web analytics

المصريون حائرون بين الذهب والدولار.. إليك أفضل الطرق للادخار الآمن

لا يزال الذهب في الصدارة بصفته حافظاً للثروة وقيمة الأموال مع الزمن، والمحافظة عليها من أي أزمات مالية مفاجئة، خاصة لأولئك الذين لا يفضلون مجازفات التجارة ومضاربة البورصة المباشرة، وذلك لأن الذهب لا يفقد قدرته الشرائية مع الزمن. لذا يمكن اعتبار الذهب عملة نقدية بذاته "عند اقتنائه كسبائك"، وهي الأقوى لأنها لا تتغير أو تتأثر

لا يزال الذهب في الصدارة بصفته حافظاً للثروة وقيمة الأموال مع الزمن، والمحافظة عليها من أي أزمات مالية مفاجئة، خاصة لأولئك الذين لا يفضلون مجازفات التجارة ومضاربة البورصة المباشرة، وذلك لأن الذهب لا يفقد قدرته الشرائية مع الزمن. لذا يمكن اعتبار الذهب عملة نقدية بذاته "عند اقتنائه كسبائك"، وهي الأقوى لأنها لا تتغير أو تتأثر بالعوامل السياسية والتغييرات الاقتصادية مثل التأثيرات التي تصيب البورصة أو حتى الكوارث الطبيعية، أو كما يتأثر "الدولار واليورو والإسترليني"، رغم كونهم من أقوى العملات التي تتصدر بورصة المال.

ومع ما تواجهه المجتمعات من أزمات اقتصادية، يتجه البعض للاحتفاظ بمدخراتهم في صورة دولارات أو ذهب أيضاً، لما يرونه من استقرار في ارتفاعات محسوبة، لأن الذهب والدولار هما الأقل تأثراً بالأزمات.

ففي مصر على سبيل المثال ومع ما تواجهه من أزمات اقتصادية، يتجه الكثيرون للاحتفاظ بمدخراتهم في صورة دولارات لما يرونه من ارتفاع قيمة الدولار أمام الجنيه.

ولكن يبقى السؤال أيهما أكثر أماناً لحفظ الأموال: الذهب أم الدولار؟

والإجابة في هذا التقرير الذي يرشدك لأهم المواقع التي تدلك على الطريق الآمن للادخار.


الاحتفاظ بالقيمة الفعلية


لماذا لا تكون العملات العادية بنفس القدر من الأمان والاستقرار كما هو الحال بالنسبة للذهب؟

في البداية يجب أن نعرف القدرة الشرائية لما نحتفظ به، ويسهل قياس ذلك على العقارات مثلاً في بلد ما.

إذا قدرنا قيمة عقار مالياً في عام 1910 ولم يفقد هذا العقار قيمة منطقته السكنية، وتم تحديثه على مرِّ العصور باعتباره بنفس الجودة المعمارية عام 1950 و1970 و2000 و2017 غالباً ما سنجد أن هذا المبلغ المالي عند تحويله إلى غرامات من الذهب وقت حساب القيمة هو نفس وزن الذهب وقت شراء العقار، رغم اختلاف المبلغ المالي عبر الزمن.



وعلى العكس من ذلك، إن حاولنا تحديد القيمة الشرائية للعملات النقدية. ولنأخذ في مصر سلعة للقياس، مثل زجاجة المياه الغازية التي تطور سعرها من 25 قرشاً وحتى 225 قرشاً، أي أن العملة الورقية فقدت على مدار حوالي 15 عاماً ما يقرب من قيمة العشر أضعاف.

"ولمن يريد المزيد من الشرح لهذه النقطة يمكنه متابعة برنامج الإعلامي أحمد الشقيري في إحدى حلقات برنامجه خواطر"، حين قدم وصفاً لهذه العملية.



وهذا الأمر وحده كفيل بأن يجعل العائلات التي لا تستطيع التجارة تحتفظ بمدخراتها في صورة سبائك ذهبية، وبذلك تحفظ قيمتها المادية مهما تقدم الزمن.


أفضل صور الاحتفاظ بالذهب




الشكل الأمثل لادخار الذهب هو الاحتفاظ به على شكل السبائك الذهبية من الذهب الخالص، الذي لا يضاف إليه معادن أخرى مثلما هو الحال في المشغولات الذهبية التي تضاف إليها، أو ما يسمى في العرف بالمصنعية التي تصل في بعض الأحيان إلى 15% من قيمة الغرام، وهو أمر سلبي على المدى القصير.

فإذا أراد شخص ما ادخار ماله في ذهب مشغول فإنه يفقد قيمة المصنعية عند بيعه. فإذا كان الهدف من الادخار هو الحفاظ على المال على المدى القصير والمتوسط والبعيد الأفضلية الأولى للسبائك، ثم الجنيهات الذهبية، أما المشغولات فتأتي في مرتبة تالية.


