web analytics

“ابن بطوطة”.. الأمازيغي الذي قضى عمره في الترحال

 

رحالة ومؤرخ وقاضي امازيغي، ولقب بـ "أمير الرحالين المسلمين"، إنه محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي الطنجي المعروف بـ"ابن بطوطة"، ولد في 24 فبراير 1304هـ / 1377م بمدينة طنجة في المغرب، ، وقضى 28 سنه فى السفر و الرحلات، وكانت رحلته الاولى الي مكة من أجل أداء فريضة الحج، عن طريق شمال افريقيا ومصر.

عرف بإسم "ابن بطوطة" نسبة الى امه "بطوطة"، وهي في الأصل "فطومة".

ولد في عائلة علماء في القضاء الإسلامي في طنجة،  خلال عهد الدولة المرينية، ويرجع نسب ابن بطوطة إلى القبيلة الأمازيغية المعروفة بـ"لواتة البربرية"، والتي انتشرت بطونها على طول سواحل إفريقية حتى مصر.

و "ابن بطوطة" أحد أهم الرحالة، حيث قطع أكثر من 75,000 ميل، وهو رقم لم يكسره أي رحالة منفرد حتى ظهور عصر النقل البخاري، بعد 450 سنة.

 

بدأت رحلة "ابن بطوطة" الأولى من مدينة طنجة عام 725هـ/ 1326م، حيث طاف بأنحاء المغرب الأقصى، ثم اتجه نحو الشرق عبر الجزائر أو المغرب الأوسط، ثم إلى تونس وليبيا، وانتهى به المطاف في مصر، ومن الإسكندرية اتجه جنوبًا إلى القاهرة ثم إلى الصعيد حتى وصل إلى ميناء عيذاب على ساحل البحر الأحمر، ثم عاد إلى القاهرة وتابع رحلته إلى مكة المكرمة عن طريق بلاد الشام.

 

وبعد أداء فريضة الحج اتجه إلى العراق وإيران وبلاد الأناضول، ثم عاد إلى الحجاز وحج للمرة الثانية، وبقي في مكة سنتين. 

 

في عام 730هـ/ 1329م غادر الحجاز إلى اليمن وبلاد الخليج العربي، وقد تحدث ابن بطوطة عمّا وجده هناك من تقاليد وعادات وأنواع أطعمة غريبة لم يشاهدها من قبل، ثم سار في الخليج العربي متجهًا إلى البحرين والأحساء.

ومن ثم اتجه "ابن بطوطة" إلى بلاد الروم "الدولة البيزنطية"، ومنها عاد إلى مكة، ليؤدي فريضة الحج للمرة الثالثة، ثم قطع البحر الأحمر، فوصل إلى وادي النيل كي يحاذيه باتجاه الشمال قاصدًا سوريا، ومنها ركب البحر من اللاذقية قاصدًا آسيا الصغرى حيث نزل ميناء آلايا، ومنه إلى ميناء سينوب على البحر الأسود، ثم قصد شبه جزيرة القرم، وتوغل حتى بلاد روسيا الشرقية، وهناك انضم إلى سفارة السلطان محمد يزبك الذاهبة إلى القسطنطينية، وعاد إلى القرم كي ينطلق منها إلى بخارى وبلاد الأفغان، إلى أن وصل إلى دلهي على نهر الغانج فاستقر بها مدة عامين، عمل خلالهما قاضيًا للمذهب المالكي.

 

وانطلق الي مكة ليؤدي فريضة الحج للمرة الرابعة، حيث رافق بعثة سياسية أرسلها سلطان الهند محمد شاه إلى ملك الصين، فلم يتجاوز جزائر (ذبية المهل)، حيث استقر مدة سنة ونصف تولى فيها منصب القضاء، وبعدها استمر في رحلته عن طريق ساحل البنغال، ودخل بلاد الهند الشرقية وجزر إندونيسيا، ووفِّق إلى زيارة الثغرين الصينيين زيتون (تسوتونج) وكانتون، ثم قفل إلى الجزيرة العربية عن طريق سومطرة والهند في 748هـ/ 1347م، ومنها صعد في الخليج العربي، وعاد إلى بلاد فارس عن طريق ميناء هرمز، ثم سافر إلى العراق فبلاد الشام، فمصر، ومنها انطلق إلى مكة ليؤدي فريضة الحج للمرة الرابعة.

 

هكذا أمضي "ابن بطوطة"، أكثر عمره في الترحال، حيث كان أحد أهم الرحالة، وكان يسعي دائما الى رؤية عادات الشعوب والأقوام، ليسجل تلك الأحداث التي أصبحت دربًا يسلكه كل من أراد المضي في الترحال.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...