web analytics

الإخوانجية.. ودهاليز الظلام

في كل مرة يتم فيها فضح أساليب وأعمال حزب «الإخوان»، كمسلسل «خيانة وطن» و«دهايز الظلام»، والذي بثه تليفزيون أبوظبي مؤخراً، يقوم «الإخوانجية» بشن حملة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، معبرين عن غضبهم، وزاعمين عدم صحة ما تتضمنه هذه التغطيات من كشف لأعمالهم المشينة على مدى أكثر من ثمانين عاماً. لا نريد هنا أن ندخل في جدل حول مزاعمهم، ولكن دعونا نرجع لمدى التزامهم بالأمانة التي أسندت إليهم لإدارة التعليم في الدولة في سنوات الثمانينيات من القرن الماضي، وتلاعبهم بالمناهج الدراسية وتسييسها على حساب المستقبل العلمي لأجيال متعددة، وذلك قبل أن تتبنى الدولة عملية تعديل المناهج في عام 1987.

وبعيداً عن حملاتهم وتبريراتهم، إليكم مثالان فقط لمستوى المناهج المسيسة والتي ركزت على فكر «الإخوان» ومؤلفات قادتهم، وأهملت الجوانب العلمية والتاريخية والتراثية، ففي منهج الجغرافيا ذكر بالحرف الواحد أن «موسم الغوص في الإمارات والخليج يبدأ من شهر سبتمبر وينتهي في شهر مايو من كل عام»، أي أن مدة الغوص والبحث على اللؤلؤ ثمانية أشهر، حيث يشمل ذلك فصل الشتاء شديد البرودة !؟

أية معلومة مغلوطة تقدم لأبنائنا حول ثروة بلدهم الرئيسية قبل النفط! إذ من المعروف أن موسم الغوص يبدأ في شهر مايو وينتهي في أواخر سبتمبر مع ما يسمى «القفال» أي العودة، بالطبع سيقولون إن ذلك خطأ مطبعي- ليس كذلك أبداً- على اعتبار أن الخطأ المطبعي يعدل ولا يبقى في المناهج لسنوات طويلة، مما يشكل إساءة لتراث عريق، بل عندما طلبت التعديل استفسر «الإخوان» هل أنت متأكد؟ كيف يمكن أن نشرح لأبنائنا وجود أجدادهم في البحر تلك المدة الطويلة وفي طقس قارس؟

في نفس المنهج الجغرافي، كانت هناك كوارث أخرى، ففي إحدى الخرائط الجغرافية الرئيسية لم يكن هناك وجود لبولندا في القارة الأوروبية، كانت هناك حدود مباشرة بين ألمانيا والاتحاد السوفييتي اللذين لا توجد حدود بينهما، أي حذفت بولندا من الخريطة رغم أنها من أكبر البلدان الأوروبية مساحة وسكاناً. عندما استفسرت عن ذلك لم يكن هناك أي جواب، فقط صمت مع السعي للتعديل، أو ربما كان لـ «الإخوان» في ذلك الوقت عداء مع بولندا فقرروا حذفها على هواهم!؟ وهذه الخريطة بدورها استمرت في المناهج لسنوات.

إننا لا نتطرق هنا إلى أحاديث منقولة، وإنما عن كتب ومناهج موثقة وتتوفر نسخ منها، فالأخطاء كانت جسيمة ولا تليق بمناهج دراسية حديثة، أما الاهتمام الرئيسي، والذي لم أجد فيه أخطاءً، فقد كانت مقولات مؤسسي «الإخوان»، وبالأخص سيد قطب، كما أن ثلث محتويات مناهج التاريخ والجغرافيا خصصت لتمجيد المجاهدين الأفغان وبطولاتهم وضرورة الاقتداء بهم، أي التحريض والشحن العاطفي لإعداد كوادر «إخوانية» يتم تهيئتها لساعة الصفر.

من هنا نجد أن معظم كوادرهم الهاربة، وتلك التي تركتهم، هم نتاج تلك المناهج وتلك المرحلة السوداوية في تاريخ التعليم، حيث يحرصون كل الحرص على الإمساك بأطراف مضلع تتمثل في وزارات التعليم والشؤون الإسلامية والإعلام، أي (المدرسة والمسجد والتوجيه)، ففي كل الدول العربية والإسلامية التي تبوؤوا فيها مناصب وزارية استماتوا في شغل هذه الوزارات للاتصال بأكبر عدد ممكن ولتوجيه أجيال المستقبل لتحقيق أهدافهم.

«دهاليز الظلام»- ومن قبله «خيانة وطن»- ألقى الأضواء بصدق على جزء مهم من الأعمال الشيطانية والإرهابية لجماعة «الإخوان»، وعكس جزءاً من الحقيقة، إلا أن الحقيقة أكبر من ذلك، فهناك قضايا أخرى وأساليب وتلاعبات بمستقبل أجيال كاملة لم يكشف عنها حتى الآن. ربما يحاول «الإخوان» تبرير ما ينشر والدفاع عن أنفسهم وأنهم مستهدفون، مستغلين وسائل التواصل الاجتماعي، إذ ربما يكون ذلك ممكناً، لو لم تكن هناك كتب ومناهج مكتوبة بأيديهم، ولكنها في الوقت نفسه تدينهم وتدين استهتارهم بمستقبل أجيال وتلاعبهم بمصير وطن بني بحكمة مؤسس وبسواعد أبنائه جيلاً بعد آخر.

