web analytics

المسلمون في أوروبا وإشكالية الانتماء

 

مثلت وقائع الاعتداءات الأخيرة التي وقعت في عدد من الدول الأوروبية هاجس كيير لدى السكان الأوروبيين الأصليين وتخوفهم من المسلمين على وجه الخصوص،  لكن  بدا هذا الخوف يمتد الى شيء آخر ألا وهو الاوروبيون الذين اعتنقوا الدين الإسلامي، .

لكن تصبح الإشكالية الكبرى هنا هي "كيف يندمج المسلمون في المجتمعات الغربية، وكيف يثبتون انتماءاتهم الى هذه البلدان التي وفدوا اليها وكيف يقتنع الأوربيون أن المسلمين مسالمين وان الدين الإسلامي لم يحض يوما على العنف، وأن كل من يرتكب عملا إرهابيا ما هو إلا شخص لم يعلم شيءا عن الإسلام ذلك الدين الحنيف الذي يدعو الى المحبة والتسامح والصبر على الشدائد حتى إن هاجمهم الآخرون.

في بدايات الإسلام صبر المسلميون على إيذا الكفار ولم يقوموا بأي عمليات ضدهم بل عندما قرروا أن يحاربوهم حاربوهم وجها لوجه ولم يطعنوهم من الخلف.

الجدل الدائر حول الإسلام في أوروبا، الذي انتقل إلى دائرة الضوء بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول الإرهابية، بات يركز على قضية هوية المسلمين واندماجهم في المجتمع. هذه القضية قسمت الرأي العام، بين من ينظر إلى الإسلام على أنه عنصر غريب على الثقافة الأوروبية ويطالب بإسلام يتفق مع مبادئ القانون وحقوق الإنسان، وبين من يعتبر أن الإسلام بات جزءاً من أوروبا، 

 

مثلت وقائع الاعتداءات الأخيرة التي وقعت في عدد من الدول الأوروبية هاجس كيير لدى السكان الأوروبيين الأصليين وتخوفهم من المسلمين على وجه الخصوص،  لكن  بدا هذا الخوف يمتد الى شيء آخر ألا وهو الاوروبيون الذين اعتنقوا الدين الإسلامي، .

لكن تصبح الإشكالية الكبرى هنا هي "كيف يندمج المسلمون في المجتمعات الغربية، وكيف يثبتون انتماءاتهم الى هذه البلدان التي وفدوا اليها وكيف يقتنع الأوربيون أن المسلمين مسالمين وان الدين الإسلامي لم يحض يوما على العنف، وأن كل من يرتكب عملا إرهابيا ما هو إلا شخص لم يعلم شيءا عن الإسلام ذلك الدين الحنيف الذي يدعو الى المحبة والتسامح والصبر على الشدائد حتى إن هاجمهم الآخرون.

في بدايات الإسلام صبر المسلميون على إيذا الكفار ولم يقوموا بأي عمليات ضدهم بل عندما قرروا أن يحاربوهم حاربوهم وجها لوجه ولم يطعنوهم من الخلف.

الجدل الدائر حول الإسلام في أوروبا، الذي انتقل إلى دائرة الضوء بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول الإرهابية، بات يركز على قضية هوية المسلمين واندماجهم في المجتمع. هذه القضية قسمت الرأي العام، بين من ينظر إلى الإسلام على أنه عنصر غريب على الثقافة الأوروبية ويطالب بإسلام يتفق مع مبادئ القانون وحقوق الإنسان، وبين من يعتبر أن الإسلام بات جزءاً من أوروبا، مثل المسيحية أو اليهودية.

وتشير الإحصاءات إلى أن عدد المسلمين في أوروبا، بما فيها روسيا، يصل إلى 44 مليون شخص، أي ما يشكل ستة في المئة من إجمالي السكان. وهذا بحد ذاته يثير مخاوف لدى بعض الأوساط الرافضة للإسلام، إضافة إلى أولئك المتأثرين بظاهرة رهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا).

لكن مسلمي أوروبا بحد ذاتهم يعتبرون أنفسهم إلى حد كبير أوروبيين، بحسب ما يقول سليمان فيلمز، رئيس تحرير "الصحيفة الإسلامية" التي تصدر في برلين. ويضيف فيلمز، في حوار مع DWعربية، أن "خلط النقاش حول الاندماج مع النقاش الدائر حول الإسلام خاطئ، وأعتبر أن من الخطأ القول بأن على أي شخص يدين بالإسلام أن يندمج في المجتمع. هناك بالتأكيد مسلمون من أصول مهاجرة. لكن أهميتهم بالنسبة لمجموع المسلمين في ألمانيا وأوروبا ومع مرور الوقت ليست كبيرة".استثناء أم قاعدة؟

