web analytics

تفاصيل الدور المصري – الإماراتي لتسويق «حفتر» دوليًا

يبدو أن الأوضاع في الشرق الليبي تتجه شطر اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي اقتربت قواته من إعلان السيطرة على مدينة بنغازي، مهد الثورة الليبية التي أطاحت بحكم معمر القذافي، بإعلانه السيطرة عليها مؤخرًا، بعد أن أعلن في وقت سابق عن خضوعها له، قبل أن تنتزع السيطرة منه الجماعات المسلحة المناوئة له، وتبسط حكمها على منطقة الهلال النفطي، ما دفع روسيا ومصر والإمارات للتدخل لنجدته.

وتأتى الاحتفالات المثيرة للجدل التي يقيمها حفتر في الشرق الليبي في الذكرى الثالثة لإطلاق ما تسمى بـ "عملية الكرامة"، كرسالة منه  للقوى الليبية والإقليمية والدولية، على تحوله لرقم صعب في ليبيا الجديدة، بشكل ينبغي معه الرهان عليه لاستعادة هيبة الدولة الليبية المزعومة.

اللافت في الاحتفال هو المشاركة المصرية والإقليمية اللافتة، حيث حرصت الدولة المصرية أن تلقى بثقلها خلف حليفها، عبر تنظيم مؤسسة "الأهرام" مهرجانًا ثقافيًا في بنغازي، أو الجزء الخاضع لسلطان حفتر فيها، حيث حرصت القاهرة على إرسال طائرة مدنية هي الأولى للشرق الليبي منذ 4سنوات كرسالة على تمكنه من مفاصل الدولة الليبية، على الرغم من تشكيك كثير من المراقبين في مصداقية هذا النصر.

ولا ينبغي في هذا السياق تجاهل عدد من الجهود المصرية، التي بذلت لتعزيز دور حفتر في المشهد السياسي والعسكري الليبي، حيث تغلبت القاهرة خلال الأسابيع الماضية على "الفيتو" الجزائري الذي حال لمدة طويلة دون عقد لقاء بين حفتر ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج في مصر، حيث دفعت القاهرة، أبوظبي لاستضافة، اللقاء التفافًا على الاعتراض الجزائري، وذلك لتحرر الإمارات من ضغوط الجزائر التي ترتبط مع القاهرة بمصالح فيما يتعلق بالنفط والغاز بشكل يدفع القاهرة لعدم إغضابها.

وجاء تصريح وزير خارجية حكومة الوفاق الليبية محمد سيالة، واعترافه بأن حفتر هو قائد عام الجيش الليبي، وإشارته إلى أن قرار تعيينه صدر من مجلس النواب وهو مجلس منتخب من قبل فئات الشعب المختلفة؛ ليزيد من ضبابية الموقف ومن إمكانية وجود صفقة بين القاهرة وأبوظبى من جانب وعناصر من حكومة الوفاق لتعزيز نفوذ حفتر فى المشهد الليبي.

وتصاعدت ضغوط مصر والإمارات على عواصم القرار العالمية سواء فى واشنطن ودول الاتحاد الأوروبى للإقرار بتحول حفتر للرقم الأهم فى المشهد الليبى، بل والتدخل بقوة لدى إدارة الرئيس دونالد ترامب، لانتزاع اعتراف منها، وهو الموقف الذي يواجه بتحفظات من قبل الدول التي تجدد دعمها لاتفاق الصخيرات وحكومة الوفاق بزعامة السراج.

هذا السياق، تسعى القاهرة والإمارات بقوة لتصدير اعتقاد للمجتمع الدولي يحمل رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج المسئولية عن تعقد المشهد الليبيى، وأنه هو جزء من الأزمة الليبية ولن يكون له دور فى الحل، بشكل ينبغى معه إطاحته، وهو الموقف الذى يصطدم بدعم لا محدود يتمتع به السراج من الممثل الأممى فى ليبيا الدبلوماسى الألماني مارتن كوبلر، بشكل عرقل من جهود مصر والإمارات للإطاحة برئيس حكومة الوفاق حتى الآن على الأقل .

وإزاء هذا الموقف الرافض من قبل كوبلر للإطاحة بالسراج ، تقود الإمارات تحركات مكثفة لإبعاده عن منصبه، حيث تريد دبلوماسيًا على شاكلة برنارددينو ليون، ليسهل لها السيطرة على المشهد الليبى، دون أن يضع العراقيل أمام مخططها لإخضاع  القرار السياسى والعسكرى فى ليبيا لسطوتها.

ويواجه السيناريو المصرى الإماراتى فى ليبيا، صعوبات شديدة فى ظل عدم وجود سيطرة لحفتر وقواته على مناطق فى وسط وغرب  وجنوب ليبيا، فضلاً عن أن الجزائر وتونس لا تكفان عن تقديم الدعم السياسى لحكومة السراج، وترفض دورًا منفردًا لحفتر فى تسيير الشأن الليبى.

