الشرطي الآلي في دبي ليس الأول.. تعرَّف على استخدامات الروبوتات البوليسية حول العالم
أعلنت شرطة دبي منذ أيام عن انضمام شرطي آلي إلى كوادرها للمرة الأولى، ويتميز الشرطي الآلي بنظام ذكاء اصطناعي يؤهله للقيام برصد تعبيرات المشاعر على وجه الإنسان مثل تعبيرات الحزن، أو الغضب، أو السعادة.
أعلنت شرطة دبي منذ أيام عن انضمام شرطي آلي إلى كوادرها للمرة الأولى، ويتميز الشرطي الآلي بنظام ذكاء اصطناعي يؤهله للقيام برصد تعبيرات المشاعر على وجه الإنسان مثل تعبيرات الحزن، أو الغضب، أو السعادة.
كما يمكنه التعرف على الوجوه، والتفاعل والدردشة مع المواطنين، والتنقّل بشكل ذاتي، ويمكن ربطه بالشبكات الاجتماعية، وشرطة دبي ليست الأولى في الاستعانة بالروبوتات لمساعدة أفراد الأمن، بل الكثير من دول العالم تستخدم الروبوت بإمكانيات مختلفة لمساعدتها في تحقيق الأمن ومكافحة الجريمة.
تحتاج الشرطة كثيراً في عملياتها المصحوبة بدرجة عالية من الخطورة -مثل تفكيك قنبلة أو القبض على أحد العناصر الخطرة- إلى حساب المخاطر التي قد تمس حياة أفراد الشرطة وحياة المحيطين بالمكان، كما تُحسَب أيضاً الأضرار الفيزيائية الناتجة عن أي عملية قبل القيام بها مثل احتمالية تفجير المكان أو تعرّضه للتدمير.
ولا تستبدل الروبوتات أفراد الشرطة بالطبع، فما زالوا القادرين على صنع القرار والتدخل، وتأتي مهمة الروبوتات للتعامل مع الحالات التي يصعب الوصول إليها أو التي تشكل تهديداً محتملاً.
استخدام الروبوت للقتل
وجد مركز دراسة الطائرات بدون طيار في أميركا أن مايقرب من 1000 روبوت تم نقلهم من الجيش إلى البوليس بين عام 2003 إلى عام 2016، بدون حساب الروبوتات التي اشتراها البوليس من الشركات المُصنِعة مباشرة.
وتم استخدام أول روبوت يحمل المتفجرات العام الماضي 2016 حيث قامت الشرطة في ولاية "دالاس" بإرسال روبوت بحمولة متفجرة لقتل مسلح قام بقتل 5 من ضباط الشرطة وقام بتحصين نفسه في المرآب، وكانت تلك المرة الأولى التي يستخدم بها روبوت للقتل، وقال رئيس الشرطة حينها إنه لم يكن هناك خيار آخر حيث أن إرسال رجال الشرطة قد يعرّضهم لخطر شديد.
تستخدم الشرطة الأميركية الروبوتات في استخدامات عديدة، مثل تعطيل القنابل وتحديد أماكنها، والبحث عن مكان الرهائن والاستماع إلى المحادثات ورؤية الأشخاص، وتصوير الأماكن ومعرفة المساحات والأحجام.
كما يستخدم الروبوت كدرع متحرك لأفراد الشرطة، والتعامل مع الظروف غير المهيأة وجمع المعلومات والمراقبة والتشويش على الإشارات، عن طريق العديد من أجهزة الاستشعار مثل الكاميرات والميكروفونات ومستشعر للغاز ومستشعر للاهتزازات والمستشعرات الكيميائية والبيولوجية والنووية، وفي كل مرة تنجح الروبوتات في القضاء على خطر أو النجاح في عملية فإن الاعتماد عليها يتزايد، ويعد السبب الرئيسي في ذلك هو تقليل الخسائر في الأرواح.
حصلت الشرطة البولندية العام الماضي 2016 على روبوت مراقبة يشبه الذي تستخدمه الشرطة الأميركية، ويتميز بالحجم الصغير وإمكانية التواصل ونقل الصوت والصورة، ومزود بخيارات إضاءة مختلفة كما يمكنه حمل المتفجرات، وقادر على تحمل السقوط من ارتفاعات طويلة، ويمكن التحكم فيه عن بعد.
التعرُّف على وجه مليار إنسان!
ضمت الصين إلى صفوف الشرطة روبوتاً يتعرف على الوجوه ويخزن بيانات المراقبة ويستطيع توقع الحرائق من خلال مراقبة الطقس ودرجة الحرارة، ويستخدم بشكل رئيسي في محطات القطار والمطارات، حيث يمكنه التعرف على وجوه الموظفين أو البحث عن الأشخاص المشتبه بهم ومراقبة الطقس.
وهذا الروبوت ليس الأول في الصين حيث ضمت الصين العام الماضي روبوتاً يستخدم في المطارات بشكل أساسي لمتابعة العملية الأمنية والاستجابة لحالات الطوارئ وتنظيم دخول المسافرين.
