web analytics

مصر تحت خط النار .. وكارثة تهدد «دماغ الإنسان»

كتبت : شيماء حفظي

عادة ما يكون جو الأرض في الحالة الطبيعية، دافئاً بقدر 24 درجة مئوية في المتوسط، وسبب هذا هو وجود غازات في الغلاف الجوي، التي تقوم بامتصاص الأشعة تحت الحمراء التي تنعكس عن الأرض بعد أن تستقبلها من الشمس، وهذه ظاهرة طبيعية بحتة، بدونها ستكون درجة حرارة الأرض ناقص 17 درجة مئوية في المتوسط، وبالتالي فإن حدوث هذا التأثير ضروري جداً لحياة كل كائنات الأرض.

“الإنسان .. سبب الكوارث»

وعندما تتغير تلك الحالة الطبيعية، لابد أن يكون هناك سبب، حيث أكد تقرير أصدرته اللجنة الدولية للتغير المناخي في الأمم المتحدة بعد أسبوع من المفاوضات في العاصمة السويدية بين الخبراء حول ارتفاع درجة حرارة الأرض ، وفقاً لما نشرته BBC أن الإنسان هو “السبب الرئيسي” بنسبة 95 % في ارتفاع درجة حرارة الأرض، منذ الخمسينيات، و تغير المناخ الذي يهدد الماء والأرض.

وقدمت اللجنة تفاصيل الأدلة الفيزيائية على التغير المناخي، والتي أفادت بأن هذا التغير واضح على الأرض، في الهواء، وفي المحيطات، محذرة من أن استمرار انبعاث غازات الاحتباس الحراري سيؤدي إلى ارتفاع أكثر في درجة الحرارة وتغير المناخ، وهو ما يتطلب التقليل من انبعاث غازات الاحتباس الحراري بشكل مستدام.

وأفاد التقرير الذي أصدرته اللجنة الدولية حول تغير المناخ بوضوح إن التغيرات المناخية التي حدثت منذ الخمسينيات غير مسبوقة، وأن العقود الثلاثة المنصرمة اتسمت بأن كل واحد منها أكثر حرارة من سابقه، والأكثر حرارة من 1850، وربما كانت الأكثر حرارة من اي فترة قبلها في 1400 عاما الماضية.

وقال كين داهي، رئيس مجموعة العمل الأولى في اللجنة الدولية، وأحد محرري التقرير: “بين تقييمنا للوضع ارتفاع درجة الحرارة في الجو والمحيطات، وتقلص كميات الثلوج والمتجمدة، وكذا ارتفاع مستويات البحار، وتركيز غازات الاحتباس الحراري”.

وقال البروفسور توماس ستوكر، الرئيس الثاني لمجموعة العمل في مؤتمر صحفي: “إن تغير المناخ يهدد مصدرين أساسيين للإنسان والنظام البيئي، وهما الماء والأرض، بمعنى أنه يهدد كوكبنا، بيتنا الوحيد”.

“مصر على أعتاب الموجة»

وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية المصرية، وصول درجات الحرارة، يوم الأربعاء 27 مايو لعام 2015 إلى 53 درجة مئوية، لتسجل لأول مرة في تاريخ القاهرة درجات حرارة أكثر من 50 درجة، وهي الدرجات التي يتم قياسها في الظل، مضيفة أن شعور المواطنين بارتفاع درجات الحرارة بنسبة أكبر من الدرجة العظمى يعود لأشعة الشمس وسرعة الرياح والرطوبة والطبيعة الجغرافية للمكان.

وأرجع خبراء الأرصاد الجوية سبب ارتفاع درجات الحرارة، إلى الوقوع تحت تأثير رياح معظمها جنوبية غربية قادمة من الصحراء الغربية وهي مناطق حارة، ويذكر أن دول العالم تعتبر أيام ارتفاع درجات الحرارة التي تتخطى الـ 50 درجة أجازة رسمية للعاملين.

