ظواهر التفتت في جنوب السودان

سعد ولد البابا من انجمينا- خاص شامل 24

إذا كانت ظواره التفتت أو الانفصال تستند الى أصل عرقي أو ديني أو قبلي فإن جنبو السودان تمتد لتشمل أكثر من عنصر واحد، حيث تتعدد الجماعات المختلفة عرقياً ودييناً وقبلياً ولغوياً، ففي الوقت الذي يتركز فيه المسلمون من أصل عربي في الشمال (توجد حوالي 597 قبيلة في السودان تتنوع دينيا 18% مسلمون و17% مسيحيون و65% وثنيون لا دينيون وهناك أيضاً تنوع عرقي (النيلية –الحامية – الزنجية).

ويوجد في السودان حوالي 110 لغة ولهجة محلية أما في الجنوب وحده فتوجد 53 لغة ولهجة أبرزها العربية والدنيكا والإنجليزية.

وقد فشلت الحكومات المتعاقبة في علاج هذه الظاهرة السلبية.

وفي إطار سخط الجنوبيين وعجر الشماليين شهد السودان أكثر من حرب امتدت احداها 17 عاماً من 1955 حتى عام 1972 والأخرى دارت رحاها حتى عام 1992 .

وقد شهدت الحربو الأهلية انتهاكات حادة لقوانين حقوق الإنسان والقانون الدولي من جميع الأطراف وذلك لكون المدنيين في المناطق المتاخمة للصراعات وبذلك كانوا هم الوقود الأول والأخير أيضا لها.

وقد فشلت جميع الحكومات المتعاقبة في إيجاد الحلول لها، لأن الدم أصبح في كل مكان، وبالنهاية ونظراً لفشل جميع حكم الشمال، كانت النتيجة انفصال الجنوب الذي مازال غارقاً في صراعاته حتى الوقت الراهن، وسط تكهانت بطلب الجنوبيين أنفسهم العودة الى الوحدة.