web analytics

بالصور.. عمال “صرف المحلة” يروون كواليس الواقعة: “التسليك” أهم من السخرية

 

 

يرتدون نصف ملابسهم، للغطس أسفل مياه تختلط بالصرف الزراعي، بين حشائش وزروع، على بعد قرابة اثنين متر يبدأ عملهم، في "التسليك" أو إزالة أسباب انسداد المصارف الزراعية. هو جزء روتيني من عمل "محمد صديق"- اسم مستعار، المعين بهيئة صرف صحي المحلة منذ 2004، قبل أن يصبح مسارا لخليط من الإندهاش والشكر والتندر بين عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال أيام مضت.



عمال تسليك الصرف الزراعي كانوا يعملون بمهمة جديدة، كان صديق قد تلقى المأمورية من مرؤوسيه، ليتحرك مع زملائه إلى المصرف، ينتهي العمل وقبل أن يخرج من الماء تلتقط صورا لهما "بيكون توثيق للمأمورية إنها حصلت بالفعل، وبنوريها لرؤوسائنا"، يقول العامل الأربعيني. تنشر عدد من المأموريات عبر الصفحة الرسمية للهيئة، يقول العامل "ساعات لما بيكون إنجاز بيحبوا ينشروها على الصفحة بالفيسبوك".



"مكنش قصدنا نهين زملائنا.. المقصود من المنشور إننا نبين إن فيه في البلد عمال مهدور حقهم، ومش الهدف إساءة أبدا".. يقول المسؤول عن هيئة الصرف الصحي بالمحلة لـ"مصراوي"، متحفظا هو الآخر على نشر المعلومات باسمه، دون الرجوع إلى المتحدث باسم وزارة الري، الذي حاولنا الاتصال به للرد على الواقعة أكثر من مرة، دون رد.



يؤكد المسؤول بالهيئة ما ذكره العامل إنه لا توجد عمالة كافية بهيئات الصرف الصحي، ولذلك ينزل إلى المياه العمال "كبار السن"، إذ لا يتم استقبال أي تعينات جديدة بالهيئة الحكومية، فيما يؤكد العامل لـ"مصراوي" أن طلبات الهيئة للوزارة بالتعيين تأتي بالرد "اشركوا الأهالي معاكوا"، ليضطر عدد من الفلاحين أصحاب الشكاوى للنزول للمياه مع عمال الصرف لحل أزمة الانسداد.



عدد من التعليقات بمواقع التواصل أدانت نزول العمال، خوفا من إصابتهم بالأمراض، خاصة إنها مياه صرف، يرد المسؤول "مفيش حل تاني غير إن العامل ينزل.. لما المشكلة بتحتاج جرار أو أدوات بتكون موجودة، لكن فيه حاجات مش بتتصلح أوتوماتيك والمواسير لازم توصلها الخراطيم يدوي، وده صرف زراعي مش صحي"، بحسب قوله.

 





يحكي صديق عن عمله، تبدأ من "الشكوى" التي تصل من مزارعين، بانسداد أحد المصارف الزراعية، والتي يصل عددها إلى 11 مصرف بنطاق عمل الهيئة، على سعة 55 فدان زراعي، يشير العامل إلى أن الشكاوى من أصحاب محاصيل الذرة لعدم حاجة محصولهم للمياه، فيما يسعى أحيانا عدد من مزارعي الأرز إلى سد المصارف، لبقاء الماء في أرضهم، يوضح العامل "ساعات بيكون عيب من المصرف، أو بعض الحالات حصل هبوط في الأرض، أو سوء تنفيذ في الشبكة نفسها"، فيما تزداد شكاوى الانسداد بفصل الصيف عن باقي الفصول الأخرى.



يستغرب العامل تعليقات السخرية المتداولة بعد نشر صور الواقعة "هو جهل أو عدم إدراك للموضوع، فيه ناس عندها رفاهية متعرفش إن فيه ناس في قاع المجتمع"، فيما يوضح مسؤول الهيئة "لو فيه عامل رفض ينزل مش بنجبره".



بين الألف جنيه، والألف ومئتي جنيه، تتنوع رواتب العمال، كل بحسب درجته الوظيفية، يفسر صديق ما رواه رئيسه عن تدني أوضاع العمال "أنا مؤهل عالي، خريج آداب طنطا، بقبض 1240 جنيه، متعين من 13 سنة، ومفيش فلوس للمأموريات، ده جزء من شغلنا".



يشرح العامل جزء من طبيعة عمله، بإزالة سبب انسداد الصرف، يستعين بالخراطيم التي تصل إلى مكان السد، "العامل بيكتم نفسه وينزل يعوم، يوصل خراطيم التسليك"، قبل أن يقل عدد العمال. بين الخمسينات والستينات، تتنوع أعمارعمال الصرف الزراعي، يقول صديق "الحكومة واقفة التعينات، وإحنا مفيش قدامنا إلا إننا نحل المشكلة بالناس الموجودة"، يتابع العامل أن الهيئة يأتي لها عدد من العمال، لكن عقب فترة يطلبون التعيين، وهو ما يتعذر على وزارة الري، حتى الهيئة لا تقوم بالتعاقد الموسمي مع عدد من العمال.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...