منذ سبعة قرون ويزيد كانت جيوش الفرنسيين بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا تحاول غزو مصر وهو ما يعرف تاريخيا بـ” الحملة الصليبية السابعة”، وقد إستطاع لويس التاسع الإستيلاء على دمياط ، وزحف جنوبا إلى المنصورة ، ولكن المصريين إستبسلوا فى الدفاع ، وأخذوا يتفننون فى إبتكار وسائل تضر بالعدو وتمنعه من التقدم وإحتلال المزيد من الأراضى المصرية ، فكانوا يحطمون منشآت العدو بجراءة نادرة ، وصولا إلى هزيمة الجيش الفرنسى ، وآسر لويس التاسع نفسه وحبسه فى دار إبن لقمان .
مما إبتكره المصريين أثناء حربهم مع جيش العدو إستخدام سلاح البطيخ فى المعركة .. حدث ذات مرة أن ألقى المصريون بكميات كبيرة من البطيخ فى الماء ، ورآها الفرنسيون فى وضع النهار فتذوقوها وإعجبوا بطعمها اللذيذ – البطيخ الأحمر يزرع فى البلاد المطلة على البحر الأبيض المتوسط ولم تكن فرنسا تعرفه فى ذلك الوقت – وفى المساء كان جنود فرنسا يترقبون وصول كميات آخرى من البطيخ عبر المياة ، وبالفعل ظهرت كميات كبيرة من البطيخ متناثرة على صفحات المياة بالقرب من معسكرات الفرنسيين ، وما كادوا يلمحونها حتى سارعوا نحوها لإلتقاطها ، وكانت المفاجأة أن البطيخ لم يكن سوى أغطية لرؤوس بعض الفدائيين الذين إختبأوا تحت المياة بعد أن أفرغوا البطيخ من محتواه وإستخدموا قشرته الدائرية كغطاء ، وأخذ الفدائيون يخطفون كل جندى فرنسى نزل المياة لإلتقاط حبات البطيخ ، وحملوهم آسرى لمعسكرات المصريين ، ولم ينتبه الفرنسيون لتلك الفكرة الجهنمية إلا بعد إختطاف عدد كبير من الجنود مما أثر على معنوياتهم بالسلب .