web analytics
غير مصنف

مواطنو الربيع العربي!!

هم مجموعات ظهرت بعد الربيع العربي، يخونون كل من يختلف معهم، ولا يتوانون عن نعته بأقذع الصفات، ورميه بالتهم دون سند، ترى في وجوههم ما يجول في صدورهم من حقد، أعمى بصرهم وبصيرتهم، لا يصدقون الحقائق إذا جاءت عكس هواهم، بل يقومون بليّ عنق الحقيقة لتواكب أوهامهم، يقفون في صف أي شخص يدعم أكاذيبهم حتى لو كان مشكوكاً في نزاهته، ويقفون ضد أي شخص يشكك ولو تلميحاً فيما يعتقدونه برسوخ، سلاحهم المفضل اتهام خصومهم بالخيانة والعمالة، مع أنهم يقفون غالباً في صف من ثبت بالدليل خيانتهم.

هم مجموعات ظهرت بعد الربيع العربي، يخونون كل من يختلف معهم، ولا يتوانون عن نعته بأقذع الصفات، ورميه بالتهم دون سند، ترى في وجوههم ما يجول في صدورهم من حقد، أعمى بصرهم وبصيرتهم، لا يصدقون الحقائق إذا جاءت عكس هواهم، بل يقومون بليّ عنق الحقيقة لتواكب أوهامهم، يقفون في صف أي شخص يدعم أكاذيبهم حتى لو كان مشكوكاً في نزاهته، ويقفون ضد أي شخص يشكك ولو تلميحاً فيما يعتقدونه برسوخ، سلاحهم المفضل اتهام خصومهم بالخيانة والعمالة، مع أنهم يقفون غالباً في صف من ثبت بالدليل خيانتهم.



الحديث هنا عن نوع من المواطنين الذين ظهروا على السطح، في مختلف البلدان العربية، ولو فرقتهم الجغرافيا على رقعة العالم العربي، إلا أن بينهم خصائص مشتركة لا تغفلها العين، فعلى الرغم من اختلاف أسباب كل منهم في اتخاذ هذه المواقف، فإن النتيجة واحدة، هي دفاع هؤلاء عما يرونه استقراراً وأمنا، ونظرتهم السلبية تجاه أي حراك يطالب بالحقوق المدنية، والتشكيك في دوافع أي متظاهر وأجنداته، بل واستعمال التدليس الرخيص لشيطنته، في ظل فوضى مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت سلاحاً ذا حدين.



إنتاج هذا النوع من المواطنين كان العقبة الأهم أمام الثورات المضادة، ولهذا لم تكن لتنجح الدول التي وقفت خلف إعادة تدوير الديكتاتوريات، لولا الزخم الذي أعطاه هؤلاء لها، ولهذا قامت تلك الدول باتباع طريقة بارعة في استمالتهم، ترتكز أساساً على حملات التضليل الإعلامي، التي جندت لها مئات المنابر والأقلام المأجورة، والكثير من الإعلاميين الطفيليين الذين سبق أن انتفعوا من الديكتاتوريات، والذين قد يشكل العهد الجديد تهديداً لمكاسبهم، فشاهدنا مثلاً حملات تحريض وكذب إبان حكم مرسي لمصر، مفادها رغبة الإخوان في بيع الأرض، وغيرها من مئات الأكاذيب، التي رددتها الألسن دون يقين، وبذلك بدأ غسيل مخ جماعي لآلاف المواطنين، المتوجسين من القادم المختلف عما عهدوه، ورافق حملة الكذب هذه حملة تخويف ممنهجة، من المرحلة الجديدة، مستغلين الفوضى التي ظهرت بعد سقوط أنظمة عتيدة، كان سببها الأساسي فلول تلك الأنظمة أنفسهم، لكن أبواق الإعلام المأجورة نجحت في إلصاقها بالثوار، بسبب سذاجة الثوار أنفسهم، وحتى بسبب سهولة اختراق صفوفهم وضياع البوصلة، وساعدت كذلك الفوضى التي سببها التدخل الخارجي في سوريا، والحرب التي افتعلتها بقايا نظام القذافي في ليبيا، في تعميق الخوف وإعطائه مبررات، وإن كان بعض هؤلاء المتباكين على الأوطان لا يذرفون سوى دموع التماسيح، على امتيازات فقدوها، وإن ألبسوا دموعهم رداء الوطنية، فالغالبية الساحقة التي تناصرهم تقوم بذلك على يقين أنها تدافع عن وطنها، لقد تعرضت للأكبر حملة تضليل عرفها التاريخ الحديث.



ولأن فشل الثورات العربية كان بسبب تجنيد هؤلاء في صفوف الثورة المضادة، فإن نجاحها مستقبلاً سيتوقف بالضرورة على رفع نسبة الوعي، وإرسال رسائل طمأنة لهذه الفئة، كما يجب دراسة هذه الظاهرة بعمق، كيف يمكن لمواطنين عاديين أن يصلوا لدرجة مهاجمة جيرانهم وأبناء بلدهم، بل وتخوينهم واستباحة دمائهم بسهولة، بل والدفاع عن أنظمة لم تجلب لهم سوى الفقر والقمع وإهانة الكرامة، والأخطر هو اعتقادهم الراسخ أنهم يقدمون خدمة للوطن، بعد أن اختذلوه في شخص الحاكم.



هؤلاء لا يدافعون عن الوطن، بل عن حذاء يركلهم كل يوم، وهذه هي الحقيقة التي يجب أن ترسخ في عقولهم.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...