“نقطة الغليان في العالم»

وبالنسبة لدرجة حرارة السطح، فتتربع صحراء لوط في إيران على قائمة أعلى السطوح حرارة على مستوى العالم، بتسجيلها درجة حرارة وصلت إلى 71 درجة في العام 2005، حيث سجلت أقمار ناسا الفضائية أعلى حرارة سطحية على كوكب الأرض وهي 71 درجة مئوية في هذه الصحراء.
وتقع صحراء لوط جنوب شرق إيران وتأتي في المرتبة الخامسة والعشرين في قائمة أكبر صحاري العالم. وتبلغ مساحة هذه الصحراء الشاسعة قرابة الـ 52 ألف كيلومتر مربع، ويطلق عليها الايرانيون “دشت لوت”.
اسم هذه المنطقة باللغة الفارسية هو “گندم بريان”‌ و يعني “الطحين المحمص” أو أو باسم “ريگ سوخته”‌ بمعنى “الرمال المحروقة “حيث تروي الحكايات أن حادثا وقع في تلك المنطقة حيث تركت كميات من الطحين هناك وبعد عدة ايام وجد الطحين محمصا، تعتبر صحراء لوط أيضا من أشد مناطق العالم جفافا بسبب طبقات الملح التي تكسوها .
ولا يوجد في گندم بريان أي نوع من أنواع الحياة، ويبلغ طول هذه التلة 200 كيلومتر وعرضها حوالي 150 كيلومتر.322918

كما أن الظروف الحياتية والبيئية هناك صعبة جداً بحيث أنه لا يوجد أي مظهر من مظاهر الحياة النباتية أوالحيوانية، وفوق ذلك لا يوجد أي نوع من أنواع البكتيريا تستطيع العيش فيها، لذلك لا تتحلل الأجسام الميتة هناك بل إنها تجف تحت أشعة الشمس وحرارتها.

لقد كانت الصحراء الليبية في شمال افريقيا هي المنطقة الأشد حرارة في العالم بدرجة حرارة تبلغ 57.7 درجة مئوية قبل اكتشاف صحراء لوط من قبل البروفسور برويز كردفاني. إذا أردت يوماً زيارة أحر منطقة على وجه الكرة الأرضية فعليك التخطيط لزيارتها بين نوفمبر وإبريل.

“وادي الموت في الولاية الذهبية»
وتعد ”الولاية الذهبية” أو ولاية كاليفورنيا هي الولاية الأكثر تنوعا جغرافيا في البلاد، وتحتوي على “وادي الموت” المكان الأكثر حرا في أمريكا الشمالية ، الذي يحتل المرتبة الثانية بعد صحراء لوط، وسجلت به أعلى درجة حرارة في نصف الكرة الغربي، في 10 يوليو 1913، لتُصبح أعلى درجة حرارة سُجلت على كوكب الأرض في عام عام 2012.

وفي 3 يوليو 2013 سجلت موجة من الحر الشديد بجنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية، بلغت 54 درجة مئوية أي نحو 130 درجة فهرنهايت، وهي أعلى درجة حرارة تسجل بتلك المنطقة منذ 100 عام، وبحسب فضائية “العربية” آنذاك، تسببت درجة الحرارة المرتفعة في وفاة شخص في الثمانين من عمره، وامتمدت الأزمة لعدة أيام.

“الحرمين ودرجات الحرارة»

وكانت آخر مرة تشهد فيها السعودية تسجيل أعلى درجة حرارة بالكُرة الأرضية خلال شهر أغسطس الماضي، وذلك يوم الثلاثاء 19-8-2014، حينما وصلت درجة الحرارة في مدينة حفر الباطن ذاتها إلى 49 درجة مئوية.

أما مدينة حفر الباطن الواقعة في شمال شرق البلاد، سجلت يوم الجُمعة 5-9-2014، وتحديداً خلال ساعات العصر، أعلى درجة حرارة في الكُرة الأرضية قاطبةً لذلك اليوم، حيثُ بلغت درجة الحرارة العُظمى المُسجلة 48.4 درجة مئوية، فيما حلّت مدينة القيصومة الواقعة أيضاً في شمال شرق البلاد بالمرتبة الثانية حيثُ بلغت درجة الحرارة 46.4 درجة مئوية.

“البرودة والحرارة والتناقضات»الارض-الشمس

ورغم أن ارتفاع درجات الحرارة اودى بحياة 800 شخصاً بالهند، حيث وصلت درجة الحرارة في بعض المناطق إلى 50 درجة مئوية، خاصة بعد أن سقط معظم ضحايا الموجة الحارة في الولايات الجنوبية “تيلانجانا آندرا براديش” حيث لقى 750 شخصاً حتفهم الأسبوع الماضي، ما جعل السلطات الهندية تحذر من الخروج من المنازل منتصف اليوم، لتجنب حرارة الطقس المرتفعة، إلا أن دراسة تعد الاكبر من نوعها ذكرت أن الطقس البارد أكثر ضرراً على الصحة من الجو الساخن، وبأن البرودة مسؤولة عن ملايين الوفيات.

