web analytics

موقف اسرائيل من تيران وصنافير

تركت زيارة عاهل السعودية، الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر، أصداء كبيرة للغاية في وسائل الإعلام العبرية، التي نشرت تباعاً تقارير وتغطيات حول الزيارة، وحاولت الحديث مع خبراء إسرائيليين في ملفين أساسيين، أولهما الجسر الذي سيربط بين مصر والسعودية، وثانيهما القضية التي تثير حالة من الجدل في مصر حالياً، والتي تتعلق بإعلان القاهرة أن جزيرتي “تيران” و”صنافير” الواقعتين جنوبي خليج العقبة، تقعان ضمن السيادة السعودية.

وتتناول غالبية المواقع الإخبارية الإسرائيلية ملف الجزيرتين من منطلق أن مصر تنازلت عنهما، أو أنها سلمتهما للسعودية؛ ما يعني أنها تتبنى الرأي الذي يتحدث عن كونهما مصريتين، ولكن ما ركزت عليه كان يتعلق بمدى تأثير تلك الخطوة على إسرائيل، وعلى حركة السفن القادمة من البحر الأحمر إلى مدينة إيلات والعكس، وهو الأمر ذاته الذي تكرر فيما يتعلق بملف الجسر.

ومع ذلك أشارت مواقع إخبارية عبرية إلى وجهة النظر التي تتحدث عن كون الجزيرتين سعوديتين من الأساس، وقالت، إن مصر أعادت للسعودية “الوديعة” التي كانت  تسلمتها في خمسينيات القرن الماضي، بغرض تمكينها من مراقبة حركة الملاحة في البحر الأحمر.

وفي المجمل تعطي التغطيات الإعلامية الإسرائيلية لهذين الملفين حتى الآن انطباعاً، بأن مرحلة جديدة بالمنطقة قد بدأت بشأن ملف الصراع العربي – الإسرائيلي، وتلمح إلى أن ما تردد طوال السنوات القليلة الماضية بشأن تقارب محتمل، كان يعتمد على أسس هشة، إذ يبدو أن الحديث يجري عن خلافات حادة في الطريق، أو على النقيض قد يكون هناك تنسيق يقود إلى تعاون مشترك.

تيران وصنافير وقلق إسرائيلي

سلط موقع news-israel على سبيل المثال، الضوء على ملف الجزيرتين، وعنون تقريرا له في هذا الصدد بـ”قلق عميق في إسرائيل.. مصر تسلم جزيرتي تيران وصنافير للسيادة السعودية”.

وأشار الموقع المتخصص في التحليلات السياسية للقضايا المحلية والإقليمية والدولية التي تهم الدولة العبرية، إلى الإعلان المصري، ونشر أن القاهرة سلمت السعودية جزيرتين تشرفان على مسار ملاحي حيوي بالنسبة لإسرائيل.

ولفت محللو الموقع إلى أن الحديث يجري عن جزيرتين إستراتيجيتين احتلتهما إسرائيل مرتين، الأولى عام 1956، والثانية عام 1967، إبان حرب “الأيام الستة”، وأن الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر كان أعلن غلق مضيق “تيران” من منطلق السيادة المصرية على الجزيرة التي تحمل الاسم ذاته.

فشل نتنياهو في منع الخطوة

زعم الموقع أن إسرائيل بذلت في الآونة الأخيرة جهوداً مضنية من أجل عرقلة الخطوة، وأن نتنياهو قاد بنفسه هذه الجهود لكن محاولاته باءت بالفشل، مضيفاً، إن نقل الجزيرتين للسيادة السعودية يحول المملكة للمسيطر الحقيقي على خليج العقبة، ومنوها لموقف المعارضة المصرية التي صدمت من الخطوة.

ويشير الموقع إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية مع ذلك يسعى لعدم الدخول في أزمات علنية مع مصر، وكان حرص على التأكيد أن العلاقات معها لم تكن أفضل مما هي عليه الآن.

حركة السفن الحربية

يدعي الموقع أن مصر كانت نشرت في عام 2003، إبان حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، أجهزة مراقبة حديثة في الجزيرتين، مخالفة بذلك اتفاقية كامب ديفيد، التي تمنع نشر قوات مصرية عسكرية عليهما، وأن تلك الأجهزة استخدمت في مراقبة حركة سفن البحرية الإسرائيلية والغواصات، لذا فقد طالبت تل أبيب بإزالة هذه الأجهزة، فيما رفضت مصر بشدة، وقالت: إن الحديث يجري عن خطوة قانونية.

واعتبر مراقبون إسرائيليون أن السيادة السعودية على الجزيرتين تمكنها عملياً من السيطرة على حركة الملاحة في قناة السويس أيضاً، التي تقود في النهاية إلى الخليج العربي، مقدرين أن سخاء السيسي مع السعودية ينبع من أنه نجح في إقناع الملك سلمان في إنقاذ مصر من الانهيار الاقتصادي.

الجسر بين القلق والتعاون

اعتبرت مصادر إسرائيلية إعلامية أن الجسر الذي سيربط بين الأراضي المصرية والسعودية، بمثابة “ضربة قاتلة لإسرائيل”، ونقلت عن مراقبين أن تل أبيب تعارضه بشدة؛ لأنه بمثابة تهديد إستراتيجي، يفرض قيوداً ومخاطر على حركة الملاحة من وإلى خليج العقبة.