كيف تحدد الربح


في أي مشروع جيد يجب أن يكون هناك صافي ربح معقول يصل في بعض الأحيان إلى 20% من قيمة هذا المشروع، وما يحدث الآن مع الذهب على المدى القصير جداً يجعل الاستثمار في تخزينه مشروعاً ناجحاً لأنه يحقق ربحية عالية.

وبالمنطق نفسه يصبح الادخار بالدولار في بعض الحالات أمراً مربحاً، فمثلاً مع ما شهده سعر الدولار في مصر مؤخراً من ارتفاع كبير، تخطت ربحيته في مصر المئة بالمئة في عام واحد. فقد كان سعر صرف الدولار في مصر قبل عام 8 جنيهات، وارتفع خلال عام ليتجاوز الضعف الآن، ويتوقع البعض وصوله إلى 20 جنيهاً، مما يجعل الكثير من العائلات في مصر تتجه لتحويل دخلها الشهري أو راتبها في صورة ذهب أو دولارات فور الحصول عليه، وكأنه استثمار في ذاته.





gold

 

ويرى الدكتور إبراهيم الصاوي، أستاذ الاقتصاد بجامعة الإسكندرية، أن الذهب والدولار يعتبران مستودعين آمنين للقيمة، حيث يحتفظان بقيمتيهما رغم مرور الزمن. ولكن على المدى البعيد يفضل ادخار المال في صورة الذهب، نظراً لزيادة قيمته مع مرور الزمن وقوته كمستودع للقيمة.


أبرز العوامل التي تؤثر في سعر الذهب




وللحفاظ على قيمة الأموال في صورة ذهب ودولارات يجب أن نتعرف على العوامل التي تؤثر في تحريك أسعارها. فالذهب مثله مثل سائر العملات يتأثر بعدة عوامل تتحكم في سعره بشكل أو بآخر، حيث يتأثر بعوامل العرض والطلب. وكونه سلعة مرتبطة بشدة بالاقتصاد العالمي فإنه يتأثر بأسعار الدولار والبترول.

لكن الذهب يختلف عن السلع جميعاً فهو يسمى في الأروقة الاقتصادية "الملاذ الآمن"، فهو يتأثر بالارتفاع في الأزمات المالية والسياسية، حيث إن العرض والطلب على البترول مرتبط بـالحروب والاضطرابات السياسية في المناطق التي تحتوي على مخزون عالٍ من البترول، مثل العراق إذا حدث فيها أي اضطراب يتأثر سوق البترول العالمي بأسره.

ومع تأثر العالم بأسعار البترول يأتي التمسك بقيمة الذهب والحفاظ عليه كمستودع للقيمة، وهو ما جعل الهند مثلاً في العام 2009 تشتري مخزوناً من الذهب لتزيد من احتياطيها من الذهب، لتصبح في العام 2016 من أكبر 10 دول في الاحتياطي النقدي من الذهب لتستخدم الذهب كغطاء نقدي للقروض التي تريد الحصول عليها من أجل التنمية

ولا تعتبر الاحتياطات البترولية في الخليج غطاء نقدياً أو مستودعاً للقيمة رغم كونها تأميناً للطاقة، ولكنها ليست نقوداً، فهي تعتبر مصدراً للدخل من الدولارات في الدول النفطية، ولكن ليست احتياطياً نقدياً.

أما في مصر فإن سعر الذهب يتأثر بشكل طفيف في بعض المواسم الشرائية، فتتأثر أسعار مصنعية الذهب في مصر بعيد الأم والصيف، حيث تزيد الأعراس ويكون وقت ذروة شراء الذهب "كشبكة" تقدم كهدية للعروس. ولكن هذه المصنعية تتأثر في المشغولات الذهبية والتي لا يفضل اتخاذها وسيلة ادخار.

ويمكن متابعة أسعار الذهب العالمية أولاً بأول، وبالتالي معرفة الوصول إلى أسعار مرتفعة، في هذه الحالة من الممكن بيع السبائك وتحويلها إلى أموال سائلة، والانتظار مرة أخرى لانخفاض أسعار الذهب وشراء سبائك جديدة.

يهوى بعض المسافرين للعمرة أو الحج إلى السعودية سوق المشغولات الذهبية واقتناء المشغولات الذهبية المصممة بذوق خليجي، وكذلك الذهب البحريني الذي يغزو الأسواق المصرية. أما في الإمارات وخصوصاً دبي فتنتشر الماكينات التي تبيع السبائك الذهبية بالغرام في بعض الأسواق.

