعة دروس من تاريخ التدخل الغربي في الشرق الأوسط، بإذن من أرشيف باثي نيوز، صوت بريطانيا العظمى التي لا عهد لها أبان الحقبة الاستعمارية.

1. لا يكل الغرب ولا يمل أبدًا في سعيه للسيطرة على الشرق الأوسط، مهما كانت العقبات

 

 

Loaded: 0%

 

Progress: 0%

Mute
 

 

باعتبار المحاولة الأخيرة التي سعت فيها الدول العربية إلى الخروج من المدار الغربي – في الخمسينيات من القرن الماضي، تحت تأثير الوحدة العربية التي أطلقها جمال عبد الناصر، في يوليو (تموز) عام 1958، أطاح ضباط جيش عراقيون قوميون متشددون بنظام فاسد وقمعي مدعوم من الغرب (هل يبدو ذلك مألوفًا؟)، ومحميّ من قِبل القوات البريطانية.

 

 

Loaded: 0%

 

Progress: 0%

Mute
 

 

أصاب طرد الملكية العراقية، النظام المهادن الموثوق به، باثي بالفزع. فأطلقت صيحة تحذير في أول تقرير إخباري لها تعليقًا على الأحداث بأن العراق الغنية بالبترول أصبحت "منطقة الخطر الأولى"، بالرغم من "وطنية" الملك فيصل -"وهو الذي تلقى تعليمه في مدرسة هارو"- والتي "لا يُختلف عليها"، يؤكد التعليق الصوتي لنا أنَّ – الأحداث تحركت بسرعة شديدة، "لسوء حظ السياسة الغربية".

ولكن في غضون أيام قليلة- مقارنةً بالشهرين اللذين استغرقهما تدخلهم في ليبيا هذا العام- حركت بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية آلاف القوات إلى الأردن ولبنان لحماية اثنين من الأنظمة العميلة لهم من الثورة الناصرية. أو، كما تقول باثي نيوز في تقريرها التالي، لغرض" إيقاف سريان الفساد في الشرق الأوسط".

Pinterest

ولم يكن لديهم نية مطلقًا لترك العراق الثورية لأجهزتها الخاصة. وبعد أقل من خمس سنوات: في فبراير (شباط) عام 1963، دعمت المخابرات البريطانية والأمريكية الانقلاب الدموي والذي جلب في البداية بعثيي صدام حسين للسلطة.

وبالتقدم سريعًا لعام 2003، نجد أن بريطانيا وأمريكا استطاعتا غزو واحتلال الدولة بالكامل. وأخيرًا عادت العراق تحت سيطرة غربية كاملة – على حساب دم شعب تمت إراقته بوحشية ودمار. إنَّ قوة المقاومة العراقية هي التي أدت إلى رحيل القوات الأمريكية هذا الأسبوع – ولكن حتى بعد الانسحاب، سوف يظل 16000 مقاول ومدرب وآخرين تحت أمر الولايات المتحدة. ففي العراق، كما في باقي المنطقة، لا يرحلون إلا إذا أرغموا على ذلك.

2. عادةً ما تخدع القوى الاستعمارية أنفسها بشأن حقيقة ما يفكر به العرب

 

 

Loaded: 0%

 

Progress: 0%

Mute
 

 

هل من الممكن أن يكون مقدم باثي نيوز- والمحتلون الاستعماريون اليوم- قد صدقوا بالفعل أنَّ "آلاف العرب" عندما أمطروا الثناء المرعب على الديكتاتور الفاشي موسولينى عندما قام بجولة في شوارع طرابلس في المستعمرة الإيطالية بليبيا في عام 1937 كانوا بالفعل يعنون ذلك؟ قد لا تظن ذلك عندما تنظر إلى وجوههم الخائفة.

ولا توجد أدنى إشارة في الفيلم الإخباري إلى أنَّ ثلث سكان ليبيا قد ماتوا تحت وطأة الحكم الإيطالي الاستعماري الوحشي، ولا عن حركة المقاومة الليبية البطولية التي قادها عمر المختار، والذي شُنق في معسكر اعتقال إيطالي. ولكن بعد ذلك يصف التعليق الصوتي، أو "القناع الاستعماري"، موسولينى بأنَّه كالساسة البريطانيين في ذلك الوقت.

 

 

Loaded: 0%

 

Progress: 0%

Mute
 

 

وتقرير باثي عن زيارة الملكة للمستعمرة البريطانية عدن (الآن جزء من اليمن) بعد سنوات قليلة كان مشابهًا على نحو مخيف، مع "آلاف من" الرعايا المخلصين السعداء "يقدمون ترحيبهم المفترض" لملكتهم والذي وصفته بفرح بأنه "مثال غير مسبوق في التطور الاستعماري".

وبالفعل كان غير مسبوق حيث إنَّه بعد ما يقرب من قرن أجبرت حركات التحرير اليمنية الجنوبية القوات البريطانية على إخلاء آخر موقع من الإمبراطورية بعد ما تعرضوا للضرب والتعذيب والقتل في طريقهم عبر منطقة فوهة عدن. ويشرح جندي مشاه سابق في وثائق بي بي سي 2004 عن عدن أنَّه لا يمكنه الخوض في التفاصيل بسبب خطورة ادعاءات جرائم الحرب.

Aden soldier 1953

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...