وأجريت الدراسة تحت إشراف المعهد البريطاني لاشتراطات النظافة والرعاية الصحية والطب الاستوائي، وقام العلماء بتقييم 74 مليون حالة وفاة حدثت بين عامى 1985 و2012 في 13 دولة حول العالم.

وتبين للعلماء أن البرودة كانت سببا في عدد كبير من حالات الوفاة يزيد عما تسببت فيه السخونة بنحو 20 مرة.

وأكد الباحثون في هذه الدراسة أن السخونة الشديدة تتسبب فى التحميل على القلب والدورة الدموية بصفة خاصة، ولكن عند التعرض لبرودة شديدة، يتسبب ذلك فى إحداث مشاكل بالقنوات التنفسية إلى جانب التأثير على القلب والدورة الدموية، ما يؤدى إلى إضعاف الجهاز المناعى بشكل إضافى.

كما ذكر الباحثون أن 7.71% من جميع حالات الوفاة كانت بسبب درجات الحرارة غير الملائمة مع وجود اختلافات كبيرة بين البلدان، وتتراوح النسب بين نحو 3% فى تايلاند والبرازيل والسويد إلى نحو 11% فى الصين وإيطاليا واليابان، وكان الطقس البارد مسؤولاً عن غالبية هذه الوفيات بنسبة 7.29 % فى حين كانت نسبة 0.42% من الوفيات تعزى للحرارة.

“تأثير الحرارة المرتفعة على الإنسان» 150217125352389

وفي تقرير أعدته ” بي بي سي” عن ما يصيب الجسم عند ارتفاع درجة حرارة الجو، حيث يتفاعل جسم الإنسان مع ذلك بضخ كميات أكبر من الدم إلى سطح الجلد، وذلك حتى يتم طرد حرارة الجسم الداخلية إلى السطح، وهو ما يؤدي إلى حدوث التعرق، ومع تبخر ذلك العرق، تبدأ حرارة الجسم بالانخفاض مرة أخرى، وهو ما قد يحدث في جو مثل بريطانيا، فإذا كانت درجة حرارة الجلد أعلى من درجة حرارة الجو حول الجسم، فإن بإمكانه أن يخرج بعض الحرارة إلى البيئة المحيطة به، وهو ما يعرف باسم “الفقدان الجاف للحرارة”.

إلا أن ذلك لا يحدث في الأجواء المناخية الحارة والجافة، كما في قطر مثلا، حيث يصبح الجسم معتمدا بشكل كامل على إفرازه من العرق.

وأضاف التقرير أن درجة حرارة الجسم العادية تتراوح ما بين 37 إلى 38 درجة مئوية، أما إذا ما ارتفعت لتصل إلى 39 أو 40 درجة، فإن الدماغ يقوم بإرسال إشارات إلى العضلات حتى تبطئ من حركتها؛ وهو ما يجعل المرء يبدأ في الشعور بالإعياء، وعند ارتفاع درجة حرارة الجسم لتتراوح ما بين 40 إلى 41 درجة مئوية، يكون من المحتمل أن يصاب الجسم بالإعياء الحراري، وإذا ما ارتفعت الحرارة عن 41 درجة، تبدأ وظائف الجسم في التوقف، حيث يبدأ ذلك الارتفاع في درجة الحرارة في التأثير على العمليات الكيميائية داخل الجسم، وتبدأ الخلايا داخل الجسم في التدهور مع خطورة أن يعتري الفشل عدداً من أعضاء الجسم.

وأكد التقرير أنه في هذه المرحلة، لا يمكن للجسم حتى أن يفرز العرق، إذ يتوقف تدفق الدم إلى الجلد، وهو ما يجعل الإنسان يشعر بالبرودة والرطوبة، كما يحتاج الشخص الذي أصيب بضربة الحر – والتي قد تحدث في درجات حرارة تزيد على 40 درجة مئوية- إلى مساعدة صحية عاجلة، وإذا لم تتم معالجته، فإن فرص نجاته قد تصبح ضعيفة.

