web analytics

سما المصري على خُطى سيسيولينا.. أول راقصة في تاريخ البرلمان الإيطالي

«بناء على طلب العديد من المصريين بمنطقة الأزبكية، قررت الترشح لبرلمان 2015 فى نفس الدائرة والله الموفق والمستعان.. بنت مصر».

شاشةٌ سوداء كُتبت عليها تلك الكلمات، وبنبرة جادة أُذيعت عبّر فيديو وكأنها مأخودة من بيانٍ رسمى، ولكنك ستُفاجأ بعد دقائق بظهور المدعوة «بنت مصر»، وهى ترقُص بـ «جلابية بلدي» على نغمات شعبية، مُعلنة نيتها للترشُح فى البرلمان.

من أطلقت على نفسها لقب «بنت مصر»، هى سامية عطية عبد الرحمن، المعروفة إعلاميًا وفنيًا باسم، سما المصري، حيثُ أعلنت من العاصمة الهولندية، أمستردام، نيتها للترشُح فى برلمان 2015، من خلال فيديو بعنوان «سما المصري فى البرلمان».

ومن الرقص إلى «الزغروطة»، حيثُ نفذتَ سما المصري وعدها بالترشُح «وعدت فأوفت»، وذهبت بالفعل إلى البرلمان وقدّمت أوراق ترشُحها، كمّا أوضحت فيما بعد أن الهدف من ترشُحها «خدمة المرآة والطفل»، من أجل الحفاظ على حقوقهم المشروعة.

«أعلم أنَّ فرصي ربما تكون قليلة وليس هناك من يقف بجواري بقوة، ولكن هناك عددًا من أهالي منطقتي في الأزبكية طلبوا مني الترشح ولذلك أنا مستعدة لخوض التجربة وأتمنى التوفيق»، كلمات رددتها سما المصري عن فُرص فوزها فى الانتخابات، وعلى عكس المتوقع تم قبول أوراق ترشُحها من قِبل اللجنة العليا للانتخابات.

وما بين مؤيد ومعارض، أصبح ترشُح الراقصة سما المصري فى البرلمان حديث الساعة، وأرفق بجانب اسمها «المُثير للجدل»، وقال البعض عنها أنها تُناضل بـ «هز الوسط»، بينما ردّت هىّ على تلك الكلمات فى لقاء تلفزيونى لها، «الرقص مسموح به ومرخص ولو مش عاجبكم الدولة سامحة بيه ليه؟»، فى حين أنها وجدت تأييدا من الجاليات العربية فى هولندا، حسبّما قالت، فى لقاء تليفزيونى سابق.

وبينما تقوم سما المصري بإعداد برنامجها الإنتخابى، لازال الجدل المُثار حول ترشُحها قائمًا على مواقع التواصل الإجتماعى، فيما يرى البعض أنه لا يجوز لراقصة أن تترشح فى البرلمان المصري، مُرددين «احنا مجتمع مُتدين بطبعه».

وبالرجوع إلى تاريخ البرلمانات السياسية، سنجد أن سما المصري ليست أول راقصة تُرشح نفسها للبرلمان، ففى بُقعة أخرى من العالم، وتحديدًا فى ايطاليا، هناك قصة لأول راقصة بورنو تُرشح نفسها للبرلمان الإيطالى.

«المصري لايت» تستعرض قصة الراقصة البرلمانية «سيسيولينا» فى البرلمان الإيطالي، ورحلتها السياسية من 1987 وحتى 1991:

النشأة فى المجر

ilona staller, la cicciolina

وُلدت إيلونا ستالر«سيسيولينا»، فى العاصمة المجرية، بودابست، عام 1951، لأسرة تُعيلها أم وحيدة بعد أن تركها والدها مع أطفالها ورحَل، لذا؛ اضطرت سيسيولينا أن تعمل قبل أن تُكمل تعليمها، فبحلول عام 1964، بدأت عملها بوظيفة «موديل» فى وكالة الأنباء المجرية، حيثُ كانت تتقاضى راتبًا متواضعًا. وبعد أن تركت عملها فى الوكالة الإخبارية، ذهبت لتعمل كخادمة فى فندق كبير ببوادبيست، حيثُ تعرّفت هُناك على عجوز إيطالى، تزوجَها فيما بعد وعاشت معه فى إيطاليا.

البداية فى إيطاليا

ilona staller, cicciolina

بدأت سيسيولينا حياة جديدة فى إيطاليا، ربمّا تكون أكثر رفاهية من تلك التى عاشتها فى موطنها الأصلى، كمّا قدّمت برنامجًا إذاعيًا، عام 1973، فى إذاعة Radio Luna الإيطالية، وبالصدفة حقق البرنامج نجاحًا كبيرًا جعلها تبدأ طريق الشهرة وتُعرف للجمهور.

