web analytics

الصحة”: 247 مصابا بـ”جوشيه” في مصر.. وعلاجهم على نفقة الدولة

قال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث باسم وزارة الصحة، إن مجلس الوزراء وافق على إدراج علاج مرض “جوشيه” على نفقة الدولة، عقب مذكرة قدمها الدكتور عادل عدوي وزير الصحة.

وأضاف عبدالغفار، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “صباح أون” على قناة “أون تي في”، أن مصر بها 247 مصابا بالمرض، بينها حالات لأطفال سيتم إخضاعها للعلاج على نفقة الدولة.

 

 

وداء غوشيه (Gaucher’s disease) هو مرض من امراض الاختزان الوراثية (صبغي جسدي متنح – Autosomal recessive) ينشا نتيجة لخلل في عمل الانزيم في الجسيم اليحلولي (Lysosmal enzyme) المسمى غلوكوسيريبروزيد (glucocerebrosidase) والذي يسبب تراكم مادة الغلوكوسيريبروزيد في الخلايا الوحيدة البلاعم (monocyte – macrophage). وتبعا لذلك, فان الاعضاء الاساسية التي تصاب بالضرر هي: الطحال, الكبد والنخاع العظمي.

ازداد الاهتمام العالمي بداء غوشيه اثر ظهور علاج انزيمي ناجع، لكن باهظ التكلفة، في العام 1991. عمليا, يرى الكثير بداء غوشيه مرضيا نموذجيا لمعالجة امراض اخرى من امراض الاختزان في الجسيمات اليحلولية (lysosomal enzymopathy)، كما يعتبرونه اختبارا ومحكا للطرق التي تواجه فيها الاجهزة الصحية التكاليف الاستثنائية وغير الاعتيادية لبعض العلاجات الحديثة.

وقد سمي المرض بهذا الاسم نسبة الى طالب جامعي في كلية الطب وصف، في العام 1882، نتائج تشريح لجثة شابة في الـ 32 من عمرها اصيبت بتضخم في الطحال مع ارتشاح (Infiltration) ملحوظ من الخلايا العملاقة (gaint cells filtration). وقد تم فهم عملية اختزان الدهون بعد خمسين سنة من ذلك. وفقط في العام 1965 تم اكتشاف النقص الوراثي في انزيم الغلوكوسيريبروزيد كمسبب لداء غوشيه. وقد شقت عملية استنساخ الصبغي (gene cloning)، التي جرت في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، الطريق امام عصر علم الوراثة الجزيئي (الوراثيات الجزيئية – Molecular genetics), طورت قدرات التشخيص (وخاصة لدى حاملي المرض)، فتحت افقا جديدا للبحث العلمي وشكلت حجر الاساس للطرق العلاجية المستقبلية بواسطة زراعة الجينات.

يظهر داء غوشيه في ثلاثة اشكال:

النوع الاول (Type I)- (يعرف بـ “نوع البالغين” او الشكل المزمن غير العصبي): يتميز بعدم تاثر الجهاز العصبي. هذا هو الشكل الاكثر شيوعا لداء غوشيه. يتراوح انتشاره ما بين 1:500,00 حتى 1:1000,000. هنالك تنوع واسع في الاعراض السريرية (النمط الظاهري – phenotype) التي تتراوح ما بين وضع خال من الاعراض تماما وحتى الاعاقة البالغة بسبب اصابة العديد من اجهزة الجسم.
النوع الثاني (Type II)- (“النوع الطفولي”، او الشكل العصبي الحاد): يتميز بتاثر الجهاز العصبي بشكل بالغ والموت بسن مبكرة، من سن ايام معدودة وحتى سن السنتين.
النوع الثالث (Type III)- (نوع مرحلة الصبا، او النوع العصبي دون الحاد – subacute): يتميز بتاثر الجهاز العصبي بشكل اكثر اعتدالا، مع بقاء المصابين على قيد الحياة, دون علاج, حتى سن المراهقة.
وقد تم، حتى الان, وصف اكثر من 250 طفرة (mutation) مختلفة في صبغي الغلوكوسيريبروزيد (glucocerebrosidase gene), لكن القدرة على التنبؤ بالاصابة بمرض غوشيه على اساس الخلل الوراثي محدودة جدا. ومع ذلك، فان العديد من المشاهدات (observations) تساعد في الاستشارة الوراثية وفي تحديد التوقعات بشان سير المرض (prognosis).

يظهر لدى المصاب النموذجي بداء غوشيه طحال متضخم او نقص في صفيحات الدم (thrombocytopenia)، اذ يتم اكتشافهما صدفة في اطار فحص الميل للنزف, مثل النزف من الانف, البقع الزرقاء او النزف حاد بعد قلع سن او بعد عملية جراحية. يجب الانتباه، خلال الفحص، الى تضخم الكبد, واحيانا, عند الاطفال، الى تاخر في نمو القامة.

المصابون بحالة صعبة من داء غوشيه قد يصابون، ايضا، بنوبات الم حاد في العظام (Bone crises) وفي وقت لاحق قد يكونون عرضة للاصابة بكسور مرضية او بنخر انعدام الاوعية (avascular necrosis) في المفاصل الكبيرة (وخاصة في مفاصل الفخذين). اصابة الرئتين نادرة وتظهر لدى المصابين باصعب درجة من المرض. ولا يؤثر داء غوشيه على طول العمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...