“طرق الوقاية الحل السريع»imgid117931

وتتمثل أفضل طريقة لخفض حرارة الجسم في وضعه داخل ماء مثلج، أو وضع كمادات الثلج عند أصل الفخذ وتحت الإبط إذ تحتوي تلك المناطق على شرايين شديدة الأهمية، إلا أن كل ذلك يعتمد على الفترة التي استغرقها الجسم في درجة الحرارة العالية هذه.

وهناك عدد من النصائح التي يمكن من خلالها تفادي الإصابة بالحمى “ضربة الشمس” ومنها : تناول كميات كبيرة من الماء، وتناول طبق سلطة يوميا مكون من الخيار والطماطم والجرجير والجزر، والاهتمام بتناول الفواكه التى تحتوى على كميات كبيرة من المياه كالبطيخ والكانتالوب، وعند الخروج يجب ارتداء الملابس الخفيفة القطنية أو ذات الألوان الفاتحة وتجنب ارتداء الملابس المصنوعة من خيوط صناعية، و يراعى عدم السير فى الشمس مباشرة خلال الفترة من عشرة صباحا وحتى الرابعة عصرا وفى حالة الاضطرار لابد من لبس طاقية وتغطية الرأس، والاستحمام بالماء البارد وليس الفاتر وذلك لتجنب الإصابة بحمو النيل، ضرورة تجفيف الجسم باستمرار خاصة أماكن الثنايا مثل تحت الإبط وغيرها وبين أصابع القدمين ويفضل بورق حمام وليس فوطة قماش، للبنات والسيدات تجنب وضع مستحضرات تجميل أو عطور على الجلد والخروج بها صباحا، التهوية الجيدة للمنازل وتقليل الإضاءة باللمبات الكهربائية داخل المنزل.daba

وكذلك الإكثار من تناول الأطفال الصغار الماء لأنهم فى حاجة لها، وتجنب ارتداء الأطفال الحفاظات الصناعية ( البامبرز وغيرها ) فى البيت نهائيا مهما كان هناك تعب على الأمهات فى غسيل الغيارات القطنية فالغيارات القطنية هى المطلوبة هذه الأيام خاصة داخل المنزل.


كتبت : شيماء حفظي

عادة ما يكون جو الأرض في الحالة الطبيعية، دافئاً بقدر 24 درجة مئوية في المتوسط، وسبب هذا هو وجود غازات في الغلاف الجوي، التي تقوم بامتصاص الأشعة تحت الحمراء التي تنعكس عن الأرض بعد أن تستقبلها من الشمس، وهذه ظاهرة طبيعية بحتة، بدونها ستكون درجة حرارة الأرض ناقص 17 درجة مئوية في المتوسط، وبالتالي فإن حدوث هذا التأثير ضروري جداً لحياة كل كائنات الأرض.

“الإنسان .. سبب الكوارث»

وعندما تتغير تلك الحالة الطبيعية، لابد أن يكون هناك سبب، حيث أكد تقرير أصدرته اللجنة الدولية للتغير المناخي في الأمم المتحدة بعد أسبوع من المفاوضات في العاصمة السويدية بين الخبراء حول ارتفاع درجة حرارة الأرض ، وفقاً لما نشرته BBC أن الإنسان هو “السبب الرئيسي” بنسبة 95 % في ارتفاع درجة حرارة الأرض، منذ الخمسينيات، و تغير المناخ الذي يهدد الماء والأرض.

وقدمت اللجنة تفاصيل الأدلة الفيزيائية على التغير المناخي، والتي أفادت بأن هذا التغير واضح على الأرض، في الهواء، وفي المحيطات، محذرة من أن استمرار انبعاث غازات الاحتباس الحراري سيؤدي إلى ارتفاع أكثر في درجة الحرارة وتغير المناخ، وهو ما يتطلب التقليل من انبعاث غازات الاحتباس الحراري بشكل مستدام.

وأفاد التقرير الذي أصدرته اللجنة الدولية حول تغير المناخ بوضوح إن التغيرات المناخية التي حدثت منذ الخمسينيات غير مسبوقة، وأن العقود الثلاثة المنصرمة اتسمت بأن كل واحد منها أكثر حرارة من سابقه، والأكثر حرارة من 1850، وربما كانت الأكثر حرارة من اي فترة قبلها في 1400 عاما الماضية.

