web analytics

معلومات لا تعرفها عن حركة “أنصار الدين”

ينتشر الغرهاب في العالم كله وليس في دولة واحدة، ورغم أن جميع الحركات تتفق في فكر واحد واحد وهو التطرف ومنهج واحد وهو "سفك الدماء" بزعم الانتماء الاسلامي إلا أن لكل منها مسميات مختلفة، فـ"حركة أنصار الدين" أو ما تسمى طاتلبان مالي لا تقل خطورة عن طالان أو حتى داعش.

حركة جهادية مسلحة في شمال مالي، توصف بأنها أكبر التنظيمات المسلحة في إقليم أزواد، تقول إنها تسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية والحصول على حكم ذاتي موسع للإقليم.

التأسيس والنشأة

تأسست حركة "أنصار الدين" في ديسمبر/كانون الأول 2011، في مدينة كيدال بشمال مالي، بزعامة إياد آغ غالي، أحد قادة الطوارق التاريخيين، وممن خاض القتال ضد حكومة مالي في تسعينيات القرن الماضي مع "الحركة الشعبية لتحرير أزواد".

التوجه الأيديولوجي

كان فكر مؤسس الحركة آغ غالي أقرب إلى اليساري القومي الوطني، لكنه اعتنق فيما بعد التوجه السلفي الجهادي، وعاد مع سقوط نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي إلى أزواد، واتخذ من سلسلة جبال "أغارغار" المتاخمة لكيدال مقرا له، وبدأ بتجميع المقاتلين الطوارق، ليكوّن نواة "حركة أنصار الدين".

طالبت الحركة في بداية عام 2013 بتطبيق الشريعة الإسلامية، في كل أنحاء شمال البلاد وشددت على أنه "شرط غير قابل للتفاوض".

وشكل الدفاع عن هوية الطوارق والشريعة الإسلامية محور البرنامج السياسي للحركة الذي سلمه وفدها في 1 من يناير/كانون الثاني 2013 إلى الرئيس البوركيني الذي اضطلع بدور الوسيط في أزمة مالي بتفويض من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.

وعلى عكس حركة تحرير أزواد لا تطالب أنصار الدين باستقلال شمال مالي، وتكتفي بالمطالبة بحكم ذاتي موسع في إطار الدولة المالية على أن ينص في الدستور على الطابع الإسلامي للبلاد، لأن 95% من الشعب المالي مسلمون.

المسار

بعد توقيع اتفاقية السلام بين الحكومة المالية والمتمردين الطوارق عام 1991 بوساطة إقليمية، تقلد آغ غالي مناصب حكومية كان من بينها منصب قنصل عام لدولة مالي في المملكة العربية السعودية.

وقد توسط إياد عام 2003 في تحرير رهائن غربيين كانوا مختطفين لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي يُعتقد أنه يتحالف مع الحركة ويمدها بالمال والرجال.

وحين تحول إياد إلى الفكر السلفي الجهادي، عاد إلى مالي واستقطب عددا من أبناء الطوارق، من بينهم جنود وضباط كانوا في الجيش المالي، إضافة إلى مقاتلين عادوا من ليبيا.

تحالفت حركة أنصار الدين مع حركة تحرير أزواد التي أعلنت في أبريل/نيسان 2012 قيام دولة الأزواد شمالي مالي بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس السابق أمادو توماني توري، ووقعتا في ديسمبر/كانون الأول 2012 في العاصمة الجزائرية على تصريح مشترك يلتزمان من خلاله بحفظ الأمن وعدم إثارة أي مواجهة بينهما في المناطق التي يسيطران عليها في شمال مالي.

بعد سيطرتها على تمبكتو الأثرية شمال غرب مالي، قامت أنصار الدين بهدم أضرحة الصوفية والعتبات الدينية التي أدرجتها اليونيسكو على لائحة التراث العالمي عام 1988. وبعد التدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي في 11 يناير/كانون الثاني 2012، تعهدت الحركة بمواصلة المعارك ضد الجيش الفرنسي والجيوش الأفريقية المشاركة معه، وذلك بعد خروجها من مدينتي تمبكتو وكيدال اللتين كانت تسيطر عليهما قبل التدخل.

وفي مارس/آذار 2013 أدرجت الولايات المتحدة حركة أنصار الدين على قائمة المنظمات "الإرهابية"، وحظرت على المواطنين الأميركيين الاتصال بها "بأي صورة"، كما صنفت في فبراير/شباط 2013 زعيم الجماعة إياد آغ غالي "زعيما إرهابيا".

وجه زعيم الحركة في أغسطس/آب 2014 تهديدا لفرنسا، وقال في شريط فيديو نشر على الإنترنيت، إن القوات الفرنسية "أشعلت الحروب بين المسلمين وأطلقت العنان للجيش المالي المعادي لشعبنا ينفذ فيه انتقاماته".