فهل يتعلق الأمر هنا باستثناء يستدعي خجل الإعلاميين والمسؤوليين؟ وما هي الصورة السائدة عن المسلمين في وسائل الإعلام الألمانية؟. في شهر مارس/ آذار من العام الحالي نشرت المؤسسة الألمانية للاندماج والهجرة نتائج دراسة قامت فيها صيف عام 2011 باستجواب نحو 9200 شخص. صرح 74 بالمائة منهم من أصول أجنبية، و 71 بالمائة ممن لا يتوفرون على أصول أجنبية، أن صورة المسلمين في وسائل الإعلام الألمانية "بالأحرى سلبية" أو "سلبية جدا"؛ في ما وصفها 82 بالمائة من المستجوبين المسلمين بأنها "سلبية بدرجة قصوى".

  

ويرى أمين مزيك رئيس المجلس المركزي للمسلمين، أحد أهم المنظمات الإسلامية الأربع بألمانيا، أن نتيجة الدراسة تتطابق مع محتوى الرسائل التي يبعثها مسلمون إلى المركز؛ مشيرا أن بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، باتت "الشبهة تُطاردُ المسلمين"، كما ازدادت التقارير السلبية حول الإسلام لكون أن الخطاب العام والإعلامي لا "يفرق بين التطرف وبين الإسلام".

تعريف جديد لمفهومي الخير والشر

وبالنسبة لمارغاريت لونينبورغ، مديرة المدرسة العالمية للصحافة التابعة للجامعة الحرة ببرلين كان الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر "نقطة تحول" في طريقة التعاطي مع الإسلام في الغرب، وذلك "بسبب بشاعة صور الاعتداءات التي انتشرت في العالم والتي تناقلتها وسائل الإعلام لاحقا بشكل مستمر". وتضيف لونينبورغ أن "اعتداءات أيلول/ سبتمبر التي نفذها مسلمون متطرفون، استدعت صياغة تعريف جديد لمفهومي الخير والشر عبر "إحداث تفرقة بين الغرب المسيحي والشرق. مع غياب "مؤشرات في الوقت الحالي تفيد بتجاوز تلك التفرقة في الوقت الراهن".

  نتيجة لذلك، فإن الحملة المعادية للإسلام، التي تعزّزت الآن بانتخاب باولين هانسون في مجلس الشيوخ سنة 2016، تسعى لوقف هجرة المسلمين إلى أستراليا. وقد صنعت باولين هانسون اسمها بالاعتراض على الهجرة الآسيوية إلى أستراليا أواخر تسعينيات القرن العشرين، لكنها حوّلت اهتمامها إلى المسلمين في العقد الأخير. وهي تعارض بناء المساجد وتتصدّى بصوت مرتفع لهجرة المسلمين، معتبرة أن مثل هذه الهجرة تقوّض استقرار أستراليا وأمنها.

 

تشكّل فكرة تقييد الهجرة من البلدان الإسلامية محوراً رئيساً للحملة المعادية للإسلام. فمنع المسلمين من المجيء إلى أستراليا يعالج العديد من مخاوفهم: الحجاب في الأماكن العامة، والطعام الحلال، والمساجد. ويعتبر تحالف حرّية أستراليا والمنظمات ذات الفكر المماثل هذه المظاهر العامة للإسلام بمثابة أسلمة لأستراليا. وذلك مصطلح مثير للعواطف بوضوح، ويهدف إلى رفع القلق بشأن تعرّض أستراليا للخطر. وعن طريق تعزيز ثقافة انعدام التسامح، يزعم المعسكر المعادي للإسلام أنه يدافع عن التقاليد «الأسترالية» ويقسم المجتمع على طول خط لا يمكن اختراقه لاستبعاد المسلمين. وتتسم عقلية «نحن وهم» التي تؤطّر هذا النهج بخطورة شديدة. وتتمتّع بجاذبية شعبية يجد كثير من القادة السياسيين صعوبة في اجتنابها.

 

إن الانزلاق السياسي نحو اليمين يعني أن رسالة تحالف حرّية أستراليا المعادية للإسلام وجدت صدى في أوساط النخبة السياسية، وخصوصاً الائتلاف الليبرالي الوطني الحاكم (Liberal-National coalition). وساعد هذا الاتجاه في تطبيع عدم التسامح والخوف من الإسلام. بل إن القادة يدركون -في بعض الأحيان- الرسالة التي يبعثون بها. على سبيل المثال، كان رئيس الحكومة السابق طوني أبوت يتحدّث عادة عن الإسلام في سياق الإرهاب، مما يقيم ارتباطاً واضحاً بين الاثنين. واشتُهر عنه قوله سنة 2015: إن الثقافات ليست متساوية جميعاً، وإن «الثقافة التي تؤمن باللياقة والتسامح أفضل بكثير صراحة من ثقافة تعتقد أن في وسعك أن تقتل باسم الله».

