web analytics

عيد اضحى بلا أضحية بسبب ارتفاع الدولار في الصعيد

 

 

"سوق السبت" بقرية توماس بمدينة إسنا جنوب الأقصر اسم ابتكره التجار والمواطنون ليتميز به عن باقي الأسواق، وهو ساحة كبيرة يستعرض فيها البائعون المواشي والأغنام ويتباهون بأحجام الخراف وأشكالها، ويتسابقون على الفوز بالزبائن في مدخل السوق.

 

ويشهد "سوق المواشي" هذه الأيام زحام شديد، حيث تجد عربات محملة بالخراف والعجول وبائعي السكاكين على حافة الطريق وكلها علامات تؤكد وصولك لمدخل سوق المواشي حيث يقبل عليه المواطنون خاصة في موسم عيد الأضحى لشراء أضحية العام حيث يبدأ المواطنون في الزحف إلى منطقة السوق لشراء أضحية العيد ومنهم من يصطحب جزارا لكي لا يقع في غش التجار.

 

وشهدت أسواق بيع الأضاحي بالأقصر، ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الخراف مقارنة بالعام الماضي، يصاحبه كساد وركود أثر على حركة البيع والشراء في الأسواق، مع كثافة المعروض وعزوف المواطنين عن شراء الأضاحي خاصة الخراف حيث أرجع التجار أسباب غلاء الأضاحي إلى ارتفاع أسعار الأعلاف.

 

ورصدت "البوابة نيوز" سوق المواشي والأغنام بمنطقة الظهير الصحراوي بإسنا جنوب الأقصر، ومدى ارتفاع الأسعار العام تلو الآخر، حيث يتجه الباعة بعد صلاة الفجر يجرون أمامهم عددًا من الخراف والماعز آملين في تحقيق مكاسب كل عام مشيرين إلى أنهم ينتظرون يوميًّا زيادة الإقبال ولكن يظل "الحال متوقفًا" وحضور المواطنين كان "للفرجة" خاصة بعد أن طرحت الجمعيات الاستهلاكية بالمحافظة الأضاحي بسعر أرخص.

 

ويؤكد التجار بالسوق، إن عملية تسمين المواشي تبدأ قبل عيد الأضحى المبارك بشهر واحد لزيادة وزنها، مشيرًا إلى أن هناك تفاوتًا في أسعار الخرفان نظرًا لطبيعة المرعى، حيث إن الصعيدي منه هو الأغلى سعرًا لأن طبيعة بيئته الصحراوية قبل نقله إلى المحافظات البحرية وتسمينه قبل عيد الأضحى المبارك تجعل لحمه الأجود، ثم يليه الخروف الصحراوي أو البري الذي يتغذى على الأعشاب ويشهد إقبالا من المواطنين بسبب قلة الدهون فيه ولا يضر بالصحة خاصة لأصحاب أمراض القلب والكبد، ، ثم الخروف الفلاحي الأقل سعرًا الذي يتغذى على البرسيم والأعلاف داخل بيئته.

كما أكد التجار أن أفضل أنواع الخراف الذي لا يتعدى عمره عن سنه ويظهر على أسنانه وقرونه ومدى بريق عينيه كما تأتي تلك الخراف يأتي من محافظتي سوهاج وأسوان مثل "الكلابي"، مشيرين إلى أن وزن الخروف الجيد يتراوح بين 50 و60 كيلوجرامًا، وهناك الخروف " المارينو" الذي يأتي من أستراليا، لكنه قليل الوزن وغير مطلوب في مصر رغم جودة مذاق لحمه أما الخروف " الأوسيمى" و" الرحماني" فهما نوعان نادر وجودهما في مصر، وهذا النوع متوسط الوزن ولونه أبيض، ورأسه وأذنه سوداء.

 

فيما أجمع عدد كبير من الباعة أن تربية الخرفان تكلفهم الكثير دون عائد حيث أن الخروف يكلفهم أكثر من 10 جنيهات يوميًا "ذرة وعلف وتبن"، وأنه إذا زاد سعر العلف الذي تتغذى عليه المواشي يزيد معه سعر الخروف مرجعين ذلك إلى الأزمة المالية والحالة الاقتصادية السيئة التي تمر بها مصر والتي أثرت بشكل سلبي على أسوق الخراف وأصبحت الزبائن تأتي للمشاهدة والسؤال على الأسعار فقط مرجعين انخفاض معدل البيع بسبب ارتفاع أسعار أعلاف الخراف كأحد أهم الأسباب التي أدت إلى ركود في السوق ما يؤدى إلى خسارة التجار وضعف المكسب بعد عناء وشفاء في التربية والتسمين.

 

وقال شاذلي محمود، أحد تجار المواشي ، إن هناك حالة من الركود في بيع المواشي سواء الخراف أو البقر والجاموس والماعز هذا العام بسبب ارتفاع سعر الأعلاف مما يرفع سعر الخراف الذي يبدأ سعره من 3000 جنيه ويصل حتى 5 آلاف جنيه لأفضل الخراف وأصغرها سنًا مشيرا إلى أن سعر الخروف يختلف بسبب حجمه مضيفا "بنشتري العجل من المزارع بـ 5500 ومش عارفين نبيعها ولا نسترزق منها"، مضيفا أن الإقبال على الشراء يأتي عادة من قبل الطبقة المتوسطة والعليا، وهناك بعض الأشخاص يشتركون في خروف واحد .

