web analytics
غير مصنف

بتاريخ 2014 .. قطر في خطر

دولة ٌ احتلت حجما ً لا يتوافق مع طبيعتها و مساحتها و قدراتها .. و لعبت أدوارا ً سياسية , أقل ما ُيقال فيها بأنها غامضة و خطرة و لا تخلو من المغامرة .. و تلاعبت بحياة و مصائر الكثير من الشعوب و البلدان العربية .

هي ذالك البلد الصغير الذي تعددت أسماؤه و نعوته و ألقابه .. فمنهم من يطلق عليها اسم دولة .. أو دويلة .. أو مشيخة …… الخ .

 

دولة ٌ احتلت حجما ً لا يتوافق مع طبيعتها و مساحتها و قدراتها .. و لعبت أدوارا ً سياسية , أقل ما ُيقال فيها بأنها غامضة و خطرة و لا تخلو من المغامرة .. و تلاعبت بحياة و مصائر الكثير من الشعوب و البلدان العربية .

 

ترى ما هي دوافعها ..؟ و من يقف ورائها و يدعمها ..؟ و الأهم من يحميها ..؟ .

 

هل تراها أخطأت , أم تمادت , أم أذعنت في سياستها ..!! ؟ حتى أصبحت الدولة العاق في محيطها العربي و بين أخواتها الخليجيات .. لدرجة أصبح عزلها و إضعافها و تهديدها عسكريا ً أمرا ً واقعا ً .

 

– العداء مع اّل سعود

فالجميع يعرف أن العداء القطري- السعودي ليس جديدا ً و لا هو وليد اللحظة .. لكنه كبر و تفاقم على خلفية و مجريات الربيع العربي .. دون أن ننسى سباقهما على كسب رضى الإدارة الأمريكية , الأمر الذي أوصلهما الى الإرتماء في الحضن الإسرائيلي .

 

كان لا بد للدفع بعجلة الربيع العربي بداية ً .. أن يضع الطرفان خلافاتهما جانبا ً و يعملا معا ً على تقديم كل مستلزمات المخطط الدامي , من مال و سلاح و دعم و ارهابيين و فكر متطرف و إعلام مرافق و تأمين الغطاء السياسي لكل الخطوات وفق المخطط الأمريكي ..

 

و هكذا تحركت عجلات الربيع العربي في سماءات ليبيا و اليمن و تونس و مصر و سورية .

 

– الربيع العربي .. مجريات و أحداث ..

نجح الشريكان الخليجيان ( و فريق الحرب الكونية ) في زعزعة أمن الأنظمة وإشاعة الفوضى فيها و إسقاط بعضها .. و تمت الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك في مصر .. فكانت الوجهة التالية و بخطوة متسرعة نحو سورية .

 

لم تكن سورية تلك اللقمة السائغة و لا ذاك الجنح المكسور بفضل صلابة الدولة و قوة الجيش و التفاف الشعب حول قيادته .. الأمر الذي فرض على قطر و السعودية خاصة ً بذل المزيد من الجهد و المال و ارسال المقاتلين و السلاح و رفع سقف المواقف الدولية ضد الدولة السورية .

 

فإحتدمت المعركة على أرض سورية بالتزامن مع نجاح الإخوان المسلمين بالقبض على زمام السلطة في مصر ووصول محمد مرسي الى الكرسي الرئاسي .. لقد كان انتصارا ً كبيرا ً و ربما غير متوقع ..!!. لكن حمل في داخله مفتاح الخراب وفك الإرتباط بين الشريكين الخليجيين ..؟؟ .

 

إذ لم تدم الأحلام السعيدة أكثر من عام واحد .. فإنقلب السحر على الساحر في مصر و سورية .

 

ففي مصر انقلب الشارع المصري على حكم مرسي بعدما أعاد إنتاج ثورته الحقيقية في 30 يونيو و أمسك المشير السيسي بزمام الأمور .. تزامنا ً مع الصمود التاريخي للدولة السورية و حسمها لمعركة القصير .

 

لقد عرف الجميع بأنها النهاية .. و غدا الفشل قدرهم , فكان جمع المكاسب و تخفيف الهزيمة مطلبا ً فرديا ً لكل منهما , و لا بد من فك الإرتباط و الشراكة .

 

تدخّلت الإدارة الأمريكية بخبث ٍ و دهاء شديدين و أزاحت قطر عن القيادة و أوكلت المهمة لاّل سعود .. اللذين وضعوا كل ثقلهم السياسي و المادي و العسكري في فرصةٍ أخيرة لتفادي الهزيمة في سورية و الداخل السعودي أيضا ً .