 

تزايد المخاوف

هذا الربط الصريح بين الإسلام والإرهاب مثير للخوف. فقد وجدت الأبحاث أن أبوت أشار في خطاباته بين سبتمبر (أيلول) 2013 ونوفمبر (تشرين الثاني) 2014 أكثر من (40) مرّة إلى المسلمين في أستراليا –وذُكرت كل هذه الإشارات في العلاقة بالإرهاب. بعبارة أخرى، لا يجدر ذكر المسلمين الأستراليين إلا في العلاقة بالتهديدات الأمنية والإرهاب. وقد أذكى هذا الربط، الصريح والضمني، رُهاب الإسلام وأضعف العلاقات الاجتماعية.

 

 

 

وجود الإسلام على اختلاف مذاهبه

 

وفي نهاية 2015، بدا عدم التسامح تجاه الإسلام والمسلمين أمراً طبيعياً للعديد من الزعماء السياسيين، الذين ردّدوا صراحة صدى رسالة اليمين المتطرّف الاتهامية والاستبعادية. وقد وضعت مراعاة عدم التسامح مع الإسلام أستراليا في منزلق خطير. فلم يتورّع النائب عن الحزب الليبرالي، عضو الحكومة، جوش فريدنبرغ (Josh Frydenberg)، عن الإشارة إلى الإسلام مباشرة قائلاً: إن الإرهاب يعكس «مشكلة داخل الإسلام». وربما كان آخرون أكثر تحفّظاً، لكنهم يعكسون مشاعر مماثلة، وخصوصاً في ما يتعلّق بهجرة المسلمين. برزت القضية أثناء أزمة المهاجرين السوريين. فقد أدّى الصراع في سورية والعراق إلى نزوح ملايين الأشخاص، ووضعَ حجم الأزمة الإنسانية ضغوطاً هائلة على البلدان المجاورة وأوروبا. وفي النقاش حول دور أستراليا في استقبال المهاجرين، بدا أن أعضاء الحكومة الأسترالية اعتمدوا رسالة اليمين المتطرّف المعادي لهجرة المسلمين. ومثلما دعا تحالف حرّية أستراليا إلى حظر هجرة المسلمين، دعا زعيم الحزب الليبرالي في مجلس الشيوخ إريك أبتز (Eric Abetz) أستراليا إلى منح الأولوية للاجئين المسيحيين.

 

وقدّم الرسالة نفسها رئيس الوزراء مالكولم تورنبول (Malcolm Turnbull)، الذي خلف طوني أبوت في سبتمبر (أيلول) 2015، ووزير خارجيته جوليان بيشوب. ولاحظ كلاهما أن الأقلية الأيزيدية تستحقّ اهتماماً خاصاً، ويجب منحها الأولوية في عداد المهاجرين الذين تستقبلهم أستراليا.

 

 

ويبلغ عدد المسلمين في ألمانيا أكثر من أربعة ملايين وفق إحصائيات صادرة عن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، ما يعني أنهم يشكلون حوالي أربعة في المائة من السكان. فهل صور النساء المحجبات والرجال الملتحين هي الصورة النمطية المتداولة عن المسلمين في وسائل الإعلام الألمانية؟

ترد لونينبورغ المتخصصة في مجال الإعلام موضحة أن المسلمين تحولوا إلى رمز "للآخر" في المشهد الإعلامي، في ما باتت صورة النساء المحجبات "تعبر عن الصورة النمطية للمسلمين، وعن كل ما هو غير مسيحي وغربي، ولا ينتمي إلى الثقافة القومية".

صور مختزلة

وإذا كان من الطبيعي في العمل الصحفي تبسيط المعلومات دون الدخول في التفاصيل، فإن لونينبرغ تحذر من خطورة إتباع هذا المبدأ في القضايا التي تهم المسلمين، لأن "وسائل الإعلام بألمانيا أصبحت تقدمهم من زاوية محددة وعبر "صور مختزلة ومصغرة" لحياتهم، وهي في الغالب "صور تعبر عن المشاكل أو الصراعات داخل الجالية المسلمة، وفي حالات نادرة جدا فقط، يتم تناول قصص نجاح المسلمين في المجتمع".

في المقابل،يلمس أيمن مزيك، تقدما في مستوى المخزون المعرفي للصحفيين في ألمانيا حول الإسلام مقارنة بما كان معهودا في العقدين الأخيرين، مضيفا أن التقارير الصحفية أضحت "تتميز بجودة نسبية" واهتمام أكبر بقضايا المسلمين كتسليط الضوء على حياتهم اليومية خلال شهر الصوم. علاوة على ذلك، يشير رئيس المجلس المركزي للمسلمين إلى ارتفاع كمية المواضيع المعالجة إعلاميا حول الإسلام، وهو ما يطرح في طيّاته أيضا إشكاليات إضافية لـ"عدم وجود حاد فاصل وواضح بين الإسلام والتطرف".