عقد التنظيم تحالفات مع أفرع القاعدة الممتدة عبر الصحراء، المتمثلة في القاعدة في بلاد المغرب العربي وتنظيم التوحيد والجهاد وكتيبة الموقعون بالدماء، وقام بطرد حركة تحرير أزواد بعد فك التحالف القديم معها حتى استطاع السيطرة في وقت من الأوقات على مدينة "تمبكتو" الأثرية، شمال غرب مالي، وشرعت بعدها الجماعة السلفية  في هدم الأضرحة والعتبات الدينية، التي أدرجتها اليونيسكو على لائحة التراث العالمي عام 1988 فأتت على 7 مزارات من أصل 16، وهو ما لاقى ردود فعل دولية غاضبة.

ولم يكتف "غالي" بالسيطرة على شمال مالي، حتى طمح في التمدد داخل الجنوب في تحدٍ للقوى الغربية، فخاض بمليشيا "أنصار الدين" معارك ضارية في "كونا" ختمها بهجوم شرس على معسكر أُعد لتدريب الجنود الماليين على أيدي عسكريين فرنسيين وأوروبيين، مخلفًا في صفوفهم عددًا كبيرًا من القتلى والجرحى، فجعل من نفسه الهدف الأول للقوات الفرنسية الخاصة التي دخلت الأراضي المالية بعد العملية بأيام لحماية دولة مالي من الانهيار حسبما ادعت "باريس".

وغرت حركة أنصار الدين قوتها بعد أن بلغ أعدادها الآلاف من المقاتلين فشرعت في التوسع في وسط مالي واقتحمت مدن دوانزا وكونا وهمبري التي لم تكن تحظى بحماية من الجيش المالي المتهالك ما وسع أطماعه وجعله يزحف مع أنصاره إلى هذه المدينة القريبة من موبتي حيث القاعدة العسكرية الفرنسية.

البنية الفكرية

خلت أدبيات تلك الجماعة من مناهج فكرية ممسوكة يمكن من خلالها تحديد الايديولوجيا الدينية لها، فقد أعلن تشكيل الجماعة سريعًا دون التنظير الشرعي لها، وخلت أيضًا من منظرين لحركتها وعملها.

لكن المدقق في رسائل إياد غالي على قلتها يلاحظ تشديد الرجل على أن جماعته تتبني مشروع إقامة الخلافة الإسلامية وتطبيق الحدود وإيمانه بالجهاد العالمي في سبيل تحقيق ذلك.

ويرجع البعض عدم وجود أدبيات تنظيرية للجماعة بسبب تسرع الجماعة في الإعلان المبكر عن نفسها في شهر ديسمبر من عام 2011، ويقول الناطق باسمها، سنده ولد بوعمامة، "إن الظروف لم تسمح بتأسيس التنظيم إلا بعد اضطراب الأوضاع في شمالي مالي، ودق طبول الحرب في المنطقة".

لكن تبدو جذور منهج جماعة التبليغ التي تربي في كنفها مؤسسها إياد غالي حاضرة على تلك الجماعة التي يُعرف عنها أنها ليست عارقة في الأصول المنهجية والإشكالات الفقهية التي وسمت بقية الجماعات السلفية الجهادية .

ومع ذلك فالجماعة أعلنت في أكتر من موضع أنها تتبني افكار السلفية الجهادية على العموم فشرعت في تطبيق الحدود الاسلامية من قطع ليد السارق وجلد الزاني وشارب الخمر وقصدت تصوير ذلك ونشره على مواقع الإنترنت.

ويؤكد توجه الحركة السلفي الجهادي ما قامت به في مدينة تمبكتو الأثرية، شمال غرب مالي، وفي هذه المدينة الكبيرة عملت الجماعة السلفية على هدم أضرحة الصوفية والعتبات الدينية ـ التي أدرجتها اليونسكو على لائحة التراث العالمي عام 1988 ـ فأتت على سبعة مزارات من أصل 16، وهو ما لاقى ردود فعل شديدة على المستوى الدولي ولدى منظمة اليونسكو.

وينسب الشيخ محمد الحسين، قاضي مدينة تمبكتو التي تتمركز بها "أنصار الدين" عددًا مما أسماه إصلاحات منذ سيطرتها على المدينة، منها إقامة مجلس للقضاء بالمدينة يتشكل من بعض أعضاء الجماعة إلى جانب مواطنين، ويعمل على الفصل بين النزاعات وأشار موقع "صحراء ميديا" إلى أن جميع السكان هناك "يذعنون لأحكامه سواء كانوا تنظيمات أو أفرادًا".

