web analytics

العزوف عن التصويت أكثر ما يخشاه روحاني.. هكذا تؤثر نسبة المشاركة بالانتخابات في اختيار رئيس إيران ال

تاريخياً، كلما زاد عدد المُصوِّتين الإيرانيين زادت فرصة انتخاب رئيس إصلاحي أو معتدل، مثل الرئيس الحالي حسن روحاني.

تاريخياً، كلما زاد عدد المُصوِّتين الإيرانيين زادت فرصة انتخاب رئيس إصلاحي أو معتدل، مثل الرئيس الحالي حسن روحاني.

ومع ذلك، تأتي محاولة روحاني للاستمرار في منصبه 4 سنوات إضافية، وسط تذمر وعدم اكتراث من الناخبين، الذين غالباً لم يرَوا فوائد توقيعه على الاتفاق النووي مع قوى العالم. وبينما يَعِد منافسوه الناخبين بتقديم معونات مالية إلى الفقراء، سيحتاج روحاني كل صوتٍ ممكن في الانتخابات التي ستُجرى يوم 19 مايو/أيار. لكن حتى بعض من أنصاره يقولون إنهم قد يبقون في منازلهم.

وقال حسين قاسمي، وهو سائق تاكسي يبلغ من العمر 35 عاماً، قد أعطى صوته لروحاني في عام 2013: "لن أصوِّت. لا يكترث أي منهم بمطالبنا وبالصعوبات المُقترِنة بزيادة الأسعار اليومية"، وفق ما ذكر تقرير لوكالة بلومبيرغ الألمانية.

وينافس روحاني 5 مرشحين في الانتخابات، لكنَّ بعضهم قد يخرجون من السباق في الأيام المقبلة كي يُعزِّزوا فرص المرشحين الأبرز. ومن المُتوقَّع أن يخرج إسحق جهانغيري، أحد نائبي روحاني، من السباق كي يساعد رئيسه.

وقد ساعد خروج مرشح إصلاحي من السباق في عام 2013، روحاني ليحصل على أغلبية أصوات بنسبة 51% تقريباً، ويفوز. في تلك الانتخابات، كان معدل المشاركة 73%، وهو رقم كبير سيحتاجه روحاني أن يتكرَّر بين 56.4 مليون ناخب مؤهل هذه المرة. وإذا لم يفز أيٌ من المرشحين بأغلبية تامة، سيتنافس المرشحان الأولان في جولةٍ انتخابيةٍ ثانية يوم 26 مايو/أيار.

وهناك بالفعل علامات تحذير تلوح لروحاني في الأفق. إذ قال تقرير لوكالة الأنباء الإيرانية التي تديرها الدولة، يوم الإثنين 8 مايو/أيار، إنَّ استطلاع رأي شارك فيه أكثر من 6 آلاف مصوّت كشف أنَّ أكثر من ثلثهم قالوا إنهم لن يصوّتوا، بينما قال 46% آخرون إنهم سيختارون مرشحهم لاحقاً. ولم يقدم هذا الاستطلاع العشوائي، الذي أُجري على مستوى الدولة، هامشاً للخطأ.

وبعد مضي عام على تولي روحاني الرئاسة في إيران، أتت أزمة انهيار أسعار النفط في السوق الدولية، لتلقي بتبعات شديدة السلبية على المؤشرات الاقتصادية الكلية لإيران، حيث تعتمد إيران بشكل كبير على العائدات النفطية، وإن كانت الأزمة تمثل تهديدًا خارجيًا، إلا أن الإدارة الرشيدة تفرض أن تتبنى الحكومة سيناريوهات لمواجهتها، خاصة أن طبيعة سوق النفط في تقلبات مستمرة، بحسب ما ذكر تقرير لقناة الجزيرة الفضائية.

وقال سعيد ليلاز، وهو محلِّلٌ سياسي في طهران: "منافس روحاني الأساسي هو عدم مشاركة الناس".