بينما يأتي الرهان على حفتر من جانب بعض الدول الأوروبية فى إطار إيجاد تسوية سياسية تلعب فيها حكومة الوفاق الليبية دورًا مهمًا كذلك ولا تستبعد القوى الثورية من الساحة.

فيما لم تدخل قوى مؤثرة فى الغرب الليبى، بشكل جدى فى مواجهة حفتر، وهى الجهات المدعومة من تركيا وقطر، إذ ترى إعطاء الفرصة للتفاهمات التى يجريها السراج مع القوى الإقليمية والدولية، باعتبار أن المواجهة قد تفتح الباب على مصراعيه أمام سيناريو تقسيم ليبيا إلى ثلاثة أقاليم ، وهو ما ترفضه جمع القوى المحسوبة على ثورة 17فبراير، ما يؤكد أن المعركة فى ليبيا لا زالت طويلة رغم ادعاءات حفتر باقترابه من حسم الصراع.

من جانبه، قال الدكتور عاطف السعداوى، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بـ "الأهرام"، إن المشهد الليبى يبدو غائمًا ومعقدًا رغم مزاعم معسكر عملية الكرامة بتحقيق نجاحات والسيطرة على الشرق الليبى، مضيفًا: "استمرار الدعم المصرى – الإماراتى لحفتر هو من يعزز نفوذه فى الشرق الليبى وليس شيئًا آخر".

وأشار إلى أن "ضغوط القاهرة وأبو ظبى على عواصم القرار الدولى، هى من تدفع بهذه العواصم لاعتبار حفتر لاعبًا مهمًا فى المشهد الليبى، لدرجة أن هناك توجهًا فى واشنطن حاليًا لدعمه بشكل مباشر، ولكن هذا يواجه تحفظات من مؤسسات ذات ثقل فى الداخل الأمريكى".

ولم يستبعد السعداوي التوصل إلى "تسوية يلعب فيها حفتر دورًا محوريًا باعتباره قائدًا عامًا للجيش الليبى، ولكن شريطة الاعتراف بحكومة الوفاق وخضوعه لقرار السلطة المدنية، وبالإقرار بالعملية السياسية التى أفرزتها عملية الصخيرات، غير أن هذه الصفقة لم تنضج بعد تحفظات عواصم عربية وغربية وإقليمية مؤثرة فى ليبيا".

 

يبدو أن الأوضاع في الشرق الليبي تتجه شطر اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي اقتربت قواته من إعلان السيطرة على مدينة بنغازي، مهد الثورة الليبية التي أطاحت بحكم معمر القذافي، بإعلانه السيطرة عليها مؤخرًا، بعد أن أعلن في وقت سابق عن خضوعها له، قبل أن تنتزع السيطرة منه الجماعات المسلحة المناوئة له، وتبسط حكمها على منطقة الهلال النفطي، ما دفع روسيا ومصر والإمارات للتدخل لنجدته.

وتأتى الاحتفالات المثيرة للجدل التي يقيمها حفتر في الشرق الليبي في الذكرى الثالثة لإطلاق ما تسمى بـ "عملية الكرامة"، كرسالة منه  للقوى الليبية والإقليمية والدولية، على تحوله لرقم صعب في ليبيا الجديدة، بشكل ينبغي معه الرهان عليه لاستعادة هيبة الدولة الليبية المزعومة.

اللافت في الاحتفال هو المشاركة المصرية والإقليمية اللافتة، حيث حرصت الدولة المصرية أن تلقى بثقلها خلف حليفها، عبر تنظيم مؤسسة "الأهرام" مهرجانًا ثقافيًا في بنغازي، أو الجزء الخاضع لسلطان حفتر فيها، حيث حرصت القاهرة على إرسال طائرة مدنية هي الأولى للشرق الليبي منذ 4سنوات كرسالة على تمكنه من مفاصل الدولة الليبية، على الرغم من تشكيك كثير من المراقبين في مصداقية هذا النصر.

ولا ينبغي في هذا السياق تجاهل عدد من الجهود المصرية، التي بذلت لتعزيز دور حفتر في المشهد السياسي والعسكري الليبي، حيث تغلبت القاهرة خلال الأسابيع الماضية على "الفيتو" الجزائري الذي حال لمدة طويلة دون عقد لقاء بين حفتر ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج في مصر، حيث دفعت القاهرة، أبوظبي لاستضافة، اللقاء التفافًا على الاعتراض الجزائري، وذلك لتحرر الإمارات من ضغوط الجزائر التي ترتبط مع القاهرة بمصالح فيما يتعلق بالنفط والغاز بشكل يدفع القاهرة لعدم إغضابها.