 

فيما أكد عرفان علي، تاجر مواشى، أن هناك عدد من المواطنين يشترون الخرفان قبل عيد الأضحى بفترة بعيدة لانخفاض السعر، ويتركونها وسط الخراف الأخرى، مع توفير العلف لهم، حتى يأتي ميعاد الاضحية فيأتوا ليأخذوه .

 

وتختلف أسعار الخراف والماعز، من سوق لآخر، لكنها ترتفع بشكل عام في موسم العيد، ففي سوق أرمنت الحيط كان سعر كيلو الخروف ما بين 70 و 80  جنيها، ووصل سعر الخروف  ما بين 1700 و1800 جنيه، وآخر يصل إلى 3 آلاف جنيه بتكاليف ذبحه، حيث يصل سعر الكيلو منه إلى 50 جنيها أما عن أسعار البقر والجاموس فيصل الكيلو منها إلى 57 و58 جنيها، ومن المحتمل أن يصل إلى 60 و61 جنيها، فيما وصل سعر  صغار البقر والجاموس ما بعد العامين ما بين 8 آلاف و12 ألف جنيه،  والحجم الأكبر يتراوح سعره ما بين 9 إلى 13 ألف، ويصل سعر العجول إلى 22 ألف جنيه.

 

فيما تم رصد إقبال على شراء الماعز انتعش هذا العام، حيث يرى المواطنون أن شراء الماعز أرخص من الخراف، حيث يبلغ سعر الماعز ما بين 500 إلى 700 جنيه، بحسب الحجم والوزن، فيما وصل سعر الكيلو من لحم الأبقار ما بين 45 و48 جنيه، بدلا من 30 جنيها العام الماضي، لذا نجد أن الرأس منها تتراوح ما بين 12 ألفا إلى 20 ألفا.

 

ووسط الباعة والتجار وآلاف الخراف والأغنام يتجول الزبائن إعمالا بمبدأ "خد فكرة واشتر بكرة" يسمعون أسعار التجار التي تتفاوت في سعر الكيلو ويقررون في نهاية جولتهم بشراء الأضحية من أفضل تاجر وأكثرهم أمانة في بيع الأضحية، حيث قال محمود محمد، موظف، أنه اشترى هذا العام ماعز بدلا من الخروف، لارتفاع الأسعار عن العام الماضي، فضلا عن ارتفاع أسعار جميع السلع ومستلزمات العيد والمدارس.

 

فيما قال عبد الراضي عبده، 37 سنة، موظف، انه يقوم كل عام هو وزملاءه بشراء الخرفان بفترة كبيرة قبل العيد، ليكون سعره منخفض، و يقومون بتركه عند التاجر وتوفير العلف له مما يؤدى إلى توفير في سعره، وأضاف سيد محمد، 30 سنة مزارع، أنه بعد ارتفاع الأسعار هذا العام، اتجه إلى الشراكة مع أشخاص لشراء بقرة كأضحية، لارتفاع أسعار الخراف هذا العام، وحتى يستطيع أن يجد فائضا يوزع منه.

 

وأدى ارتفاع أسعار الخراف إلى لجوء عدد كبير من المواطنين بالأخذ بفتوى الأزهر، حيث قام الراغبون في شراء الأضحية بالاتجاه إلى شراء العجول والبقر، حيث يقوم من 5 إلى 7 أفراد بالاشتراك في شراء عجل أو بقرة وتقسيمها فيما بينهم، حيث يقوم الفرد الواحد بدفع مبلغ يتراوح ما بين 1200 إلى 1500 جنيه، بناءً على فتوى من الأزهر تبيح اشتراك أكثر من فرد في الأضحية الكبيرة وأن نصيب الفرد الواحد في العجل أو البقرة يصل إلى 30 كيلوجرامًا من اللحم الصافي.

 

ووضع تجار المواشي عددا من الحلول للأزمة ومنها زيادة الرقعة الزراعية؛ لإنتاج ذرة وأعلاف محلية بالكمية المطلوبة ووقف المستورد منها غالى الثمن، وعدم ذبح البتلو لمدة عام، ما سيوفر كمية كبيرة من اللحوم، إلى جانب قيام القوات المسلحة باستيراد عجول وتسمينها في المزارع التابعة لها، وضخها في الأسواق على جميع محال الجزارة وفى مختلف المناطق بدلًا من المنافذ المحدودة التي تطرح فيها منتجاتها ولا يستفيد منها عدد كبير من المواطنين.

 

وتنتهي رحلة شراء أضحية العيد بسوق السبت، بانتشار بائعي السكاكين والسواتير الخاصة بالذبح وسنها وكافة أدوات الذبح حتى لا تحتاج لشرائها من الأسواق الأخرى أو الاستعانة بجزار متخصص وتختلف أسعارها على حسب الأحجام ويتنافس المواطنون على شراء أكبر السكاكين وسنها جيدًا قبل عيد الأضحى حتى يستكمل مناسك الأضحية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...