web analytics

قصة مُحجبة أصبحت حديث العالم: شجعتها السفارة الألمانية وصفّق لها جمهور إيطاليا

يقتصر مفهوم «كرة الشاطئ الطائرة» لمن لا يسمع عنها كرياضة دولية من قبل، على حدود ذكريات أيام الصيف، على شواطئ أحد المصايف، حيث تقضي الأسرة وقتًا ممتعًا، بينما يلتقط الأبناء الكرة ويمدّون حبلًا بين عارضتين على الشاطئ، لتبدأ مباراة الكرة الطائرة على الرمال، وسط أجواء من المتعة والعشوائية، دون حسابات أو قوانين صحيحة، فقط كل ما يميزها ملابس المصيف التي تفرض أجواء مختلفة غير أي رياضة معتادة عرفناها بزي تقليدي، فلأنها كرة شاطئ كان من المنطقي أن تُلعب بـ«المايوه والبكيني»، بديهيًّا.

قصة مُحجبة أصبحت حديث العالم: شجعتها السفارة الألمانية وصفّق لها جمهور إيطاليا

ذاع صيت اللعبة في البرازيل وأوروبا وأصبحت من أهم الرياضات الرسمية في العالم والتي تتأهل لها منتخبات من دول مختلفة لتشارك في بطولات دولية، آخرها أوليمبياد ريو دي جانيرو هذا العام، واعتمد زيّها الرسمي بنفس الأجواء التي كنا نمارسها عفويًّا على شواطئنا في الصيف كأطفال، «المايوه والبكيني».

قصة مُحجبة أصبحت حديث العالم: شجعتها السفارة الألمانية وصفّق لها جمهور إيطاليا

كان ذلك عام 1993، عندما اعتمدت اللجنة الأوليمبية اللعبة رسميًّا، ومن وقتها اعتاد جمهورها على لاعبيها بـ«المايوه والبكيني»، إلا أن أمرًا له علاقة بمبادئ الأوليمبياد ذاتها، المتمثلة في ضرورة خلق أجواء من الألفة بين شعوب العالم على اختلاف عاداتهم وثقافاتهم، دفع لجنة الأوليمبياد لمغازلة دول الشرق الأوسط، العربية والإسلامية منها تحديدًا، تلك التي قد تمنعها عاداتها من الظهور بـ«البكيني» في فرعها النسائي، بأن تسمح منذ عام 2012 بارتداء ملابس طويلة الأكمام خلال الأوليمبياد.

قصة مُحجبة أصبحت حديث العالم: شجعتها السفارة الألمانية وصفّق لها جمهور إيطاليا

في مصر، كانت هناك فتاة «محجبة» تنتظر فرصة كتلك، لم يتجاوز عمرها عقدين، إلا أن طموحها الذي أثار اهتمام أغلب الصحف العالمية فيما بعد، كشف عن فتاة أكبر من عمرها بكثير، في مشاركة هي الأولى لدولتها في اللعبة، وبالمثل هي الأولى لها وبـ«الحجاب»، لتغير ما اعتادت عيون الجماهير عليه طيلة سنوات مضت، وتقسم المشهد لنصفين دون أن تقصد ذلك، أحدهما بـ«البكيني» والآخر بـ«الحجاب»، وتحقق مبدأ الأوليمبياد بحذافيره، كما وصفته صحيفة «آس» الإسبانية تمامًا: «أوليمبياد ريو تعطينا فرصة مشاهدة تلك اللقطات، ثقافتان مختلفتان تستمتعان بنفس الرياضة، هذا ما تفعله بنا الأوليمبياد».

قصة مُحجبة أصبحت حديث العالم: شجعتها السفارة الألمانية وصفّق لها جمهور إيطاليا

دعاء الغباشي، 19 عامًا، ظهرت في مباراة مصر الأولى بحماس غير عادي، خطفت أضواء الكاميرات كأول فتاة مع رفيقتها تمثل اسم مصر في لعبة كتلك من جانب وبـ«الحجاب» من جانب آخر، وكأنها تبحث عن إثبات حضورٍ من نوعٍ مختلف، لأنها وكما تروي في معرض حديثها لصحيفة «تليجراف»: «أرتديه منذ ما يقرب من 10 سنوات، ولم أر يومًا أنه سيكون حائلًا بيني وبين ممارسة أي شيء أحبه، كلعبة كرة الشاطئ الطائرة».

قصة مُحجبة أصبحت حديث العالم: شجعتها السفارة الألمانية وصفّق لها جمهور إيطاليا

رسمت كل هذه التحديدات مجتمعة على وجه دعاء، فما كان من المصوّرين إلا أن صنعوا من ملامحها نجمة، بغض النظر عن خسارة منتخبنا مرتين متتاليتين، الأولى أمام ألمانيا والثانية أمام إيطاليا، لما تحمله من إصرارٍ وتحدٍّ واضح في تعبيراتها، دفع سفارة دولة ألمانيا لتوجيه الشكر لها ولزميلتها قائلة على صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك»: «قد يكون الفريق ‫المصري خسر المباراة، إلا أن هاتين الشابتين قد قدمتا أداءً رائعًا ومشرفًا، هذا ما يهم وليس ما يرتدونه.. ‏شجّع أبطال مصر».

قصة مُحجبة أصبحت حديث العالم: شجعتها السفارة الألمانية وصفّق لها جمهور إيطاليا

كما أرغم الجمهور بعد نهاية مباراة مصر مع إيطاليا، للتصفيق بشدة للفتيات والوقوف موجهين لهن التحية في قلب ريو دي جانيرو، في وداعٍ أخير أراد العالم أن يمنحه للمصريات، وعلى رأسهن «فتاة الحجاب»، وكأنهم يبعثون لها رسالة بأن هدفها -الأهم من المكسب- قد تحقق، بأن الحماس والإرادة والروح هي انتصار الرياضة الحقيقي، وأن أوليمبياد كتلك تأسست ليجتمع شتات الأرض، وتتماهى الحدود، وتزول الفوارق والعداوات، أيًّا كانت، ليجتمع في كادر واحد «البكيني والحجاب»، وفي كادر واحد أيضًا تجتمع دعاء في «سيلفي» مع جمهور من مختلف دول العالم منحها التحية وكل التقدير.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...