فمع اختلاف صوره بالعالم العربي إلا أن الإقبال على الذهب لا يتغير كثيراً، وما يتغير فقط هي مواسم الشراء التي بالضرورة تؤثر على السعر.



ويمكن متابعة أسعار الذهب العالمية أولاً بأول على كثير من المواقع المختصة، وبالتالي معرفة الوصول إلى أسعار مرتفعة في هذه الحالة من الممكن بيع السبائك وتحويلها إلى أموال سائلة والانتظار مرة أخرى لانخفاض أسعار الذهب وشراء سبائك جديدة.



هذا الرابط يوضح أسعار الذهب في اليوم، من الممكن متابعته يومياً وملاحظة نزول سعر  الذهب للقيام بالشراء أو البيع عند ارتفاعه. ومن المهم لمن يريد الادخار متابعة الموقع والروابط المشابهة لفترة طويلة، ودراسة التوقعات الخاصة بالأسعار على مدى عام كامل مثل موقع دايلي إف إكس.

يفيد الاطلاع على مثل هذه المواقع في دراسة المنحنيات الكاملة لمدة عام، وبهذا الشكل نعرف أعلى نقطة سعر، وأقل نقطة سعر، وذلك لتقليل المجازفة في الاحتفاظ به أو الإقبال على الشراء في وقت غير مناسب.



والأوقات التي يحدث فيها انخفاض في الأسعار كما تقول الدكتورة سحر القفاش، أستاذة الاقتصاد بجامعة الإسكندرية هي أوقات الشراء الآمنة. ويمكن انتظار الانخفاض حتى يبدأ الدولار في الصعود مرة أخرى. ونظرياً يفترض وجود علاقة عكسية بين الذهب والدولار، من منظور أن كليهما يتم الاحتفاظ بهما كاحتياطي نقدي أو كغطاء لدى البنوك المركزية في العالم.

فإذا ما أرادت دولة زيادة احتياطياتها من الذهب فإنها تبيع الدولارات فينخفض سعر الدولار لزيادة العرض منه، ويرتفع سعر الذهب لزيادة الطلب عليه أيضاً



ويميل البعض إلى الاحتفاظ بالمدخرات أو حتى تحويل الدخل أولاً بأول في صورة دولار، خصوصاً أن ارتفاع سعر الدولار يرتبط به ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية والمشتريات المنزلية، فيصبح من الآمن تحويل الدخل والمدخرات إلى دولار، فإذا ارتفعت السلع بالجنيه، يصبح الأمر محتملاً إذا تم شراء الدولار في فترات انخفاض سعره.

فالدولار بعد تحرير سعر الصرف في مصر أصبح خاضعاً لمبدأ العرض والطلب في البنوك، خصوصاً بإضافة آلية "الإنتربنك"، أي منح البنوك حق تحديد السعر باتفاق فيما بينها، بالإضافة إلى عوامل عالمية أخرى. مثل سعره بالولايات المتحدة الأميركية أو أسعار التجارة العالمية وأسعار الفائدة بأميركا.

وترى الدكتورة سحر القفاش أن الأفضل في حالة مصر الادخار بالدولار، حيث إن الدولار يتميز عن الذهب بكونه أسهل في تسييله وأكثر ضماناً في أرباحه إذا ارتفع سعره، على العكس من الذهب الذي قد تنخفض أسعاره عند البيع بسبب خصم سعر المصنعية، خاصة في المشغولات التي يلجأ إليها الكثيرون. والأوقات التي يحدث فيها انخفاض في الأسعار هي أوقات الشراء الآمنة.


تأثر الدولار بالسياسة وأثره على الادخار


تتأثر أسواق المال العالمية بما يجري عادة في الاقتصاد الأميركي، لما يدور من أنباء عن تغيير سعر الفائدة على الدولار الأميركي، وهو الأمر الذي يؤثر على استقرار الدولار أمام العملات الأجنبية كافة، وليس الجنيه المصري فقط. مثلما تأثرت الأسواق الأميركية والبورصات بقرارات ترامب السياسية، وعلى رأسها إلغاء مشروع أوباما كير للتأمين الصحي.

فنحن الآن أمام عاملين للتأثير على سعر الدولار، الأول عامل داخلي له علاقة بالاقتصاد المحلي للدولة، والثاني هو السياسات الأميركية.





egypt dollar

 

ففي حالة مصر إذا زاد الدخل القومي الدولاري الذي تعتمد عليه مصر، سواء من إيراداتالسياحة أو قناة السويس وتحويلات العاملين في الخارج مثلاً، فسوف يقاوم الجنيه وترتفع قيمته أمام الدولار.