وقال كين داهي، رئيس مجموعة العمل الأولى في اللجنة الدولية، وأحد محرري التقرير: “بين تقييمنا للوضع ارتفاع درجة الحرارة في الجو والمحيطات، وتقلص كميات الثلوج والمتجمدة، وكذا ارتفاع مستويات البحار، وتركيز غازات الاحتباس الحراري”.

وقال البروفسور توماس ستوكر، الرئيس الثاني لمجموعة العمل في مؤتمر صحفي: “إن تغير المناخ يهدد مصدرين أساسيين للإنسان والنظام البيئي، وهما الماء والأرض، بمعنى أنه يهدد كوكبنا، بيتنا الوحيد”.

“مصر على أعتاب الموجة»

وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية المصرية، وصول درجات الحرارة، يوم الأربعاء 27 مايو لعام 2015 إلى 53 درجة مئوية، لتسجل لأول مرة في تاريخ القاهرة درجات حرارة أكثر من 50 درجة، وهي الدرجات التي يتم قياسها في الظل، مضيفة أن شعور المواطنين بارتفاع درجات الحرارة بنسبة أكبر من الدرجة العظمى يعود لأشعة الشمس وسرعة الرياح والرطوبة والطبيعة الجغرافية للمكان.

وأرجع خبراء الأرصاد الجوية سبب ارتفاع درجات الحرارة، إلى الوقوع تحت تأثير رياح معظمها جنوبية غربية قادمة من الصحراء الغربية وهي مناطق حارة، ويذكر أن دول العالم تعتبر أيام ارتفاع درجات الحرارة التي تتخطى الـ 50 درجة أجازة رسمية للعاملين.

“نقطة الغليان في العالم»

وبالنسبة لدرجة حرارة السطح، فتتربع صحراء لوط في إيران على قائمة أعلى السطوح حرارة على مستوى العالم، بتسجيلها درجة حرارة وصلت إلى 71 درجة في العام 2005، حيث سجلت أقمار ناسا الفضائية أعلى حرارة سطحية على كوكب الأرض وهي 71 درجة مئوية في هذه الصحراء.
وتقع صحراء لوط جنوب شرق إيران وتأتي في المرتبة الخامسة والعشرين في قائمة أكبر صحاري العالم. وتبلغ مساحة هذه الصحراء الشاسعة قرابة الـ 52 ألف كيلومتر مربع، ويطلق عليها الايرانيون “دشت لوت”.
اسم هذه المنطقة باللغة الفارسية هو “گندم بريان”‌ و يعني “الطحين المحمص” أو أو باسم “ريگ سوخته”‌ بمعنى “الرمال المحروقة “حيث تروي الحكايات أن حادثا وقع في تلك المنطقة حيث تركت كميات من الطحين هناك وبعد عدة ايام وجد الطحين محمصا، تعتبر صحراء لوط أيضا من أشد مناطق العالم جفافا بسبب طبقات الملح التي تكسوها .
ولا يوجد في گندم بريان أي نوع من أنواع الحياة، ويبلغ طول هذه التلة 200 كيلومتر وعرضها حوالي 150 كيلومتر.322918

كما أن الظروف الحياتية والبيئية هناك صعبة جداً بحيث أنه لا يوجد أي مظهر من مظاهر الحياة النباتية أوالحيوانية، وفوق ذلك لا يوجد أي نوع من أنواع البكتيريا تستطيع العيش فيها، لذلك لا تتحلل الأجسام الميتة هناك بل إنها تجف تحت أشعة الشمس وحرارتها.

لقد كانت الصحراء الليبية في شمال افريقيا هي المنطقة الأشد حرارة في العالم بدرجة حرارة تبلغ 57.7 درجة مئوية قبل اكتشاف صحراء لوط من قبل البروفسور برويز كردفاني. إذا أردت يوماً زيارة أحر منطقة على وجه الكرة الأرضية فعليك التخطيط لزيارتها بين نوفمبر وإبريل.

“وادي الموت في الولاية الذهبية»
وتعد ”الولاية الذهبية” أو ولاية كاليفورنيا هي الولاية الأكثر تنوعا جغرافيا في البلاد، وتحتوي على “وادي الموت” المكان الأكثر حرا في أمريكا الشمالية ، الذي يحتل المرتبة الثانية بعد صحراء لوط، وسجلت به أعلى درجة حرارة في نصف الكرة الغربي، في 10 يوليو 1913، لتُصبح أعلى درجة حرارة سُجلت على كوكب الأرض في عام عام 2012.

