web analytics

«عن شجن» مخرج البسطاء عاطف الطيب

أعمال عاطف الطيب

كتب _ مصطفى حمزة

شجن نبيل يسكن الوجدان بمجرد ذكر اسمه، وفي حضور يهزم الغياب تطالعك ابتسامته.. وبعدها تمارس الذاكرة لعبتها المفضلة لتعرض مشاهدًا من أفلامه الـ21.. ليأخذك بعدها للسؤال الأهم من أين يأتي سحر “عاطف الطيب»؟!.

سؤال كان ومازال يتجدد منذ العشرين عامًا ،وتحديدًا مع حلول يوم 23 يونيو من كل عام، وهو اليوم الذى توقف فيه نبض قلب “عاطف» ،وفارق جسده الحياة تاركًا ورائه حضورًا إنسانيًا وفنيًا يصعب وصفه.

رغم أن عاطف لم يكن مشغولًا بتقديم نفسه كشخص سواء فى أعماله أو على المستوى الإعلامي، إلا أن حسه المصري الأصيل، وتقديسه لدوره في رصد تحولات مجتمعه، وانحيازه التام للطبقة المتوسطة التى خرج منها، ومصداقيته فى التعبير عنها، ربما تكون من بعض أسباب ذلك الشعور المتزايد بأن شخصيات مثل “حسن» في فيلم “سواق الاتوبيس»، و “منتصر» الصعيدي في فيلم “الهروب»، وحتى العسكري المغلوب على أمره “أحمد سبع الليل» في “البرىء» وغيرهم، يحملون جميعًا وجع “الطيب».. صادقون.. أبرياء.. تطاردهم شراسة واقع لا يرحم.

ورغم انتماء الطيب فكريًا وفنيًا لجيل الواقعية الجديدة، مع رفاق مشواره محمد خان وداود عبد السيد وخيري بشارة،إلا أنه يصبح استثنائًا فنيًا خالصًا، وخاصة فيما يخص تلك الدرجة التي تأخذ المشاهد للتفاعل إنسانيًا مع ما يشاهده، بل والتوحد التام مع شخصيات العمل، وهى الميزة التى أصبحنا نرى من خلالها اختلاف كل من أحمد زكى ونور الشريف بأفلام “الطيب» رحمه الله.

الطيب وخان وسمير وداوود

ومع ما سبق وغيره يبقى “الطيب» حاضرًا يمنح محبيه مزيدًا من الشجن، وأحلام بعالم أفضل، وهو ما يقول عنه اليوم المخرج محمد ياسين: “العظمة في عاطف الطيب إنه يوم وفاته لما انتهى مشواره بالواحد وعشرين فيلمًا.. كنت تنتظر منه المزيد والمزيد والمزيد».

كما يوجه المخرج الشاب محمد العدل له رسالة قائلاً:”إلى من أحببت الحياة والسينما من خلاله، وجعلني أبحث دائمًا عن الناس و مشاكلهم وأحلامهم كي أعبر عنها قدر استطاعتي، إلي أستاذي العظيم عاطف الطيب في ذكري وفاته، لم و لن تموت».

ويتذكره المصور الكبير سعيد شيمي فيكتب: “مرت عشرون عامًا على رحيلك يا عاطف الطيب -انعم بالجنة، ونحن مازلنا نحاول أن نصنع لحبيبتك المحروسة المحاولات والمحاولات لتكون أحسن وأفضل وأرقى- الله يرحمك».

وفي رسمه لملامح شخصية “الطيب» يكتب الكاتب الكبير وحيد حامد: كانت ضحكته عالية، صافية، مجلجلة، وكانت أحزانه عميقة، ودموعه غزيرة، كان عنيدًا فى الحق لا يعرف التنازل، كان عاشقًا لفنه وعمله ، وفيًا مخلصًا لكل من يعرفهم ويعرفونه، رقيقًا ومهذبًا وبسيطًا عندما يناقش ويتحاور، وقائدًا عسكريًا شرسًا لا يعرف التهاون وهو يعمل، كانت مصر هى عشقه وحبه وهواه، كان البسطاء النبلاء هم شخصياته المفضلة عندما يحكي بالصورة و يتحدث إليهم بلغة السينما التى كان ينشدها شعرًا و يرسمها لوحة ويعزفها لحنًا».