 

 

مرحلة انتقالية

إن قصْرَ الجدل حول مكانة الإسلام في أوروبا على الهوية الوطنية أو العرقية، والذي يصفه سليمان فيلمز بالخطأ، ساهم في انتشار ظاهرة رهاب الإسلام، وأثار مخاوف المواطن العادي بسبب التركيز على عناصر معينة ومميزة للدين الإسلامي، مثل قضية الحجاب أو بناء المساجد.

وفي هذا الصدد، يعتبر الإمام بنيامين إدريس، رئيس مركز الإسلام في أوروبا بمدينة ميونخ الألمانية، أن الجيل الذي وُلد وترعرع في ألمانيا ودول أوروبية أخرى لن يعاني من "أزمة هوية"، مشيراً إلى أننا نمر حالياً بـ"مرحلة انتقالية، وهي من أصعب المراحل، وتشبه الجسر الذي نعبره من جهة إلى أخرى. لكن هذه المرحلة ستنتهي بقدوم الجيل الذي يخلفنا وزوال الجيل الذي هاجر من مسقط رأسه".

لكن إدريس يربط انتهاء هذه المرحلة أيضاً بوجود المقومات اللازمة للتعاطي مع المسلمين كجزء طبيعي من المجتمع الأوروبي، والتي يرى أنها متجذرة في الدستور الألماني الذي "يضمن الحرية الكاملة للمعتقدات بغض النظر عن طبيعتها".

أما سليمان فيلمز، فهو يلقي باللائمة على الجمعيات التي تمثل مصالح المسلمين، والتي يرى أنها تربط بين الهوية العرقية والدينية، مما يسبب اختلاطاً على الرأي العام في ألمانيا. ويضيف فيلمز: "هذا ليس خطأ، فأولئك الأشخاص ينحدرون من تلك الدول، إلا أن الصلات التي يقيمونها بين هوياتهم الوطنية والإسلام تعطي انطباعاً بأن هاتين الهويتين مرتبطتان، على الرغم من عدم ارتباطهما". 

ربط الانتماء الوطني بالهوية الدينية

في ألمانيا يشكل من ينحدرون من أصول تركية الغالبية العظمى من المسلمين، وذلك بحكم العدد الكبير من العمال الأتراك الذين استقدمتهم ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية للمساعدة في جهود إعادة الإعمار وبناء الاقتصاد والصناعة. هذا ولّد شعوراً لدى الألمان يربط بين الإسلام والثقافة والهوية التركيتين. لكن سليمان فيلمز يعتبر أن الهوية الإسلامية لا تقوم على الانتماء إلى دولة أو مجموعة عرقية معينة، بل على اللغة، وتحديداً اللغة العربية، وبالتالي "فإن أي شخص يعيش في أوروبا ويتكلم لغة أوروبية ويعرف العادات والتقاليد الأوروبية هو أوروبي".

كما يضيف الإمام بنيامين إدريس أن بعض التصريحات "غير المسؤولة" لمسؤولين ألمان ساهمت في خلق شعور بأن الإسلام غريب عن ألمانيا وبحاجة إلى أن يندمج في الأطر المجتمعية، وأن بعض الحركات المنتقدة للإسلام والعنصرية استغلت هذه المشاعر لنشر ثقافة الخوف من الإسلام وتأليب الرأي العام عليه.

وفي هذا السياق يقول رئيس تحرير "الصحيفة الإسلامية" سليمان فيلمز: "تصوير شخص من الجيل الرابع من المهاجرين على أنه تركي أو مغربي أو سوري هو سخافة، من وجهة نظر إسلامية. هذا كله مرتبط، للأسف، بخليط من الفكر القومي الأوروبي الراجع إلى القرن التاسع عشر والهوية المسلمة الضعيفة".

ويطالب فيلمز بأن يتقبل المسلمون في ألمانيا وأوروبا النقد البنّاء، وألا يتسرعوا لإلصاق تهمة العنصرية بكل من يخالفهم الرأي، وأن يشيروا بدلاً من ذلك إلى أن الانتقادات الموجهة إلى الإسلام حالياً لا تمتّ له بصلة، بل هي نابعة من أسباب أخرى.

أما رئيس مركز الإسلام في أوروبا بمدينة ميونخ، بنيامين إدريس، فيرى أن "على المسلمين … أن يقدموا الصورة الصحيحة والجميلة والمعتدلة للإسلام. هذه مسؤوليتنا أيضاً كمسلمين".

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...