web analytics
غير مصنف

خليفة الأسد بقرار من موسكو.. هل يكون شيعياً أم سنياً؟

 

أصبح في حكم المؤكد أن دخول روسيا الى ساحة الحرب في سوريا سيغير الوضع بها تماماً فرغم أتنه من فوائده القضاء على الجماعات الإرهابية التي تفحلت في المنطقة إلا أنه من مساوئه أنه سيمنع سقوط نظام الحكم الشيعي في سوريا، وهو ما تتمناه إيران.

ويقول مراقبون سياسيون إنه من الصعب أن موسكو هي التي ستختار خليفة الرئيس السوري الحالي بشار الأسد الذي أصبح في حكم المؤكد أنه سيضي باقي حياته في استضافة طهران، لكن خليفته لن يكون سنياً على الإطلاق لأن روسيا دخلت الحرب بدعم من طهران التي لن تقبل بأن يكون خليفة الأسد سنياً.

 

وتدرك موسكو أن بقاء بشار الأسد في الحكم “مؤقت” وأنه سينتهي بالنسبة لها بمجرد ضمان مصالحها، وانه سيكون هناك في نهاية المطاف حل سياسي للأزمة.

 

هذه الرؤية اتفق على ملامحها العامة ثلاثة خبراء روس مقربون من الحكومة الروسية وخبيرة أميركية، غير أن احد الخبراء الروس توقع أن يكون بديل موسكو للأسد “جنرال من داخل الجيش السوري” يجري البحث عنه من جانب موسكو لكي يتم تصعيده الفترة المقبلة بما يضمن مصالحها مستقبلا، فيما شككت الخبيرة الأميركية في وضوح الرؤية الروسية لمرحلة ما بعد بشار، مشيرة إلى امكانية سقوط روسيا في المستنقع السوري على غرار ما حدث لها من قبل في أفغانستان، نيكولاي سوركوف، أستاذ مشارك بمعهد موسكو للعلاقات الدولية (حكومي)، وقد قال إن “خطوة رحيل الأسد متوقعة من جانب الكرملين، والسيناريو المتوقع هُنا إما أن يكون هناك حكومة انتقالية أو انتخابات رئاسية جديدة فورية، لكن تخميني هو أن بديل الأسد سيتم اختياره من بين الجيش”.

 

ولم يحدد سوركوف في حديثه لوكالة أنباء الأناضول، دائرة الأسماء السورية المرشحة من موسكو لقيادة مرحلة ما بعد الأسد، لكنه تابع “سيكون أحد هؤلاء الرتب العسكرية الذي سيذاع صيته خلال الفترة المقبلة عبر العمليات العسكرية على الأرض. وفي هذه الحال سيتم حماية مصالح روسيا مستقبلا” في سوريا، مستطردا “لكن هذا التصور لا يعني تنحي الأسد فوراً، فهذا يستغرق على الأقل سنة”.

 

وفي اشارة إلى ضرورة قبول القطبين الأميركي والروسي لخليفة الأسد، قال سوركوف “خليفة الأسد في مستقبل سوريا سيكون منتخبا، والأميركان والروس حريصون على حد سواء على إيجاد حل للأزمة يقبلان به لأنه حينها سيحفظ ماء وجه الطرفين ومصالحهما أيضاً”.

 

واعتبر أن “موسكو لديها تأثير على العلويين (الطائفة التي ينتمي إليها بشار الأسد)، بما يسمح لها بالمساهمة في التوصل إلى سلام من خلال تفاهمات بين جميع الأطراف، لكن الأهم التوافق حول مرحلة ما بعد رحيل الأسد قبل رحيله، بما يضمن المصالح الاستراتيجة لموسكو في سوريا والمنطقة”.

 

دميتري أوفيتسيروف، المحلل السياسي، ومحاضر في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو (من أكبر مراكز الأبحاث الروسية المستقلة) ينسجم مع في نفس الاتجاه، اذ يقول “موسكو تدرك أنه لا مكان لسوريا بشكلها القديم في المستقبل، ونحن لا نستبعد احتمالية تفكيك سوريا إلى ثلاث دول، فهذا يحدث بالفعل”.

 

وأضاف قائلا “رحيل الأسد فورا ليس أمرا حتميا، ولست متشائما بشان مستقبل سوريا لكن لا يوجد من هو على استعداد لتمثيل العلويين حالياً، وهذا يبرر وجود الأسد على طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق”.

