مصر لن يحكمها الضعفاء.. التاريخ خير شاهد
“دي بلد عفية ما يحكمهاش الا راجل قوي”، جملة يرددها البسطاء ممن لم يقرأوا تاريخ بلادهم ولم يتعرفوا على أصل هذه المقولة وأن لها دلائل واضحة، فمر بالفعل تلفظ الضعفاء ولن يحكمها الا الأقوياء، وكما كان الحال بتركيا التي كانت في أشدها وابهى عصورها عندما حكمها سلاطين وحكام أقوياء-بغض النظر عن الوازع الديني- فتركيا كانت في أقوى حالاتها عندما كان يحكمها سليمان القانوني ومحمد الفاتح، وكانت في أهزل حالاتها بوفاة لسيمان القانوني وتولي نجله سليم الثاني الحكم، كما كانت تركيا أيضا في أهزل حالاتها بتولي السلطان عبد الحميد الحكم- رغم ما يوده المسلمون له من حب- وتولي مصطفى كامل أتاتورك الحكم.
https://www.youtube.com/watch?v=_RuEWrM5zGk
وبالعودة الى الحالة المصرية، فإن مصر ينطبق عليها هذا المثل، وتاريخيا سادت الفتن بعد وفاة الملك الصالح نجم الدين وتولي زوجته شجرة الدر للحكم، حيث لم تهدأ مصر وحيكت الفتن رغم قوة وصرامة شجرة الدر، حتى جاء الظافر “قطز” الذي تميز بالقوة والعدل، لكنه لم يدم طويلا في الحكم لمقتله على يد الظاهر بيبرس الذي تولى الحكم خلفا لقطز وكان من أقوى الرجال الذين حكموا لتيمهد بذلك لحكم المماليك، حتى أن حكم المماليك لم يستمر إلا بالقوة وعندما ضعف حاكمهم بتولي “طومان باي” سدة الحكم الذي قتل ومثل بجسده بأن علق على باب زويلة، وظلت مصر على هذه الحالة حتى تولى الحكم “محمد علي” وكأن مصر لن تقوى إلا إذا حكمها رجل قوي، ثم عادت مصر الى الضعف مرة أخرى في عهد السلطان حسين كامل الذين كان “شخشيخة” في يد الانجليز لينقلب عليه المصريون بعد أن كانوا يحبونه ويلقبونه بالملك الرشيد، وما كان من الانجليز إلا أن قلعوه عن الحكم وأرواد تنصيب نجله حسين الذي رفض هو الآخر أن يكون في موقف والده، حتى جاء عصر الملك فاروق الذي قلعه المصريون لنفس السبب في ثورة 1952.
ثم تولى محمد نجيب عرض مصر، ولأن مصر لن يحكمها الضعفاء، أزيح عن سدة الحكم وتولى الحكم جمال عبد الناصر الذي يعتبر من أقوى من حكموا مصر.
وما لا يعلمه المصريون ان الرئيس المخلوع حسني مبارك كان في اضعف حالاته خلال السنوات الأخيرة من حكمه، وما ساعد على سقوطه كثرة الفساد في عهده.
http://www.youtube.com/watch?v=0f4n-_K4yZE
وبالانتقال الى النموذج الأبرز في تاريخ، سيكون الرئيس السابق محمد مرسي هو أبرز الحكام الضعفاء الذين تولوا عرش مصر، ليسقط بعد مرور عام بالتمام والكمال على حكمه.
