web analytics
غير مصنف

بوتين يتحدى اردوغان والعكس

تقرير- أحمد إبراهيم

بدى واضحاً أن “الحرب الباردة” التي اندلعت مؤخراً بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين لم يتغلب فيها أحد، فالطرفان خسرا من واقعة إسقاط تركيا لطائرة روسية قالت إنها اخترقت أراضيها، وإن كان يبدو أن اردوغان هو الرابح الأكبر في نظر شعبه لأنه اتخذ قراراً في صف سيادة بلاده، إلا أن أردوغان ونظامه يدركان ابعاد الخسارة.

وزعمت صحيفة” فاينانشال تايمز” البريطانية أنه عقب إسقاط تركيا طائرة حربية روسية انتهكت أجوائها يقوم كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين باختبار مدى قوة وثبات كل منهما الآخر عبر التراشق اللفظي معتبرة أن كلا الزعيمين لا يتحملان ولا يطيقان بعضهما.

وقالت الصحيفة إن أزمة إسقاط الطائرة جعلت ثاني أكبر قوة عسكرية في حلف شمال الأطلسي (الناتو) تواجه أكبر قوة عسكرية في أوروبا. ولفتت إلى أن كلا من بوتين وأردوغان ينتظران اعتذارًا من بعضهما البعض، وأن الزعيمين يتهمان بعضهما الآخر.

ولفتت الصحيفة في خبرها إلى إصرار تركيا على إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، موضحة أن الرئيس بوتين قرّر مساعدة ومؤازرة الأسد في الفترة الأخيرة. وقالت إنه على الرغم من أن تركيا وروسيا شريكان تجاريان قويان إلا أن بوتين وأردوغان لا يتصرفان بحميميّة تجاه بعضهما البعض في اللقاءات الخاصة، حسب الصحيفة.

وأفادت الصحيفة البريطانية بأن بوتين وأردوغان يتمتعان بشعبيّة كبيرة في بلديهما. ولفتت إلى أن شعبية بوتين في روسيا وصلت إلى أعلى مستوى الشهر الماضي، معيدة إلى الأذهان الفوز لذي حقق حزب العدالة والتنمية في الأول من نوفمبر الجاري. كما أشارت الصحيفة إلى احتمال عقد لقاء بين الزعيمين على هامش قمة تغير المناخ بالأمم المتحدة المزمع عقدها في باريس الأسبوع المقبل بهدف تخفيف حدّة التوتر بين البلدين.

وقد حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة، روسيا من “اللعب بالنار”، لكنه شدّد في الوقت نفسه على أنّه لا يريد الإضرار بالعلاقات مع موسكو في تصريحات يرجح أن تؤجج الخلاف بشأن إسقاط مقاتلة روسية هذا الأسبوع.

وتدهورت العلاقات بين خصمي الحرب الباردة إلى أدنى مستوى قبل أيام بعد أن أسقطت تركيا طائرة روسية قرب الحدود السورية. وقال أردوغان لأنصاره خلال خطاب في بايبورت في شمال شرق تركيا “نحن نوصي روسيا بكل صدق بألا تلعب بالنار. نحن حقا نولي الكثير من الأهمية لعلاقاتنا مع روسيا.. ولا نريد لهذه العلاقات بأن تتضرر بأي شكل”.

كما ألمح إلى إمكانية لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة المناخ في باريس الأسبوع المقبل وهو “نقاش سترحب به الولايات المتحدة وأوروبا اللتان تخشيان أن يصرف هذا النزاع الانتباه عن الحرب على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا”.

لكن الجانب الروسي لم يؤكد ما إذا كان سيتم هذا اللقاء خصوصا بعد أن رفض بوتين الرد على مكالمات أردوغان واشترط اعتذارا رسميا على الحادثة من أنقرة.

ورغم محاولة أردوغان نزع فتيل التوتر، إلا أن نبرته توحي بالتصعيد حينما أشار إلى أن لدى واشنطن أدلة موثّقة على أن شركات روسية وداعش تبيعان النفط للنظام السـوري.

ويرى مراقبون أن مخاوف الرئيس التركي ستتفاقم بعد إعلان موسكو إثر إسقاط طائرتها أنها ستنصب منظومة “إس 400” في قاعدة حميميم، ومثلها على سفنها المرابطة عند سواحل اللاذقية، بما يخدم كما أكدت الأركان الروسية إسقاط أي هدف يعيق تحرك طائراتها شمال سوريا أو يتهدد أمنها.

وقد شدد الرئيس التركي خلال كلمته على أن بلاده ستعتبر إسقاط أي طائرة حربية تركية باستخدام صواريخ “إس 400” الروسية في أجواء سوريا، اعتداء عليها. وينظر كل من أردوغان وبوتين إلى نفسيهما كوريثين لسلطان وقيصر إمبراطوريتين عظيمتين، لكن حادثة إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية بدأت تترك تداعياتها على علاقات البلدين بالفعل.

وتقول المحللة السياسية جوليا إيوفي في صحيفة “فورين بوليسي” الأميركية، إن تداعيات الأزمة بين روسيا وتركيا لا تعد أمرا غريبا على علاقات الإمبراطوريتين السابقتين، وأشارت إلى أن الإدارة الأميركية وأوروبا وحلف شمال الأطلسي يبذلون قصارى جهودهم من أجل عدم تطور الأزمة.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...