 

وأشار أوفيتسيروف إلى تمسك روسيا بالأسد لحين إيجاد ما تعتبره من وجهة نظرها “البديل الشرعي” له غير أنه شدد في الوقت نفسه على تمسك روسيا بالأسد في المرحلة الراهنة لحماية مصالحها، قائلا “أي خليفة للأسد سيكون أقل شرعية منه، حيث ترى موسكو أن وجود الأسد على طاولة المفاوضات مهم لأنه يمثل رسميا سوريا، لذا إذا تنحى الأسد أو حدث معه أي أمر، فسيكون ذلك مشكلة، وفي هذه المرحلة ستمنع روسيا من أداء دورها بشكل أكبر”.

 

وتابع مدافعا عن الرؤية الروسية الرسمية “من المهم أن يمثل الأسد العلويين لفترة لكننا في روسيا أيضا لا نستبعد السيناريوهات الأخرى حيث يجب أن نكون على استعداد لها جميعا”.

 

وحول إمكانية صياغة سيناريو مفاوضات حول بديل للأسد، قال أوفيتسيروف “ليس لدى الأسد بديل واضح يحكم سوريا في الوقت الراهن، لكن حل الأزمة يعتمد على متى وكيف يتنحى الأسد، وهي مسألة وقت، ونحن ندرك ذلك لكن هذا لن يكون قبل المفاوضات”.

 

فلاديمير أفانكوف الخبير السياسي الروسي في الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الشؤون الخارجية في الاتحاد الروسي والمحاضر في معهد موسكو للعلاقات الدولية (حكومي) رأى بدوره أنه “بالنسبة لروسيا، الأزمة الراهنة ليست في بقاء الأسد أو رحيله بقدر ما تتلخص فيما يمثله تنظيم داعش (الدولة الاسلامية) من تهديدات لروسيا”، كما تدعي موسكو، وان أي تغيير مستقبلي لصالح كفة التنظيم قد يهدد تواجد موسكو في البحر المتوسط (من خلال قاعدتها في ميناء طرطوس السوري)، وهي المسألة الأهم من وجهة نظر روسيا للحفاظ على مصالحها”.

 

وأضاف أفانكوف “من الصعب ضمان هذه المصالح (الروسية) في حال سقوط نظام بشار الأسد، لكن إذا حصل، فسيكون لكل حادث حديث”.

 

مارينا أوتاواي، الباحثة الأميركية في مركز ودرو ويلسون الدولي تحدثت من جانبها عن “غموض” الرؤية الرؤسية بشأن مرحلة ما بعد الأسد وقالت “لا أستطيع فعليا معرفة رؤية روسيا في مرحلة ما بعد الأسد. فهي غير واضحة وموسكو لم تعط أي إشارة متكاملة حول رؤيتها للحل النهائي”.

 

وحول ما ستؤول إليه الغارات الجوية الروسية الحالية في سوريا بدعوى محاربة تنظيم داعش، رأت أوتاواي أن “روسيا تقوم حالياً باستراتيجية عالية المخاطر والتي يمكن أن تتحول بسهولة إلى مستنقع”، مضيفة “قد يستغرق الأمر أكثر من عمليات قصف لمساعدة الأسد على استعادة السيطرة على الأراضي السورية بأكملها، فقد يتطلب الامر قوات برية أيضاً وهذا يعني أن روسيا قد تتورط على غرار تدخل الاتحاد السوفيتي في أفغانستان في الثمانينيات” من القرن الماضي.

 

وتابعت أوتاوي “نية روسيا قد تتضح أكثر عندما نرى بمزيد من الوضوح الأماكن التي اختارت قصفها، فمن الممكن أن الإستراتيجية الروسية لا تزال تتطور وأنها لم تقرر بعد إلى أي مدى ستبقي على دعم الأسد، الذي هو في الوقت الحالي مؤقت لضمان مصالحها”.

 

وتجمع تصريحات لقادة المعارضة السورية ومسؤولين غربيين وحقوقيين دوليين، فضلا عن إفادات شهود عيان على الأرض، على أن الغارات التي بدأت روسيا في شنها على سوريا بدعوى محاربة تنظيم الدولة الاسلامية، اسفرت بشكل رئيسي عن مقتل بضع عشرات من المدنيين، ولم تستهدف بشكل رئيسي معاقل التنظيم المتشدد.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...