انعدام الحماس هذا سببه الشغل الشاغل للمواطن الإيراني العادي؛ ألا وهو الاقتصاد. فعلى الرغم من أنَّ الاتفاق النووي قد سمح لإيران بالاستمرار في تصدير النفط الضروري إلى أوروبا، وتوقيع صفقات طائرات قيمتها مليار دولار، فإنَّ البطالة والتضخم المزمنين يظلان سببين أساسيين وراء قلق المواطنين. وما زال الطلاب الجامعيون في إيران يتخرَّجون دون أن يجدوا وظائفَ متاحة.

وتظهر الأزمة الاقتصادية في صور المُشرَّدين الذين ينامون في المقابر خارج طهران، وهي صور قد هزَّت الأمة وروحاني نفسه. ويمكن للمرء أن يرى الفقراء، الشباب منهم والمسنين، في المدن الإيرانية يفتشون في القمامة عن الطعام، أو ينظفون زجاج السيارات للحصول على الفكة.

في الوقت نفسه، عبَّر عمال المناجم الغاضبون عن غضبهم وهاجموا سيارة الرئيس الأحد الماضي، وهو يزور منجم الفحم الذي وقعت فيه الكارثة التي أودت بحياة 42 شخصاً على الأقل.

وقال عايدين يحيافي، ذو الـ32 عاماً: "يعجبني روحاني، لكنني لا أريد التصويت على الإطلاق. فبعد سنوات من التخرج ما زلت بلا وظيفة، وأعتمد على دعم والدَيّ".

هذا بالضبط هو نوع الناخبين الذين يحتاج روحاني أن يُلهمهم. ويسكن حوالي ثلث الناخبين في المدن الكبيرة، حيث ما زال روحاني محتفظاً بشعبيته، حيث يصل معدل المشاركة في الانتخابات إلى حوالي 40%. ويسكن ثلث آخر في مدنٍ إقليمية أصغر. وفي المناطق الريفية، حيث يملك رجال الدين وحرس الثورة الإسلامية المتشددين نفوذاً أكبر، يصل معدل المشاركة إلى 90%.

ويُعد المرشح المتشدد إبراهيم رئيسي، الذي يفضله المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، هو أبرز منافسي روحاني. ويملك رئيسي بالفعل دعم هيئتين دينيتين كبيرتين رفضتا دعم أي مرشح في الانتخابات الرئاسية السابقة.

وقد تعهَّد رئيسي بدعم الفقراء براتب شهري قيمته 65 دولاراً، وهو سُدس الراتب الشهري الذي يحصل عليه أفقر العاملين. وقد وعد المرشح المحافظ محمد باقر قاليباف، عمدة طهران، بأن يمنح الفقراء راتباً شهرياً تصل قيمته إلى 40 دولاراً.

وتدفع حكومة إيران بالفعل حوالي 12 مليار دولار لمساعدة الفقراء، من ضمنها راتب شهري بقيمة 13 دولاراً.

وقال مهدي خلجي، وهو زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "الاقتصاد ليس في حالةٍ جيدة. إنهم يثقون بروحاني لأنه نجح في المفاوضات النووية، لكنَّ الناس يريدون أن يعرفوا قدرة المرشحين على حل المشاكل الاقتصادية".

وعبَّر سيد مصطفى تاج زاده، الناشط الإصلاحي المؤثر، الذي قضى سنوات في السجن بعدما عارض إعادة انتخاب أحمدي نجاد المتنازع عليها عام 2009، عن قلقه من أنَّ الوعود المالية سوف تسيطر على الفقراء والعاطلين. ويخشى، هو ونشطاء آخرون، من اللجوء إلى جولة انتخابات حاسمة، فحتى الآن يبدو أنَّ الطبقة المتوسطة، والناخبين الأكثر ليبرالية في طهران غير متحمسين.

وقال تاج زاده: "من المستحيل أن يتجاهل جيش الفقراء والعاطلين وعود مَنح المال لهم".

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...