web analytics
غير مصنف

أرادت أن تسبح مع طفلها لأوّل مرّة.. الآلاف يتفاعلون مع تدوينة محجبة لبنانية مُنعت من نزول البحر

اجتاحت أزمة البوركيني الشبكات الاجتماعية في لبنان، بعد منع سيدة من نزول البحر مع طفلها وزوجها بزي البحر الذي يغطي الجسد.

 

اجتاحت أزمة البوركيني الشبكات الاجتماعية في لبنان، بعد منع سيدة من نزول البحر مع طفلها وزوجها بزي البحر الذي يغطي الجسد.

وقالت اللبنانية نورا الزعيم، في منشور شاركه الآلاف على فيسبوك، إنها لم تتمكن من ممارسة حقها في الاستجمام بأحد المنتجعات في مدينة طرابلس (شمال لبنان)؛ بسبب لباسها المحتشم، كما قالت.

وتعمل نورا الزعيم بالجامعة الأميركية في بيروت (AUB)، أما زوجها محمد لوند فيعمل في الرياض، كما يظهر بحسابيهما على "فيسبوك".

وروَت نورا ما حدث معها قائلةً: "منذ أيام، اصطحبت ابني البالغ من العمر عاماً واحداً، أنا وزوجي إلى أحد المنتجعات، وأردنا أن يسبح للمرة الأولى. واشتريت بوركيني من محل شهير، وهو كأي لباس سباحة، لكنه محتشم" (مستّر، حسب تعبير السيدة باللهجة اللبنانية).

ونشرت السيدة صورة عبر حسابها على فيسبوك لمدخل المنتجع، تُظهر أنه كُتب في الشروط أن ارتداء لباس بحر أمر إلزامي.

وتابعت: "عندما ذهبنا الى الشاطئ، جاء مسؤول من الفندق وقال لزوجي بالعامية: ممنوع المدام تنزل عَالمي" (ممنوع السيدة تنزل في المياه)، فسأل زوجها: لماذا؟! فردّ عامل الإنقاذ بأن هذا ما يفرضه القانون في المكان.

وأقرت السيدة بأنها لم تكترث لكلام هذا الرجل في البدء، خصوصاً أنها تُلاعب ابنها في المياه وأنهم دفعوا 250 دولاراً مقابل قضاء ليلة في المنتجع، علماً أنهم حجزوا أكثر من ليلة.

وقالت إن 3 أشخاص جاءوا بعد ذلك وطلبوا من الزوج أن يُخرج زوجته من المياه، ثم لحق بهم المسؤول، فما كان من السيدة إلا أن ردت بأن الشاطئ ملك للدولة ويحق لها كأي لبناني ارتياده، فأجابها بأن القانون يفرض ارتداء لباس البحر، علماً أن البوركيني الذي ترتديه هو مخصص للبحر.

أوضحت أنه "خلال الجدل مع المسؤول للتوصل إلى حل، عرض على السيدة أن تذهب إلى مسبح داخلي، لا تطل عليه الشمس ولا يوجد فيه أحد"، وعلقت قائلةً: "أراد أن يخبئنا ولم نرضَ طبعاً، ونحن دفعنا أموالاً للمجيء، فما كان منا إلا أن غادرنا وألغينا الحجز".

وأعربت السيدة عن أسفها لأنها لم تتخيل أن تُمنع من النزول الى شاطئ في مدينة طرابلس المعروفة بالتحفظ الديني، فقط بسبب حجابها.

نورا روَت لـ"هاف بوست عربي" ما حدث معها، وقالت إنها لم تُبلَغ القواعد والقوانين إلا عندما نزلت إلى المياه، ولم يخبرها أي مسؤول بشيء عن هذه القوانين لدى وصولها إلى الفندق.

ونفت أن تكون قضيتها لها خلفيات سياسية كما روج لها البعض، بما أن المنتجع يخص وزير العدل اللبناني السابق أشرف ريفي. وقالت إنها نشرت ما حدث لأنه يعبر عن أبسط حقوق المرأة، رافضةً العنصرية والتمييز.


لبنانية اخترعت البوركيني الممنوع في بلدها


المفارقة أن البوركيني الذي أثار هذا الجدل في لبنان، صممته سيدة أسترالية لبنانية الأصل، تدعى عايدة مسعود زناتي، وهي تقيم في سيدني.

والبوركيني، بدلة سباحة تغطي الجسم كاملاً ما عدا الوجه واليدين والقدمين، وهي مطاطية بما يكفي للمساعدة في السباحة، وقد لاقت رواجاً كبيراً لدى مسلمات أوروبا.

وأطلقت شركة "نايكي" الأميركية مجموعة جديدة من الملابس الرياضية الاحترافية، مؤخراً، للنساء المحجبات بعنوان "Nike Pro Hijab" بهدف استقطاب أكبر عدد ممكن من النساء لممارسة الرياضة.


القانون اللبناني يمنع البيكيني.. ولكن!


اللافت أنه في الوقت الذي تُطبق هذه الشروط على المحجبات في لبنان؛ فيحرمن من السباحة ومشاركة عائلاتهن في الاستجمام- فإن ما يجهله البعض أن ارتداء ملابس سباحة العادية (المايوه) يخالف القانون الموجود بالبلاد منذ ما يقارب المائة عام، لكنه غير مطبق.

إذ ينص القرار رقم 44/ل، الصادر عام 1941 بناءً على مرسوم الجمهورية الفرنسية، على أن النساء ممنوعات من ارتداء السروال القصير أو "الشورت" في الأماكن العامة والطرق ضمن الدول الخاضعة للانتداب الفرنسي آنذاك؛ أي لبنان وسوريا.

كما فرض القانون غير المطبق اليوم في المادة الثانية على النساء أن يستر لباسهن مجمل الصدر، وتحدد المادة الرابعة غرامة مالية لكل مخالفة قدرها 250 ليرة سورية (وفقاً للعملة المتداولة آنذاك).

والجدير ذكره أن المفوض السامي، هنري فيرناند دانتز، كان أصدر هذا القانون لأسباب اجتماعية، ولم يُعدل حتى اليوم، كذلك فهو لا يطبق.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...