 

إن التباعد في الأهداف و المكاسب أعاد الخلافات القديمة الى الواجهة و أضاف اليها ما استجد من خلافات نتيجة الفشل الجديد , و انعكس هذا جليا ً على الأرض في سورية بالإقتتال بين المجموعات الإرهابية المدعومة من كلا الطرفين , أما في مصر .. فراحت قطر تقدم الدعم الى جماعة الإخوان و للرئيس المخلوع .. عبر تحريض القرضاوي المستمر و قناة الجزيرة و باستقبال الشخصيات الإخوانية على أراضيها .. و كل ذلك على حساب المشير السيسي المدعوم سعوديا ً .. الأمر الذيمن شأنه تقويض كل سياسة المملكة في مصر و المنطقة بالإضافة لخوفها من الجماعات الإخوانية في الداخل السعودي و ينحسب الأمر نفسه على الإمارات و البحرين المحتلة سعوديا ً .

 

فبدأت المعارك السياسية بينهما .. و لم تستطع المملكة إجبار قطر على تغيير سلوكها و دفعها على انتهاج نهجها , مع استمرارالأعمال الاستفزازية القطرية فضلا ً عن محاولاتها للتقارب مع ايران و مالكي العراق , و مغازلة سورية .!؟ .

 

فتحولت الخلافات الى صراعات انعكست على الأرض السورية في اقتتال المجموعات الإرهابية التابعة لهما .. وسط اتهامات سعودية لأمير قطر بتعاون ٍ أمني مع سورية أدى لإلحاق الهزائم المتتالية بالمجموعات المدعومة سعوديا ً .. فلم تتوان هذه الأخيرة بوضع المجموعات المدعومة قطريا ً على لوائحها السوداء الإرهابية .

 

عندها قامت السعودية و الإمارات و البحرين بسحب سفرائها من قطر , و أتبعتها بخطوات تصعيدية أخرى في إطار عزلها كمنع الطائرات القطرية من التحليق فوق أجوائها , و فرض قيود ٍ تحد من دخول و تحركات المواطنيين القطريين في دول مجلس التعاون الخليجي .. و العديد من الإجراءات و تعطيل الكثير من المشاريع الهامة كمشروع الجسرالذي يربط قطر بالبحرين و مشروع الشبكة الخليجية الموحدة للسكك الحديدية .

 

هذه الخلافات و الصراعات انعكست مباشرة ً على مجلس التعاون الخليجي و هددته بالتفكك ..

 

فسلطنة عمان سبق و أن هددت بالإنسحاب لكنها رفضت الإنحياز لأي طرف ., في حين فضلت الكويت البقاء على الحياد و لعب دور الوسيط .. في محاولة ٍ منها لإنجاح ما يسمى بالقمة العربية التي تستضيفها ..

 

– يبدو أن السعودية و الإمارات و البحرين لن يتوقفوا عند هذه العقوبات أو الإجراءات .. إذ يبحثون عن تكتلات جديدة تضم دولا ًخليجية و عربية كمصر و الاردن – .

 

– ترجمة الخلافات و الصراع .. سياسيا ً

لاتملك قطر الكثير من الحلول على الجانب المصري فهي مرغمة على التهدئة .. على الرغم من أنها لم تبدي سلوكا ً مغايرا ً أو تطلق تصريحا ً مطمئنا ً للسعودية و مصر .

 

وهي مرغمة على ذلك أيضا ً نتيجة تداخل الملف المصري بالصراع الروسي – الأمريكي في المنطقة , مما قد ينعكس هنا سلبا ً على سياسة الولايات المتحدة الأمريكية .. و على مصير و نتائج الحرب على سورية .

 

وفي حال تمسّك الأمير بمواقفه ستزداد الأمور تعقيدا ً .. و قد تجد المشيخة نفسها خارج العباءة الأمريكية إذا ما أفسدت مزاج المشير السيسي الذي يستطيع أن يؤثر في سرعة ووجهة الربيع العربي بتقاربه مع سورية .

 

لذلك قد تسعى قطر الى ممارسة النقائض و تلجأ الى المزيد من التقارب مع ايران و العراق ..!! . بحثا ً عن حماية نفسها و مصالحها كي لا تخرج من العباءة الأمريكية – على حساب دول الخليج – و لا نستغرب أن تتابع أدوارها أو مواقفها الخطرة و المغامرة بالقفز الى المركب المنتصر ” محور المقاومة ” و تتابع غزلها مع سورية و طلب الحماية منها- لإجبار السعودية على التراجع و الهزيمة – ” قد يبدو هذا جنونا ً ” ..

 

فالكل يدرك أن دول الخليج لن تتسامح معها و ليس بمقدور اسرائيل أن تحميها على حساب علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية ..

 

و بالتالي سيكون خيارها الأوحد .. سورية المنتصرة أو الرضوخ لاّل سعود .

 

و هنا تأتي زيارة الرئيس الأمريكي الى دول الخليج .. لتجاوز الخلافات و لو مؤقتا ً كي لا تتأثر سياسته في المنطقة و خاصة في ترتيب إنهاء الحرب على سورية مع الكبير بوتين .. و لكي يقرر بهدوء .. من سيرمي في البحر هذه المرة هل هوالأمير .. أم الملك ..؟؟ و يحدد الفائز و المهزوم في صراع المشروعين الإخواني و الوهابي .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...