وجاء تصريح وزير خارجية حكومة الوفاق الليبية محمد سيالة، واعترافه بأن حفتر هو قائد عام الجيش الليبي، وإشارته إلى أن قرار تعيينه صدر من مجلس النواب وهو مجلس منتخب من قبل فئات الشعب المختلفة؛ ليزيد من ضبابية الموقف ومن إمكانية وجود صفقة بين القاهرة وأبوظبى من جانب وعناصر من حكومة الوفاق لتعزيز نفوذ حفتر فى المشهد الليبي.

وتصاعدت ضغوط مصر والإمارات على عواصم القرار العالمية سواء فى واشنطن ودول الاتحاد الأوروبى للإقرار بتحول حفتر للرقم الأهم فى المشهد الليبى، بل والتدخل بقوة لدى إدارة الرئيس دونالد ترامب، لانتزاع اعتراف منها، وهو الموقف الذي يواجه بتحفظات من قبل الدول التي تجدد دعمها لاتفاق الصخيرات وحكومة الوفاق بزعامة السراج.

هذا السياق، تسعى القاهرة والإمارات بقوة لتصدير اعتقاد للمجتمع الدولي يحمل رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج المسئولية عن تعقد المشهد الليبيى، وأنه هو جزء من الأزمة الليبية ولن يكون له دور فى الحل، بشكل ينبغى معه إطاحته، وهو الموقف الذى يصطدم بدعم لا محدود يتمتع به السراج من الممثل الأممى فى ليبيا الدبلوماسى الألماني مارتن كوبلر، بشكل عرقل من جهود مصر والإمارات للإطاحة برئيس حكومة الوفاق حتى الآن على الأقل .

وإزاء هذا الموقف الرافض من قبل كوبلر للإطاحة بالسراج ، تقود الإمارات تحركات مكثفة لإبعاده عن منصبه، حيث تريد دبلوماسيًا على شاكلة برنارددينو ليون، ليسهل لها السيطرة على المشهد الليبى، دون أن يضع العراقيل أمام مخططها لإخضاع  القرار السياسى والعسكرى فى ليبيا لسطوتها.

ويواجه السيناريو المصرى الإماراتى فى ليبيا، صعوبات شديدة فى ظل عدم وجود سيطرة لحفتر وقواته على مناطق فى وسط وغرب  وجنوب ليبيا، فضلاً عن أن الجزائر وتونس لا تكفان عن تقديم الدعم السياسى لحكومة السراج، وترفض دورًا منفردًا لحفتر فى تسيير الشأن الليبى.

بينما يأتي الرهان على حفتر من جانب بعض الدول الأوروبية فى إطار إيجاد تسوية سياسية تلعب فيها حكومة الوفاق الليبية دورًا مهمًا كذلك ولا تستبعد القوى الثورية من الساحة.

فيما لم تدخل قوى مؤثرة فى الغرب الليبى، بشكل جدى فى مواجهة حفتر، وهى الجهات المدعومة من تركيا وقطر، إذ ترى إعطاء الفرصة للتفاهمات التى يجريها السراج مع القوى الإقليمية والدولية، باعتبار أن المواجهة قد تفتح الباب على مصراعيه أمام سيناريو تقسيم ليبيا إلى ثلاثة أقاليم ، وهو ما ترفضه جمع القوى المحسوبة على ثورة 17فبراير، ما يؤكد أن المعركة فى ليبيا لا زالت طويلة رغم ادعاءات حفتر باقترابه من حسم الصراع.

من جانبه، قال الدكتور عاطف السعداوى، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بـ "الأهرام"، إن المشهد الليبى يبدو غائمًا ومعقدًا رغم مزاعم معسكر عملية الكرامة بتحقيق نجاحات والسيطرة على الشرق الليبى، مضيفًا: "استمرار الدعم المصرى – الإماراتى لحفتر هو من يعزز نفوذه فى الشرق الليبى وليس شيئًا آخر".

وأشار إلى أن "ضغوط القاهرة وأبو ظبى على عواصم القرار الدولى، هى من تدفع بهذه العواصم لاعتبار حفتر لاعبًا مهمًا فى المشهد الليبى، لدرجة أن هناك توجهًا فى واشنطن حاليًا لدعمه بشكل مباشر، ولكن هذا يواجه تحفظات من مؤسسات ذات ثقل فى الداخل الأمريكى".

ولم يستبعد السعداوي التوصل إلى "تسوية يلعب فيها حفتر دورًا محوريًا باعتباره قائدًا عامًا للجيش الليبى، ولكن شريطة الاعتراف بحكومة الوفاق وخضوعه لقرار السلطة المدنية، وبالإقرار بالعملية السياسية التى أفرزتها عملية الصخيرات، غير أن هذه الصفقة لم تنضج بعد تحفظات عواصم عربية وغربية وإقليمية مؤثرة فى ليبيا".

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...