وبالنسبة للسياسات الخارجية فإن قرارات ترامب السياسية قد تؤثر بالسلب أو الإيجاب على  قيمة الدولار، ويجب أن ننتظر قراره بخصوص رفع الفائدة لمعرفة مصير استقرار الدولار بشكل أكثر وضوحاً.



ويمكن متابعة مؤشر الدولار بشكل عالمي من خلال هذا الرابط.

حيث يتابع الموقع أولاً بأول أسعار الدولار، ويمكن لمتفقديه الحصول على معلومات دقيقة قبل ساعات من فتح السوق المحلي في البلاد العربية، والاستفادة من فرق التوقيت.

حيث يوضح مدى تأثر الدولار وقوته بذاته من دون مقارنة بالوضع الداخلي، وهو أمر مهم جداً التدقيق فيه لمن يحتفظ بالدولار، جنباً إلى جنب مع الوضع الداخلي والذي يمكن متابعته من هذا الرابط.

وبصفة عامة فإن تداول الأنباء عن انخفاض السعر هو قاعدة ثابتة للشراء والارتفاع للبيع. ولكن لا يمكن الاعتماد عليها كلياً، فعلى الرغم من أن الشائعات قد تبدو مربكة على الشاشات وتؤثر فعلياً في السعر، ولكنه تأثير غير حقيقي وينصح بالتريث لغير الخبراء في استغلال مثل هذه المواقف.



ولكن يبقى سؤال مهم يتطرق إلى الأذهان، أيهما أكثر أماناً في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة؟


الذهب أم الدولار


على الرغم من أن السؤال يبدو سهلاً، إلا أن الإجابة تكون معقدة نظراً لارتباطها بكثير من العوامل يختلف عليها الكثير من الخبراء الاقتصاديين.

ولكن من الممكن القول إن الاحتفاظ بالدولار أقل استقراراً، مع عدم وضوح رؤية ترامب السياسية، وبالتالي فإن المحللين الاقتصاديين والمضاربين بأسواق المال لا يزالون يترقبون بحذر الأوضاع، ولم تقدم التحليلات أرقاماً دقيقة حتى الآن.

ومع ذلك فإن الدولار مرتبط ارتباطاً وثيقاً بأسعار السلع، فإذا ارتفع سعره في السوق المحلي فهو يضمن حداً آمناً من الإحساس بسهولة الحصول على السلع الأساسية التي يرتبط معظمها بسعر الدولار، ولكن الحصول على الدولار في مصر مثلاً أمر صعب، نظراً لانخفاض الاحتياطي النقدي من العملة الأجنبية، وحاجة المستوردين والتجار إلى سيولة دولارية لتسيير أعمالهم، مما اضطر الحكومة إلى تضييق الخناق على محلات الصرافة وصعوبة حصول المواطنين المصريين على الدولار من البنوك بهدف الادخار، حيث تعد الأولوية في تلك الظروفالاقتصادية للمستثمرين والتجار، كما أن الحصول عليه من محلات الصرافة ليس سهلاً دائماً.



أما عن الذهب فمن السهل الحصول عليه من محلات الصاغة في صورة سبائك أو جنيهات ذهبية، ولكن توقيتات ارتفاع أسعاره ليست مرهونة بالسلع الأساسية وغيرها، وإنما مستقلة نوعاً ما. ورغم أن متابعة أخباره بدقة وانتقاء مواعيد الشراء يضمن ربحاً جيداً إلا أنه ربح غير مرتبط بالمدى الزمني القصير. وهكذا فإن هذه المفاضلة ترجع لكل حالة فردية بعينها، ترى أولوياتها السلع الأساسية أو ضمانة المحافظة على القيمة المالية لمدخراتها على المدى البعيد. أو بمعنى أدق الإجابة عن هذا السؤال تكمن في سؤال آخر، وهو ماذا تريد أن تشتري لاحقاً بهذه المدخرات؟!

وأحياناً تكون النصيحة العامة لمن يتردد أو يختلط عليه الأمر أن ينوع من مدخراته بين الاثنين، ليحافظ على أمواله من أي مخاطر ومجازفات قد تطرأ لأي سبب كان.



ورغم أن الادخار يبدو وكأنه آمن صور الحفاظ على الدخل، إلا أن المشروعات التجارية ما زالت هي الخيار المجتمعي الأفضل لما لها من دور في تشغيل المزيد من العمالة وتدوير الأموال بشكل تنموي أكبر، يسهم بشكل مباشر بنهضة اقتصادية تسرع من وتيرة النمو الاقتصادي العام. إلا أن الموضوع يعتمد على القدرة الشخصية على إدارة مشروع أو مجرد الاحتفاظ بمدخرات بشكل محدود دون المجازفة بشكل أكبر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...