web analytics

“خبز الحرس الجمهوري” يشعل الحرب الإعلامية بين المخلوع والحوثي

 

 

 دخلت صراعات طرفي الانقلاب في اليمن مرحلة متوترة وعلنية وصلت إلى وسائل إعلام الطرفين، بعد أن كان هذا الإعلام هو من يقوم بالتغطية على هذه الصراعات، وأصبحت المرحلة للتصفية، ومحاولة التظاهر بالثبات بعد أن أنهت قوات التحالف قواهم.

 

وبدأت حالياً تشتعل الحرب الداخلية بين الانقلابيين، فحرس المخلوع أصبحوا جياعاً، وميليشيا الحوثي تساومهم بما في خزينتها من أموال نهبتها من الانقلاب، وبما وصلها من دعم من قيادتها في إيران، هذه المرحلة التي بدأت فيها مراحل انقلاب السحر على الساحر، ليواجه صالح والمخلوع حرباً جديدة تسقط معها أحزابهم.

 

صعود الخلافات إلى الإعلام والهجوم العلني يوضح حالة الانقلابيين وقرب سقوطهم، خاصة بعد رفض الحكومة الشرعية مبادرة مبعوث الأمم المتحدة، ويبقى الصراع وتهديد التصفيات لقيادة الانقلابيين عنواناً بارزاً في إعلامهم، خاصة في ظل غياب "رغيف الخبز".

 

وفتحت مؤسسات إعلام المخلوع النار على ميليشيات الحوثي، ونهبها لإيرادات الدولة وحرمان الجيش الموالي للمخلوع من مرتبات أربعة أشهر، الأمر الذي اعتبره المخلوع وحزبه استهدافاً لهذا الجيش، ومحاولة لاستقطابه عن طريق ربط الراتب بالولاء.

 

ولأول مرة تهاجم قنوات المخلوع وصحفه ميليشيات الحوثي، حيث شنّت قناة "اليمن اليوم" هجوماً حاداً على ما تسمى اللجنة الثورية للميليشيات الحوثية، ورئيسها محمد علي الحوثي الذي اعتبره المخلوع وحزبه عقبة أمام نجاح المجلس السياسي الذي شكّله الطرفان لإدارة الانقلاب، وانقلبت عليه اللجنة الثورية.

 

وخصصت قناة "اليمن اليوم" المملوكة لنجل المخلوع "صالح" برنامجاً مفتوحاً على الهواء لانتقاد ومهاجمة الميليشيات الحوثية وطريقة إدارتها الفاشلة لمؤسسات الدولة وعمليات النهب للمال العام وحرمان موظفي الدولة من المرتبات، وكذلك إقصاء قيادات حزب المخلوع من مناصبهم، وإبدالهم بآخرين ينتمون للميليشيات.

 

وبعد بث برنامج القناة بساعات فقط اقتحم قيادي حوثي يعمل ضابطاً في الحرس الجمهوري، ويعد أحد عناصر ميليشيا الحوثي التي اخترقت قوات النخبة الموالية للمخلوع صالح أثناء وجوده في الرئاسة، حيث اقتحم الضابط أكرم حجر مقر مؤسسة صحفية تابعة لنجل المخلوع صالح يصدر عنها صحيفة "المنتصف" ووكالة إخبارية، وكالة "خبر"، إضافة إلى موقع إلكتروني اسمه "المنتصف نت".

 

وأثناء الاقتحام هدد القيادي الحوثي رئيس المؤسسة الصحفية أمين الوائلي أحد المقربين من نجل المخلوع "صالح" بالتصفية وإحراق المؤسسة، الأمر الذي أدى إلى توقف خدمات المؤسسة الصحفية، ووقف بث أخبار الوكالة والموقع.

 

وقبل اقتحام الوكالة بساعات كان رئيس المؤسسة الصحفية أمين الوائلي قد لمح في منشور له على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إلى تعرضه لمحاولة اغتيال عبر إفراغ زيت الفرامل من سيارته، وهو في طريقه إلى محافظة إب، عبر طريق جبلية معروفة بوعورتها.

 

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي شنّ أنصار المخلوع صالح من قيادات إعلامية وسياسية وتنظيمية هجوماً غير مسبوق على ميليشيات الحوثي وقياداتها، وسرّبوا معلومات عن شراء قيادات حوثية فللاً وعقارات في العاصمة صنعاء بمليارات الريالات، في وقت يعيش فيه اليمنيون مجاعة وحالة فقر وإفقار ممنهجة من قبل الميليشيات الحوثية الانقلابية والتي غاب معها رغيف الخبز في قرى اليمن.

 

وهددت قيادات سياسية في حزب المخلوع بثورة شعبية ضد ميليشيات الحوثي إذا لم تترك المجلس السياسي يمارس دوره ويرفع أيدي قيادات الميليشيا عن مؤسسات الدولة الإيرادية التي يصادر الحوثيون أموالها ويحولونها إلى أرصدة خاصة في بنوك محلية بشكل مخالف للقوانين السارية.

 

وتتركز خلافات الطرفين على الجيش والموارد المالية ومؤسسات الإعلام، حيث سيطرت الميليشيا على كل مؤسسات الإعلام الحكومية التي كانت تدار من قبل اللوبي الموالي للمخلوع، وقامت بتحويل خطابها لصالح الميليشيا الحوثية، وإزاحة أنصار المخلوع من المراكز القيادية في كل مؤسسات الإعلام المختلفة.

 

وفي جانب مؤسسات الإيراد سيطرت الميليشيات على كل مؤسسات الدولة الإيرادية نفطية وضريبية وجمركية وشركات اتصالات، وحوّلت هذه الإيرادات لصالحها بعد أن كانت تدار من قبل قيادات موالية للمخلوع صالح وحزبه.

 

وفي الملف الثالث والشائك فشلت ميليشيات الحوثي حتى الآن في استقطاب وحدات الجيش الموالي للمخلوع، أو محاولة ابتلاعه عبر عمليات تغيير لقيادات عسكرية واستقطاب أخرى.

 

وتحاول ميليشيا الحوثي تعيين قائد من عناصرها لقوات الحرس الجمهوري، وهو الأمر الذي رفضه المخلوع وقادة وحدات الحرس الجمهوري الذين أكدوا عدم موافقتهم على أي قيادة جديدة تأتي من خارج مؤسسة الحرس الجمهوري، وذلك في إشارة واضحة لرفض عملية تعيين شقيق زعيم ميليشيا الحوثي عبدالخالق الحوثي قائداً للحرس الجمهوري.

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...