وفي 3 يوليو 2013 سجلت موجة من الحر الشديد بجنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية، بلغت 54 درجة مئوية أي نحو 130 درجة فهرنهايت، وهي أعلى درجة حرارة تسجل بتلك المنطقة منذ 100 عام، وبحسب فضائية “العربية” آنذاك، تسببت درجة الحرارة المرتفعة في وفاة شخص في الثمانين من عمره، وامتمدت الأزمة لعدة أيام.

“الحرمين ودرجات الحرارة»

وكانت آخر مرة تشهد فيها السعودية تسجيل أعلى درجة حرارة بالكُرة الأرضية خلال شهر أغسطس الماضي، وذلك يوم الثلاثاء 19-8-2014، حينما وصلت درجة الحرارة في مدينة حفر الباطن ذاتها إلى 49 درجة مئوية.

أما مدينة حفر الباطن الواقعة في شمال شرق البلاد، سجلت يوم الجُمعة 5-9-2014، وتحديداً خلال ساعات العصر، أعلى درجة حرارة في الكُرة الأرضية قاطبةً لذلك اليوم، حيثُ بلغت درجة الحرارة العُظمى المُسجلة 48.4 درجة مئوية، فيما حلّت مدينة القيصومة الواقعة أيضاً في شمال شرق البلاد بالمرتبة الثانية حيثُ بلغت درجة الحرارة 46.4 درجة مئوية.

“البرودة والحرارة والتناقضات»الارض-الشمس

ورغم أن ارتفاع درجات الحرارة اودى بحياة 800 شخصاً بالهند، حيث وصلت درجة الحرارة في بعض المناطق إلى 50 درجة مئوية، خاصة بعد أن سقط معظم ضحايا الموجة الحارة في الولايات الجنوبية “تيلانجانا آندرا براديش” حيث لقى 750 شخصاً حتفهم الأسبوع الماضي، ما جعل السلطات الهندية تحذر من الخروج من المنازل منتصف اليوم، لتجنب حرارة الطقس المرتفعة، إلا أن دراسة تعد الاكبر من نوعها ذكرت أن الطقس البارد أكثر ضرراً على الصحة من الجو الساخن، وبأن البرودة مسؤولة عن ملايين الوفيات.

وأجريت الدراسة تحت إشراف المعهد البريطاني لاشتراطات النظافة والرعاية الصحية والطب الاستوائي، وقام العلماء بتقييم 74 مليون حالة وفاة حدثت بين عامى 1985 و2012 في 13 دولة حول العالم.

وتبين للعلماء أن البرودة كانت سببا في عدد كبير من حالات الوفاة يزيد عما تسببت فيه السخونة بنحو 20 مرة.

وأكد الباحثون في هذه الدراسة أن السخونة الشديدة تتسبب فى التحميل على القلب والدورة الدموية بصفة خاصة، ولكن عند التعرض لبرودة شديدة، يتسبب ذلك فى إحداث مشاكل بالقنوات التنفسية إلى جانب التأثير على القلب والدورة الدموية، ما يؤدى إلى إضعاف الجهاز المناعى بشكل إضافى.

كما ذكر الباحثون أن 7.71% من جميع حالات الوفاة كانت بسبب درجات الحرارة غير الملائمة مع وجود اختلافات كبيرة بين البلدان، وتتراوح النسب بين نحو 3% فى تايلاند والبرازيل والسويد إلى نحو 11% فى الصين وإيطاليا واليابان، وكان الطقس البارد مسؤولاً عن غالبية هذه الوفيات بنسبة 7.29 % فى حين كانت نسبة 0.42% من الوفيات تعزى للحرارة.

“تأثير الحرارة المرتفعة على الإنسان» 150217125352389

وفي تقرير أعدته ” بي بي سي” عن ما يصيب الجسم عند ارتفاع درجة حرارة الجو، حيث يتفاعل جسم الإنسان مع ذلك بضخ كميات أكبر من الدم إلى سطح الجلد، وذلك حتى يتم طرد حرارة الجسم الداخلية إلى السطح، وهو ما يؤدي إلى حدوث التعرق، ومع تبخر ذلك العرق، تبدأ حرارة الجسم بالانخفاض مرة أخرى، وهو ما قد يحدث في جو مثل بريطانيا، فإذا كانت درجة حرارة الجلد أعلى من درجة حرارة الجو حول الجسم، فإن بإمكانه أن يخرج بعض الحرارة إلى البيئة المحيطة به، وهو ما يعرف باسم “الفقدان الجاف للحرارة”.