وبجانب عملها فى الإذاعة، أنتجت سيسيولينا عددًا كبيرًا من الأغنيات باللغة الإيطالية انتشرت عالميًا، كمّا تنوعت الأغنيات التى قدّمتها ما بين أغنيات للأطفال وأخرى رومانسية لا تخلو من رقصاتها الإستعراضية. ومن عملها الأول كـ«موديل» فى وكالة إخبارية، تقدّمت سيسيولينا لتعمل فى نفس الوظيفة عام 1975، ولكن فى أحد الأفلام الجنسية، حيثُ أصبحت فيما بعد بجانب الرقص الاستعراضى والغناء، نجمة أفلام جنسية إيطالية.

مولد سياسية

ilona staller, la cicciolina

لم تكتفِ سيسيولينا بالشهرة التى حققتها كراقصة ومُغنية، بل رشحت نفسها فى البرلمان الإيطالي عام 1979، ولكنها فشلت فى المرة الأولى. وبالرغم من ذلك لم تستسلم، وانضمت إلى مقاعد السياسين فى حزب «الإيطاليين الراديكاليين»، مما أثقلها سياسيًا، وعادت مرة أخرى لتقُدم نفسها كمُرشحة فى البرلمان الإيطالى عام 1987، وبالفعل كانت المحاولة الثانية ناجحة، حيثُ حصلت الراقصة سيسيولينا على 20 ألف صوت مؤيد لها.

وبشعرٍ أشقر، وأحمر شفاه صارخ، وملابس تكشف أغلب ملامح جسدها، كانت تحضر سيسيولينا الجلسات البرلمانية، وتقوم بإغراء زملائها من السياسين فى البرلمان، ولا تكف عن التلفُظ بكلمات خارجة عن المألوف عندما تطرح رأيها فى أى قضية.

كمّا استمرت فى العمل كراقصة ومُغنية، فى الوقت ذاته الذى كانت تذهب فيه إلى البرلمان، وعندما بدأت حرب الخليج 1991، كان لسيسيولينا رأى سياسى مختلف، حيثُ أعلنت في لقاء لها استعدادها لإقامة علاقة مع الرئيس العراقى الراحل، صدام حسين، مُقابل أن يُفرج عن الرهائن الأجانب.

حزب الحُب

ilona staller, cicciolina

وبعد 5 سنوات من عملها كبرلمانية إيطالية، عندما حلّ العام 1991، فشلت سيسيولينا فى أن تترشح كنائبة فى البرلمان الإيطالى مره أخرى، مما دفعها إلى تأسيس حزب سياسى مُستقل، تحت شعار «حزب الحُب»، للدفاع عن حقوق الشواذ جنسيًا، والمطالبة بتخصيص حدائق من أجل العُشاق فقط.

وحملت شعارات حزبها وذهبت إلى موطنها الأصلى، المجر، كمّا حاولت الترشُح فى البرلمان المجرى عام 2002، ووعدت الناخبين بأن تجعلهم سُعداء من خلال تحويل أحد المبانى المشهور فى المدينة إلى أكبر «كازينو» وملهى ليلي، ولكنها لم تنجح ايضًا فعادت إلى إيطاليا.

نهاية حياتها السياسية

user_images_file_name_3564 (1)

وتقديرًا لمجهوداتها السياسية «الإغرائية»، خصصت الحكومة الإيطالية معاشًا سنويًا قُدرَ بـ 39000 يورو، تقديرًا لخدمات النائبة البرلمانية السابقة، سيسيولينا، خلال 5 سنوات من 1987 وحتى 1991.

كمّا صُنفت فى إيطاليا كأحد السياسين المُخضرمين، والتى اتبعت سياسية القوة الناعمة، نظرًا لعروض الإغراء التى كانت تُقدمها للسياسين، فبعد أن قدمت عرضًا للرئيس العراقى، صدام حسين، إبان حرب الخليج الأولى، عادت وجدّدت العرض مره أخرى، عام 2002، لكّى يسمح للجان التفتيش الدولية أن تدخل العراق وتُفتش عن أسلحة الدمار الشامل.

وفى عام 2006، عرضت سيسيولينا على أسامة بن لادن ايضًا، أن تقوم بإغرائه مُقابل أن يكف عن الأعمال التى يقوم بها، والتى وصفتها سيسيولينا، بالأعمال الإرهابية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...