web analytics

تفجيرات فرنسا.. الدوافع والعبر

4

الهجمات الإرهابية علي الداخل الفرنسي، كانت جزءا من توقعات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد أن أنذر العالم بأن الإرهاب بات قريباً منهم، وهو ما لم تأخذة دول أوروبا وأمريكا بجدية، والآن هناك العديد من دول الغرب تواجة هجمات إرهابية شرسة، وهنا نعرض تحليلاً لما جري من احداث في فرنسا.

وفي هذا الإطار، قال صبرة القاسمي، القيادي الجهادي السابق والخبير في شئون الحركات المتطرفة، إن التنظيم الإرهابي المسمى بـ”داعش” نقل خلاياه إلى خارج الدول العربية ليدخل في حرب ومعركة على الأرض مع دول الغرب، من خلال استفزازهم بالعديد من العمليات الإرهابية كالتي وقعت في فرنسا بشكل متتالٍ في وقت قصير.

وأكد “القاسمي” أنه لا يستطيع أحد التكهن بما سيستهدفه التنظيم بمواقع الهجمات المقبلة، لكن الدول جميعها مهددة بالخطر في حالة عدم الإتحاد من أجل القضاء عليه، ومن المتوقع أن يحدث في كل دولة لاسيما الولايات المتحدة وبريطانيا أعمال إرهابية.

يشار إلى أنه تنتاب الفرنسيين في الآونة الأخيرة حالة من الذعر والقلق، وذلك بعد سلسلة التفجيرات الإرهابية التي شهدتها البلاد خلال أقل من شهر، والتي كان آخرها الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقر جريدة “شارل ايبدو” أمس، الأربعاء، وأسفر عن مقتل اثنى عشر شخصا وإصابة عشرين آخرين.

كما أكد منير أديب، الباحث بشئون الحركات المتطرفة، أن الحادث الإرهابي الذي نفذته عناصر الإرهاب بفرنسا مؤخرا وراح ضحيته 13 مواطنا فرنسيا يوضح أن الإرهاب أصبح يهدد الإنسانية بشكل عام ويجب وضع إستراتيجة وتوفر نية حقيقية أمريكية من أجل القضاء عليه.

وأشار أديب إلى أن تنظيم “داعش” نمى تحت أعين الولايات المتحدة الأمريكية عقب دخولها العراق، مؤكداً على أنه إذا لم تتواجد النية الحقيقية من أجل القضاء عليه سيهدد البيت الأبيض بإعادة سيناريو أحداث “سبتمبر” بنسخة داعشية قريباً.

وأوضح الخبير بالحركات المتطرفة بأن القادم سيكون أسوأ على الدول الأجنبية إذا لم تتحد حقيقياً من أجل القضاء على الجماعات التكفيرية بجميع البلدان العربية، وعلى أمريكا التخلي عن طموحها بتقسيم الشرق الأوسط بإستخدامها لهذه الجماعات ، فاليوم السلاح الذي صنعته سيضربها في عقر دارها.

و علق أحمد بان، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، علي الاحداث التي تشهدها فرنسا، من عمليات إرهابية استهدفت إحدي الصحف، أننا الآن امام مجموعة مدربة تدريب عالي جداً، مؤكداً أن فرنسا الآن امام 3 اختيارات أما القائمين بالعملية خلية نائمة تابعة لتنظيم القاعدة.

وأضاف “بان” أنها من الممكن أن تكون ايضاً خلية تابعة لتنظيم الدولة “داعش”، أما أن تكون عملية لتنظيم جديد سيقوم بالإعلان عن نفسه لاحقاً من خلال عمليات أخري، متوقعاً المذيد من الهجمات شديدة القسوة في الداخل الفرنسي تستهدف مناطق شرطية وصحف.

وتابع الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن منفذى العملية علي درجة كبيرة من الدقة ويظهر ذلك اختيارهم لتوقيت انعقاد مجلس تحرير الصحيفة، واستهداف 4 من رسامي الكاريكاتير والذي كانوا قد تورطوا في رسوم مسيئة للرسول من قبل، مؤكداً أنها نقلة نوعية متوقعة في إطار تنامي التنظيمات الإرهابية في العالم.

يشار إلى أنه تنتاب الفرنسيين في الآونة الأخيرة حالة من الذعر والقلق، وذلك بعد سلسلة التفجيرات الإرهابية التي شهدتها البلاد خلال أقل من شهر، والتي كان آخرها الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقر جريدة “شارل ايبدو” أمس، الأربعاء، وأسفر عن مقتل اثنى عشر شخصا وإصابة عشرين آخرين.

سحبت فرنسا قاضي الاتصال الذي كان معتمدا في العاصمة الرباط بسبب جمود التعاون بين البلدين في الملفات الأمنية وعلى رأسها الإرهاب، ولا توجد مؤشرات على التقارب في الوقت الراهن.

وتناولت جريدة لوفيغارو يومه الثلاثاء الجمود الذي يخيم على التعاون الأمني بين الرباط وباريس بسبب ملفات قضائية منها ملاحقة مدير المخابرات عبد اللطيف الحموشي بتهمة فرضية التعذيب وأحداث أخرى من ضمنها التفتيش الذي خضع له وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار في مطار باريس.

وتكتب أن التعاون في مكافحة الإرهاب يعود الى سنة 1994 عندما تعرض فندق أطلس أسني في مراكش الى عملية إرهابية شارك فيها فرنسيون من أصول مهاجرة، وتعزز التعاون بعد ظهور القاعدة والتفجيرات اللاحقة.

وتنقل الجريدة عن مصادر حكومية في باريس أن “منذ شهور، يشهد نشاط السفارة الفرنسية في المغرب بطئا ملحوظا الى مستوى استدعاء باريس قاضي الاتصال من المغرب للعودة”. وتعتبر هذا الوضع “بالجليد الذي يدوم بشكل غير معتاد” في العلاقات الثنائية بين البلدين.

وحول تبادل المعلومات، تعترف المصادر الحكومة في تصريحات للوفيغارو غياب قنوات رسمية والاعتماد على قنوات غير رسمية مثل علاقة الصداقة الشخصية بين الضباط التي تبقى الملجأ الوحيد في حالات استثنائية.

وكانت جريدة الموندو قد نشرت منذ أيام قيام اسبانيا بدور المخاطب والوسيط بين المغرب وفرنسا في نقل معلومات أمنية يحتاجها طل طرف خاصة تجاه فرنسا.

وتفيد مؤشرات واقع العلاقات الثنائية في الوقت الراهن باستبعاد حصول مصالحة بين الطرفين لاسيما في ظل ارتفاع الدعاوي القضائية ضد مؤولين مغاربة أمام القصاء الفرنسي وعدم قدرة باريس على تعديل الاتفاقيات القضائية، بينما يضع المغرب ضم شروط المصالحة وقف هذه المتابعات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...