web analytics
غير مصنف

«الرقاصة» كلمة السر في أفلام العيد

 

_65546

ساعات قليلة وينطلق ماراثون العيد السينمائى في دور العرض. استعد صناع الأفلام لموقعة الإيرادات واستعان طاقم كل عمل بكافة الأسلحة الفنية لحسم الموقعة من الجولة الأولى لصالحه. رغم اختلاف طرق الدعاية لأفلام العيد إلا أنها اتفقت على الخلطة الدائمة في سباق العيد وهى المطرب الشعبى والراقصة، وبعد أن تسيدت الراقصة الأرمينية صافينار شاشة السينما على مدار العامين الماضيين استعان صناع أفلام العيد بأسماء لراقصات جدد من أجل تجديد دماء الخلطة، ومن هذه الأفلام المواطن برص للمخرج رامى غيط، وفيلم وش سجون للمخرج عبدالعزيز حشاد الذي اختار أن يقدم أكثر من راقصة في العمل، من جانبه أسند المنتج أحمد السبكى بطولة فيلمه «عمر وسلوى» لصافينار، وفى فيلم حماتى بتحبنى استعان المخرج أكرم فريد براقصة تشارك ضمن عدد من مشاهد فيلمه، كما استعان المخرج إسماعيل فاروق في فيلمه «النبطشى» بالراقصة سهر لتقدم وصلة من الرقص خلال أحداثه،، والسؤال لماذا الإسراف السينمائى في الاستعانة بالراقصات في أفلام العيد؟

في البداية انتقد المخرج والمنتج كريم السبكى وجود الراقصات بشكل مبالغ فيه في سينما 2014، مؤكدًا أنها أصبحت عادة لدى منتجى ومخرجى الأعمال وغرضها جماهيرى تجارى بحت، وأن معظم صناع الأفلام يعتمدون الآن على الأغنية الشعبية والراقصة ليتم مزجهما ضمن الأحداث داخل فرج أو كباريه أو غيره، وأصبح السؤال من سترقص في الفيلم بدلا من هل الفيلم به راقصة أم لا؟

وأضاف أنه لا يشترط وجود الراقصة في أفلامه، بدليل تقديمه الأغنية الرئيسية لفيلم «قلب الأسد»، ولم تشارك فيها راقصة وحققت أعلى نسبة مشاهدة تجاوزت الـ 17 مليون مشاهدة، ورغم أنه كان في إمكانه الاستعانة بواحدة منهن ضمن هذه الأغنية لكنه رفض لأن الأمر أصبح لا يفرق مع الجمهور.

وأوضح أنه استعان بصافينار في فيلم «عمر وسلوى» لغرض درامى وأنها تقوم بالتمثيل والرقص داخل الأحداث، لكنها ليست بطلة الفيلم، وأنه يعتمد على لهجتها العربية «المكسرة»، في إطار كوميدى، «جبتها علشان خواجاية»،، وتقدم أكثر من رقصة ضمن مشاهد موظفة دراميًا.

وأكد أن ظهور صافينار في فيلم «القشاش» العام الماضى جاء ضد مصلحة الفيلم وأثر عليه بشكل سلبى، لان الجماهير تلهفت على مشاهدة الرقصة الخاصة بها ولم تجد ما يدفعها لان تذهب وتشاهد الفيلم مما أثر على إيراداته رغم أنه فيلم جيد.

وقال المخرج إسماعيل فاروق: إن وجود الرقص موجود في السينما منذ بداياتها وليس اختراعا جديدا عليها، وعرفناها مع تحية كاريوكا التي قدمت حوالى 190 فيلما وسهير زكى وسامية جمال وغيرهما، وتساءل لماذا يتم الاعتراض عليهن حاليًا؟ وأعتقد أن هذه أصبحت آفة المجتمع، الاعتراض والرفض لمجرد الرفض، مؤكدًا أن الرقص جزء من ثقافتنا الفنية وهو شىء ليس سلبيًا وإلا نتبرأ من تحية كاريوكا وتاريخها. وقال «بلاش نلوث تاريخنا». ويرى فاروق أن وجود الراقصة مباح بشرط أن يكون في إطار الآداب العامة.

