web analytics

شبح روسيا الأمريكي!!

نشرت صحيفة "كوميرسانت" مقالا لمدير معهد العلاقات الدولية والإدارة ميخائيل ترويتسكي، تناول فيه استمرار الحديث عن "الأثر الروسي" في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

نشرت صحيفة "كوميرسانت" مقالا لمدير معهد العلاقات الدولية والإدارة ميخائيل ترويتسكي، تناول فيه استمرار الحديث عن "الأثر الروسي" في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

 

كتب ترويتسكي:

يستمر شبح "الأثر الروسي" في ملاحقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تظهر دوريا في الصحافة معلومات جديدة عن اتصالات ممثليه بالجهات الروسية. ولم يتمكن ترامب من الخروج من "ظل روسيا" حتى بعد مرور نصف سنة من تنصيبه رسميا رئيسا للولايات المتحدة. لماذا يحدث هذا، وما هي نتائجه؟

إذا كانت موسكو فعلا قد قررت التدخل من أجل انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، فقد كان هذا يتطلب العمل على مختلف المستويات وعبر قنوات عديدة. ومن المحتمل أن مثل هذه المعطيات موجودة بحوزة روبرت مولر، المدعي العام الخاص بالتحقيق في علاقات ترامب بروسيا. لذلك، فإن عليه تقييم خطورة الجرم الذي اقترفه فريق ترامب وفهم كيفية تقديم الأدلة إلى المجتمع من دون الكشف عن مصادرها السرية وطرق عمل أجهزة الاستخبارات الأمريكية. علما أن إيجاد مثل هذه الأساليب أصعب بكثير مما يعتقد. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تخفيف التهم الرسمية ومحاولة إقناع المتهمين بمن فيهم الرئيس بتقديم استقالاتهم.

وإذا كانت موسكو، كما تؤكد، لم تقدم أي دعم إلى ترامب خلال الحملة الانتخابية، فسوف يغامر بعض العاملين في أجهزة السلطة بمستقبله، ويقوم بتسريب معلومات مزعجة للرئيس، حيث وسائل الإعلام، التي تخوض حربها مع البيت الأبيض، مستعدة لتلقفها ونشرها فورا.

وإضافة إلى هذا، لم يهتم بعض أعضاء فريق ترامب بمن فيهم أقاربه خلال الحملة الانتخابية بتصرفاتهم وسلوكهم، حيث كانوا يوافقون على حضور لقاءات مشبوهة، ويخفونها عن الأجهزة الأمنية. وعلاوة على هذا، بدأ الرئيس الجديد يدير شؤون البلاد وكأنها تعاونية عائلية، لعدم تعيينه مسؤولين لا تربطه بهم علاقات شخصية، ويمكن التخلص منهم بسهولة، في حين أن التخلص من الأقرباء المعينين في مناصب رفيعة أصعب بكثير.

إن اعتراف ترامب الابن بلقائه في أوج الحملة الانتخابية بممثلي روسيا بهدف الحصول على مستندات تشوه سمعة هيلاري كلينتون، قد تصبح أساسا قانونيا لملاحقة العاملين في الإدارة الأمريكية. لكن عزل الرئيس من صلاحيات الكونغرس فقط. كما أن عزل ترامب لا يمكن أن يتم من دون مشاركة قادة الحزب الجمهوري. فإذا وجهت تهم جدية إلى الرئيس، فسيكون عليهم اتخاذ قرارات صعبة ومعقدة تأخذ بالاعتبار الأضرار التي سيتعرض لها الحزب الجمهوري عشية انتخابات الكونغرس عام 2018.

فما الذي تستطيع روسيا استنتاجه من كل هذا؟ بعد مضي بضع سنوات على "إعادة تشغيل" العلاقات، التي أسلمت الروح، تنظر المؤسسة السياسية الأمريكية إلى موسكو كخصم لها. وهذه النظرة تكلف موسكو خسائر فادحة، وكذلك جميع القوى السياسية في بلدان أخرى، والتي تقيم علاقات إيجابية معها.

هذا، وإذا كانت موسكو فعلا قد ساعدت ترامب في الفوز بالانتخابات الرئاسية، فإن مصيره بيد روسيا وقادة الحزب الجمهوري. ولكن حتى لو لم يكن الأمر كذلك، فإنه سوف يتجنب فترةً طويلة محاولة تطبيع العلاقات مع روسيا.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...