طائرات الدرونز تساعد أيضاً!
اشترت الهند أيضاً العام قبل الماضي طائرات بدون طيار من شركة "Desert Wolf" بجنوب أفريقيا، وتستخدم هذه الطائرات في مراقبة الحشود وتفريقها برش رذاذ الفلفل الحارق للأعين، ويمكنها مراقبة الأماكن المزدحمة والتواصل مع المجتمعين عن طريق الكاميرات والميكروفون، وتأتي الطائرة مزودة بكشاف عالي الإضاءة وكاميرات حرارية، وتستخدمها ولاية "لكناو" في شمال الهند لمراقبة الحشود في الاحتفالات الدينية وتفريق المظاهرات.
بينما قامت الشرطة الهولندية بتدريب النسور لإنزال الطائرات بدون طيار غير المرخصة، فإن اليابان تستخدم طائرات بدون طيار مزودة بشبكة لاصطياد الطائرات غير المرخصة، أو التي تطير فوق أماكن حساسة، أو التي تحمل تهديدات.
ونشرت الشرطة تلك الطائرات بعد أن قام ناشط مناهض للأسلحة النووية بإرسال طائرة بدون طيار تحمل رمالاً مشعة غير ضارة فوق منزل رئيس الوزراء وتقوم الشرطة باصطياد الطائرات بدون إطلاق النار لعدم التسبب في تحطم الطائرة التي قد تحمل معلومات عن صاحبها.
التأمين والتنظيم والقتل!!
قامت شركة "General Robotics" بإسرائيل بتصميم روبوت قاتل بمساعدة وحدة مكافحة الإرهاب بالشرطة الإسرائيلية، ويمكن لهذا الروبوت حمل مسدس عيار 9 مم كما يمكنه التسلل إلى المنازل وصعود الدرج/السلالم بسهولة، كما يمكنه إطلاق النار على المشتبه بهم في أماكن محددة، ويسمح بتواصل الشرطة مع المشتبه بهم كما يمكنه حمل كشاف عالي الإضاءة يسبب العمى المؤقت.
كما تستخدم جمهورية الكونغو الديمقراطية الروبوت في تنظيم المرور، والمساعدة في الحد من الوفيات، عند التقاطعات المزدحمة، والروبوت مزود بإضاءات بألوان المرور المختلفة ويساعد على تنظيم حركة السيارات والمشاة ومزود بكاميرات مراقبة أيضاً، كما يعمل بالطاقة الشمسية.
يمكن استخدام الروبوت أيضاً في تأمين السجون كما في كوريا الجنوبية، حيث تستخدم روبوتات بارتفاع 5 أقدام منذ عام 2012 في تأمين السجون والمحاكمات، وتستخدم الروبوتات كاميرات ثلاثية الأبعاد والعديد من المستشعرات للتعرف على سلوك السجين وتنبيه الحراس ﻷي نشاط غير طبيعي؛ مثل المشاحنات بين النزلاء أو إذا كان أحد النزلاء مُلقى على الأرض، كما تشير بعض التقارير إلى أن كوريا قد تستخدم الروبوتات للمساعدة في تنظيم الحشود والمراقبة في كأس العالم القادم 2018.
تعتبر المنطقة منزوعة السلاح بين كوريا الشمالية والجنوبية من أكثر المناطق عسكرة في العالم، وتستخدم كوريا الجنوبية إلى جانب معداتها العسكرية روبوتات قادرة على تحديد المتسللين وقتلهم إذا لزم الأمر، عن طريق أجهزة استشعار الحركة والكاميرات، كما يمكنها التعرف على الصوت وقياس درجة الحرارة.
روبوت إنقاذ الحياة
قامت اليونان العام الماضي أثناء كارثة غرق اللاجئين السوريين ومحاولة إنقاذهم من المراكب الغارقة أو المحطمة بنشر العديد من قوارب الإنقاذ الآلية، التي يمكن التحكم فيها عن بعد والمربوطة بسفينة الإنقاذ عن طريق حبل.
الروبوت من تطوير فريق بجامعة "تكساس" ويمكنه السير بسرعة 20 ميلاً في الساعة، كما يراقب الروبوت عن طريق طائرة بدون طيار، ويتم استخدامه مع الحالات غير الطارئة، لتوفير المنقذين للتعامل مع الحالات التي تحتاج إلى التدخل السريع.
قامت العديد من الدول باستخدام الروبوتات في أنشطة صناعية وصحية عديدة، كما ساعدتالروبوتات الشرطة على تحقيق الأمن لأفرادها، والتعامل مع المتفجرات والقنابل بسهولة مع إمكانية عدم تفجيرها إذا كانت مجهزة لذلك، كما قامت بتسهيل عملية التأمين عن طريق المراقبة والتواصل الفعال، وساعدت على مكافحة الجريمة وتقييم الأوضاع، وكما تستخدم الروبوتات في العمليات الأمنية فإنها تستخدم أيضاً في الكثير من التطبيقات الأخرى للمساعدة في دفع الخطر وتأمين الحياة وتسهيل الخدمات.