 

 

ينتشر الغرهاب في العالم كله وليس في دولة واحدة، ورغم أن جميع الحركات تتفق في فكر واحد واحد وهو التطرف ومنهج واحد وهو "سفك الدماء" بزعم الانتماء الاسلامي إلا أن لكل منها مسميات مختلفة، فـ"حركة أنصار الدين" أو ما تسمى طاتلبان مالي لا تقل خطورة عن طالان أو حتى داعش.

حركة جهادية مسلحة في شمال مالي، توصف بأنها أكبر التنظيمات المسلحة في إقليم أزواد، تقول إنها تسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية والحصول على حكم ذاتي موسع للإقليم.

التأسيس والنشأة

تأسست حركة "أنصار الدين" في ديسمبر/كانون الأول 2011، في مدينة كيدال بشمال مالي، بزعامة إياد آغ غالي، أحد قادة الطوارق التاريخيين، وممن خاض القتال ضد حكومة مالي في تسعينيات القرن الماضي مع "الحركة الشعبية لتحرير أزواد".

التوجه الأيديولوجي

كان فكر مؤسس الحركة آغ غالي أقرب إلى اليساري القومي الوطني، لكنه اعتنق فيما بعد التوجه السلفي الجهادي، وعاد مع سقوط نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي إلى أزواد، واتخذ من سلسلة جبال "أغارغار" المتاخمة لكيدال مقرا له، وبدأ بتجميع المقاتلين الطوارق، ليكوّن نواة "حركة أنصار الدين".

طالبت الحركة في بداية عام 2013 بتطبيق الشريعة الإسلامية، في كل أنحاء شمال البلاد وشددت على أنه "شرط غير قابل للتفاوض".

وشكل الدفاع عن هوية الطوارق والشريعة الإسلامية محور البرنامج السياسي للحركة الذي سلمه وفدها في 1 من يناير/كانون الثاني 2013 إلى الرئيس البوركيني الذي اضطلع بدور الوسيط في أزمة مالي بتفويض من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.

وعلى عكس حركة تحرير أزواد لا تطالب أنصار الدين باستقلال شمال مالي، وتكتفي بالمطالبة بحكم ذاتي موسع في إطار الدولة المالية على أن ينص في الدستور على الطابع الإسلامي للبلاد، لأن 95% من الشعب المالي مسلمون.

المسار

بعد توقيع اتفاقية السلام بين الحكومة المالية والمتمردين الطوارق عام 1991 بوساطة إقليمية، تقلد آغ غالي مناصب حكومية كان من بينها منصب قنصل عام لدولة مالي في المملكة العربية السعودية.

وقد توسط إياد عام 2003 في تحرير رهائن غربيين كانوا مختطفين لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي يُعتقد أنه يتحالف مع الحركة ويمدها بالمال والرجال.

وحين تحول إياد إلى الفكر السلفي الجهادي، عاد إلى مالي واستقطب عددا من أبناء الطوارق، من بينهم جنود وضباط كانوا في الجيش المالي، إضافة إلى مقاتلين عادوا من ليبيا.

تحالفت حركة أنصار الدين مع حركة تحرير أزواد التي أعلنت في أبريل/نيسان 2012 قيام دولة الأزواد شمالي مالي بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس السابق أمادو توماني توري، ووقعتا في ديسمبر/كانون الأول 2012 في العاصمة الجزائرية على تصريح مشترك يلتزمان من خلاله بحفظ الأمن وعدم إثارة أي مواجهة بينهما في المناطق التي يسيطران عليها في شمال مالي.

بعد سيطرتها على تمبكتو الأثرية شمال غرب مالي، قامت أنصار الدين بهدم أضرحة الصوفية والعتبات الدينية التي أدرجتها اليونيسكو على لائحة التراث العالمي عام 1988. وبعد التدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي في 11 يناير/كانون الثاني 2012، تعهدت الحركة بمواصلة المعارك ضد الجيش الفرنسي والجيوش الأفريقية المشاركة معه، وذلك بعد خروجها من مدينتي تمبكتو وكيدال اللتين كانت تسيطر عليهما قبل التدخل.

وفي مارس/آذار 2013 أدرجت الولايات المتحدة حركة أنصار الدين على قائمة المنظمات "الإرهابية"، وحظرت على المواطنين الأميركيين الاتصال بها "بأي صورة"، كما صنفت في فبراير/شباط 2013 زعيم الجماعة إياد آغ غالي "زعيما إرهابيا".

وجه زعيم الحركة في أغسطس/آب 2014 تهديدا لفرنسا، وقال في شريط فيديو نشر على الإنترنيت، إن القوات الفرنسية "أشعلت الحروب بين المسلمين وأطلقت العنان للجيش المالي المعادي لشعبنا ينفذ فيه انتقاماته".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...