أعمال عاطف الطيب

كتب _ مصطفى حمزة

شجن نبيل يسكن الوجدان بمجرد ذكر اسمه، وفي حضور يهزم الغياب تطالعك ابتسامته.. وبعدها تمارس الذاكرة لعبتها المفضلة لتعرض مشاهدًا من أفلامه الـ21.. ليأخذك بعدها للسؤال الأهم من أين يأتي سحر “عاطف الطيب»؟!.

سؤال كان ومازال يتجدد منذ العشرين عامًا ،وتحديدًا مع حلول يوم 23 يونيو من كل عام، وهو اليوم الذى توقف فيه نبض قلب “عاطف» ،وفارق جسده الحياة تاركًا ورائه حضورًا إنسانيًا وفنيًا يصعب وصفه.

رغم أن عاطف لم يكن مشغولًا بتقديم نفسه كشخص سواء فى أعماله أو على المستوى الإعلامي، إلا أن حسه المصري الأصيل، وتقديسه لدوره في رصد تحولات مجتمعه، وانحيازه التام للطبقة المتوسطة التى خرج منها، ومصداقيته فى التعبير عنها، ربما تكون من بعض أسباب ذلك الشعور المتزايد بأن شخصيات مثل “حسن» في فيلم “سواق الاتوبيس»، و “منتصر» الصعيدي في فيلم “الهروب»، وحتى العسكري المغلوب على أمره “أحمد سبع الليل» في “البرىء» وغيرهم، يحملون جميعًا وجع “الطيب».. صادقون.. أبرياء.. تطاردهم شراسة واقع لا يرحم.

ورغم انتماء الطيب فكريًا وفنيًا لجيل الواقعية الجديدة، مع رفاق مشواره محمد خان وداود عبد السيد وخيري بشارة،إلا أنه يصبح استثنائًا فنيًا خالصًا، وخاصة فيما يخص تلك الدرجة التي تأخذ المشاهد للتفاعل إنسانيًا مع ما يشاهده، بل والتوحد التام مع شخصيات العمل، وهى الميزة التى أصبحنا نرى من خلالها اختلاف كل من أحمد زكى ونور الشريف بأفلام “الطيب» رحمه الله.

الطيب وخان وسمير وداوود

ومع ما سبق وغيره يبقى “الطيب» حاضرًا يمنح محبيه مزيدًا من الشجن، وأحلام بعالم أفضل، وهو ما يقول عنه اليوم المخرج محمد ياسين: “العظمة في عاطف الطيب إنه يوم وفاته لما انتهى مشواره بالواحد وعشرين فيلمًا.. كنت تنتظر منه المزيد والمزيد والمزيد».

كما يوجه المخرج الشاب محمد العدل له رسالة قائلاً:”إلى من أحببت الحياة والسينما من خلاله، وجعلني أبحث دائمًا عن الناس و مشاكلهم وأحلامهم كي أعبر عنها قدر استطاعتي، إلي أستاذي العظيم عاطف الطيب في ذكري وفاته، لم و لن تموت».

ويتذكره المصور الكبير سعيد شيمي فيكتب: “مرت عشرون عامًا على رحيلك يا عاطف الطيب -انعم بالجنة، ونحن مازلنا نحاول أن نصنع لحبيبتك المحروسة المحاولات والمحاولات لتكون أحسن وأفضل وأرقى- الله يرحمك».

وفي رسمه لملامح شخصية “الطيب» يكتب الكاتب الكبير وحيد حامد: كانت ضحكته عالية، صافية، مجلجلة، وكانت أحزانه عميقة، ودموعه غزيرة، كان عنيدًا فى الحق لا يعرف التنازل، كان عاشقًا لفنه وعمله ، وفيًا مخلصًا لكل من يعرفهم ويعرفونه، رقيقًا ومهذبًا وبسيطًا عندما يناقش ويتحاور، وقائدًا عسكريًا شرسًا لا يعرف التهاون وهو يعمل، كانت مصر هى عشقه وحبه وهواه، كان البسطاء النبلاء هم شخصياته المفضلة عندما يحكي بالصورة و يتحدث إليهم بلغة السينما التى كان ينشدها شعرًا و يرسمها لوحة ويعزفها لحنًا».

: «عن شجن» مخرج البسطاء عاطف الطيب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...