إلا أن ذلك لا يحدث في الأجواء المناخية الحارة والجافة، كما في قطر مثلا، حيث يصبح الجسم معتمدا بشكل كامل على إفرازه من العرق.

وأضاف التقرير أن درجة حرارة الجسم العادية تتراوح ما بين 37 إلى 38 درجة مئوية، أما إذا ما ارتفعت لتصل إلى 39 أو 40 درجة، فإن الدماغ يقوم بإرسال إشارات إلى العضلات حتى تبطئ من حركتها؛ وهو ما يجعل المرء يبدأ في الشعور بالإعياء، وعند ارتفاع درجة حرارة الجسم لتتراوح ما بين 40 إلى 41 درجة مئوية، يكون من المحتمل أن يصاب الجسم بالإعياء الحراري، وإذا ما ارتفعت الحرارة عن 41 درجة، تبدأ وظائف الجسم في التوقف، حيث يبدأ ذلك الارتفاع في درجة الحرارة في التأثير على العمليات الكيميائية داخل الجسم، وتبدأ الخلايا داخل الجسم في التدهور مع خطورة أن يعتري الفشل عدداً من أعضاء الجسم.

وأكد التقرير أنه في هذه المرحلة، لا يمكن للجسم حتى أن يفرز العرق، إذ يتوقف تدفق الدم إلى الجلد، وهو ما يجعل الإنسان يشعر بالبرودة والرطوبة، كما يحتاج الشخص الذي أصيب بضربة الحر – والتي قد تحدث في درجات حرارة تزيد على 40 درجة مئوية- إلى مساعدة صحية عاجلة، وإذا لم تتم معالجته، فإن فرص نجاته قد تصبح ضعيفة.

“طرق الوقاية الحل السريع»imgid117931

وتتمثل أفضل طريقة لخفض حرارة الجسم في وضعه داخل ماء مثلج، أو وضع كمادات الثلج عند أصل الفخذ وتحت الإبط إذ تحتوي تلك المناطق على شرايين شديدة الأهمية، إلا أن كل ذلك يعتمد على الفترة التي استغرقها الجسم في درجة الحرارة العالية هذه.

وهناك عدد من النصائح التي يمكن من خلالها تفادي الإصابة بالحمى “ضربة الشمس” ومنها : تناول كميات كبيرة من الماء، وتناول طبق سلطة يوميا مكون من الخيار والطماطم والجرجير والجزر، والاهتمام بتناول الفواكه التى تحتوى على كميات كبيرة من المياه كالبطيخ والكانتالوب، وعند الخروج يجب ارتداء الملابس الخفيفة القطنية أو ذات الألوان الفاتحة وتجنب ارتداء الملابس المصنوعة من خيوط صناعية، و يراعى عدم السير فى الشمس مباشرة خلال الفترة من عشرة صباحا وحتى الرابعة عصرا وفى حالة الاضطرار لابد من لبس طاقية وتغطية الرأس، والاستحمام بالماء البارد وليس الفاتر وذلك لتجنب الإصابة بحمو النيل، ضرورة تجفيف الجسم باستمرار خاصة أماكن الثنايا مثل تحت الإبط وغيرها وبين أصابع القدمين ويفضل بورق حمام وليس فوطة قماش، للبنات والسيدات تجنب وضع مستحضرات تجميل أو عطور على الجلد والخروج بها صباحا، التهوية الجيدة للمنازل وتقليل الإضاءة باللمبات الكهربائية داخل المنزل.daba

وكذلك الإكثار من تناول الأطفال الصغار الماء لأنهم فى حاجة لها، وتجنب ارتداء الأطفال الحفاظات الصناعية ( البامبرز وغيرها ) فى البيت نهائيا مهما كان هناك تعب على الأمهات فى غسيل الغيارات القطنية فالغيارات القطنية هى المطلوبة هذه الأيام خاصة داخل المنزل.


: مصر تحت خط النار .. وكارثة تهدد «دماغ الإنسان»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...