 

 

في كل مرة يتم فيها فضح أساليب وأعمال حزب «الإخوان»، كمسلسل «خيانة وطن» و«دهايز الظلام»، والذي بثه تليفزيون أبوظبي مؤخراً، يقوم «الإخوانجية» بشن حملة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، معبرين عن غضبهم، وزاعمين عدم صحة ما تتضمنه هذه التغطيات من كشف لأعمالهم المشينة على مدى أكثر من ثمانين عاماً. لا نريد هنا أن ندخل في جدل حول مزاعمهم، ولكن دعونا نرجع لمدى التزامهم بالأمانة التي أسندت إليهم لإدارة التعليم في الدولة في سنوات الثمانينيات من القرن الماضي، وتلاعبهم بالمناهج الدراسية وتسييسها على حساب المستقبل العلمي لأجيال متعددة، وذلك قبل أن تتبنى الدولة عملية تعديل المناهج في عام 1987.

وبعيداً عن حملاتهم وتبريراتهم، إليكم مثالان فقط لمستوى المناهج المسيسة والتي ركزت على فكر «الإخوان» ومؤلفات قادتهم، وأهملت الجوانب العلمية والتاريخية والتراثية، ففي منهج الجغرافيا ذكر بالحرف الواحد أن «موسم الغوص في الإمارات والخليج يبدأ من شهر سبتمبر وينتهي في شهر مايو من كل عام»، أي أن مدة الغوص والبحث على اللؤلؤ ثمانية أشهر، حيث يشمل ذلك فصل الشتاء شديد البرودة !؟

أية معلومة مغلوطة تقدم لأبنائنا حول ثروة بلدهم الرئيسية قبل النفط! إذ من المعروف أن موسم الغوص يبدأ في شهر مايو وينتهي في أواخر سبتمبر مع ما يسمى «القفال» أي العودة، بالطبع سيقولون إن ذلك خطأ مطبعي- ليس كذلك أبداً- على اعتبار أن الخطأ المطبعي يعدل ولا يبقى في المناهج لسنوات طويلة، مما يشكل إساءة لتراث عريق، بل عندما طلبت التعديل استفسر «الإخوان» هل أنت متأكد؟ كيف يمكن أن نشرح لأبنائنا وجود أجدادهم في البحر تلك المدة الطويلة وفي طقس قارس؟

في نفس المنهج الجغرافي، كانت هناك كوارث أخرى، ففي إحدى الخرائط الجغرافية الرئيسية لم يكن هناك وجود لبولندا في القارة الأوروبية، كانت هناك حدود مباشرة بين ألمانيا والاتحاد السوفييتي اللذين لا توجد حدود بينهما، أي حذفت بولندا من الخريطة رغم أنها من أكبر البلدان الأوروبية مساحة وسكاناً. عندما استفسرت عن ذلك لم يكن هناك أي جواب، فقط صمت مع السعي للتعديل، أو ربما كان لـ «الإخوان» في ذلك الوقت عداء مع بولندا فقرروا حذفها على هواهم!؟ وهذه الخريطة بدورها استمرت في المناهج لسنوات.

إننا لا نتطرق هنا إلى أحاديث منقولة، وإنما عن كتب ومناهج موثقة وتتوفر نسخ منها، فالأخطاء كانت جسيمة ولا تليق بمناهج دراسية حديثة، أما الاهتمام الرئيسي، والذي لم أجد فيه أخطاءً، فقد كانت مقولات مؤسسي «الإخوان»، وبالأخص سيد قطب، كما أن ثلث محتويات مناهج التاريخ والجغرافيا خصصت لتمجيد المجاهدين الأفغان وبطولاتهم وضرورة الاقتداء بهم، أي التحريض والشحن العاطفي لإعداد كوادر «إخوانية» يتم تهيئتها لساعة الصفر.

من هنا نجد أن معظم كوادرهم الهاربة، وتلك التي تركتهم، هم نتاج تلك المناهج وتلك المرحلة السوداوية في تاريخ التعليم، حيث يحرصون كل الحرص على الإمساك بأطراف مضلع تتمثل في وزارات التعليم والشؤون الإسلامية والإعلام، أي (المدرسة والمسجد والتوجيه)، ففي كل الدول العربية والإسلامية التي تبوؤوا فيها مناصب وزارية استماتوا في شغل هذه الوزارات للاتصال بأكبر عدد ممكن ولتوجيه أجيال المستقبل لتحقيق أهدافهم.

«دهاليز الظلام»- ومن قبله «خيانة وطن»- ألقى الأضواء بصدق على جزء مهم من الأعمال الشيطانية والإرهابية لجماعة «الإخوان»، وعكس جزءاً من الحقيقة، إلا أن الحقيقة أكبر من ذلك، فهناك قضايا أخرى وأساليب وتلاعبات بمستقبل أجيال كاملة لم يكشف عنها حتى الآن. ربما يحاول «الإخوان» تبرير ما ينشر والدفاع عن أنفسهم وأنهم مستهدفون، مستغلين وسائل التواصل الاجتماعي، إذ ربما يكون ذلك ممكناً، لو لم تكن هناك كتب ومناهج مكتوبة بأيديهم، ولكنها في الوقت نفسه تدينهم وتدين استهتارهم بمستقبل أجيال وتلاعبهم بمصير وطن بني بحكمة مؤسس وبسواعد أبنائه جيلاً بعد آخر.

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...