وأشار إلى أن معظم أحداث فيلمه النبطشى تدور في الأفراح الشعبية، وعدم وجود راقصة ضمن هذا المجتمع شىء غير طبيعى، المهم أن يتم توظيفها دراميًا، والفيصل في ذلك هو الصورة التي يتم بها تقديم هذه المشاهد، وأن يتم تقديمها بالتزام أخلاقى تسمح به الرقابة. وتابع أن صافينار ودينا وغيرهما يشاركون في كل الأفراح سواء الشعبية أو حفلات رجال الأعمال والسياسيين، وهى جزء من فرحة المصريين في كافة الطبقات والمستويات الاجتماعية.

وفى «النبطشى» أقدم من خلاله الراقصة سهر وترتدى جلبابا مقفولا لا يخدش حياء الجمهور حتى يكون العمل ملائما للأسرة بأكملها.

ويرى الناقد طارق الشناوى أن السبب وراء انتشار ظاهرة الراقصات في السينما هو المنتجون الذين يعتبرون أن مؤشر وترمومتر النجاح هو الإيرادات، ويبحثون بكل السبل تحقيق أكبر قدر منها، ومنذ عام عرض فيلم «القشاش» وقدم الراقصة صافينار، وتسببت في إقبال جماهيرى عال جدًا على الفيلم، رغم توقع الكثيرين عدم تحقيقه أي إيرادات لأن أبطاله محمد فراج وحورية فرغلى لا يتمتعان بجماهيرية كبيرة، وأصبحت هي كلمة السر والشفرة التي يستغلها صناع الأفلام لجذب الجماهير، وأصبحت موضة فيما بعد كورقة رابحة بغض النظر عن الراقصة التي تؤدى هذا الدور. وأكد الشناوى أن هذه الظاهرة لا تزعجه كناقد لأنه واثق في ثقافة ووعى الجماهير المصرية والعربية، والتى تمنحهم القدرة على فرز الأعمال وتقييمها وتحديد الجيد والضعيف منها، وما يؤكد نظريته الإقبال الجماهيرى القوى الذي صاحب أفلاما مثل الحرب العالمية الثالثة والفيل الأزرق رغم عدم احتوائها على رقصة واحدة، وجاء فيلم «عنتر وبيسة» في المرتبة الأخيرة لنفس الموسم الذي قدم أكثر من رقصة لصافينار، وتوقع الشناوى استمرار فيلم الفيل الأزرق على المنافسة هذا الموسم أيضًا ليؤكد أن الفيلم الجيد يستمر.

وتابع، أن لديه قناعة بأن استخدام أي أداة بشكل سلبى يؤدى إلى نتائج عكسية، وأن الجمهور يلفظ الأفلام التي تحتوى على إسراف من أي نوع سواء جنسى أو على مستوى العنف أو حتى الرقص ولا يقبل على الأعمال الرديئة.

وأشار إلى أن المنتجين يعتقدون أنهم يلبون رغبات الجماهير بوجود الراقصات ضمن أفلامهم، ويؤمنون بمقولة «الجمهور عاوز كده»، لكنها نظرية أثبتت فشلها وعليهم العدول عنها.

وأوضح الشناوى أن السينما المصرية قديما شهدت موجة مشابهة تقدم أفلاما عبارة عن 3 خناقات ورقصتين وغنوة، ويتم ضبط السيناريو على هذه الوجبة، وكان هناك نوع آخر يقدم أعمالا جادة حققت نجاحا ملحوظا. وشدد الشناوى على أن تاريخ السينما لا يخلو من الراقصة، ومعظم المطربين مثل محمد الكحلاوى ومحمد عبدالمطلب ومحرم فؤاد وشفيق جلال غنوا بجوار راقصات، وأتذكر أن أم كلثوم عام 48 غنت أغنية «غنيلى شوى شوى» ورقصت عليها تحية كاريوكا في حفل داخل النادى الأهلى، وعبدالحليم غنى أمام نجوى فؤاد بفيلم شارع الحب، وبالتالى فإن الراقصة جزء حميم من الغناء والسينما لكن المهم أن يتم تقديمها بعيدًا عن الابتذال ودون إفراط.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...