وسلطت مصادر إسرائيلية الضوء على ما ورد في بنود معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وكيف أنها تضمن حرية الملاحة عبر مضيق “تيران” طبقاً للمادة الخامسة، التي تعتبر المضيق من الممرات المائية الدولية المفتوحة لكافة الدول دون عائق، حيث تعتبر إسرائيل أن هذا الجسر قد يكون عائقاً.

وعلقت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عبر موقعها الإلكتروني على ملف الجسر، ونشرت “الجسر  يمثل شريان حياة جديدا لمصر وضربة قاتلة لإسرائيل”، لافتة إلى أن هذا العنوان ظهر في وسائل إعلام مصرية ترى في المشروع ضربة لإسرائيل، وأكدت أن هذا الأمر يتناقض مع معاهدة السلام التي كفلت لإسرائيل حرية الملاحة في مضيق تيران.

آفاق التعاون الاقتصادي

وعلى النقيض، نقلت الصحيفة عن البروفيسور “ميكال ياعري” من جامعة تل أبيب، أنها تعتقد أن الاتفاقيات التي وقعت بين القاهرة والرياض خلال زيارة الملك سلمان لا تدل على أن السعودية توزع الأموال على مصر مجاناً، بل تستثمر بشكل واع في اتجاهات في غاية الأهمية، مضيفة، إن الجسر سيربط بين شمال افريقيا وآسيا، ويخلق آفاقاً كبيرة للغاية للتعاون الاقتصادي، تعتقد أن إسرائيل قد تستفيد منه أيضاً.

 

تركت زيارة عاهل السعودية، الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر، أصداء كبيرة للغاية في وسائل الإعلام العبرية، التي نشرت تباعاً تقارير وتغطيات حول الزيارة، وحاولت الحديث مع خبراء إسرائيليين في ملفين أساسيين، أولهما الجسر الذي سيربط بين مصر والسعودية، وثانيهما القضية التي تثير حالة من الجدل في مصر حالياً، والتي تتعلق بإعلان القاهرة أن جزيرتي “تيران” و”صنافير” الواقعتين جنوبي خليج العقبة، تقعان ضمن السيادة السعودية.

وتتناول غالبية المواقع الإخبارية الإسرائيلية ملف الجزيرتين من منطلق أن مصر تنازلت عنهما، أو أنها سلمتهما للسعودية؛ ما يعني أنها تتبنى الرأي الذي يتحدث عن كونهما مصريتين، ولكن ما ركزت عليه كان يتعلق بمدى تأثير تلك الخطوة على إسرائيل، وعلى حركة السفن القادمة من البحر الأحمر إلى مدينة إيلات والعكس، وهو الأمر ذاته الذي تكرر فيما يتعلق بملف الجسر.

ومع ذلك أشارت مواقع إخبارية عبرية إلى وجهة النظر التي تتحدث عن كون الجزيرتين سعوديتين من الأساس، وقالت، إن مصر أعادت للسعودية “الوديعة” التي كانت  تسلمتها في خمسينيات القرن الماضي، بغرض تمكينها من مراقبة حركة الملاحة في البحر الأحمر.

وفي المجمل تعطي التغطيات الإعلامية الإسرائيلية لهذين الملفين حتى الآن انطباعاً، بأن مرحلة جديدة بالمنطقة قد بدأت بشأن ملف الصراع العربي – الإسرائيلي، وتلمح إلى أن ما تردد طوال السنوات القليلة الماضية بشأن تقارب محتمل، كان يعتمد على أسس هشة، إذ يبدو أن الحديث يجري عن خلافات حادة في الطريق، أو على النقيض قد يكون هناك تنسيق يقود إلى تعاون مشترك.

تيران وصنافير وقلق إسرائيلي

سلط موقع news-israel على سبيل المثال، الضوء على ملف الجزيرتين، وعنون تقريرا له في هذا الصدد بـ”قلق عميق في إسرائيل.. مصر تسلم جزيرتي تيران وصنافير للسيادة السعودية”.

وأشار الموقع المتخصص في التحليلات السياسية للقضايا المحلية والإقليمية والدولية التي تهم الدولة العبرية، إلى الإعلان المصري، ونشر أن القاهرة سلمت السعودية جزيرتين تشرفان على مسار ملاحي حيوي بالنسبة لإسرائيل.

ولفت محللو الموقع إلى أن الحديث يجري عن جزيرتين إستراتيجيتين احتلتهما إسرائيل مرتين، الأولى عام 1956، والثانية عام 1967، إبان حرب “الأيام الستة”، وأن الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر كان أعلن غلق مضيق “تيران” من منطلق السيادة المصرية على الجزيرة التي تحمل الاسم ذاته.

فشل نتنياهو في منع الخطوة

زعم الموقع أن إسرائيل بذلت في الآونة الأخيرة جهوداً مضنية من أجل عرقلة الخطوة، وأن نتنياهو قاد بنفسه هذه الجهود لكن محاولاته باءت بالفشل، مضيفاً، إن نقل الجزيرتين للسيادة السعودية يحول المملكة للمسيطر الحقيقي على خليج العقبة، ومنوها لموقف المعارضة المصرية التي صدمت من الخطوة.

ويشير الموقع إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية مع ذلك يسعى لعدم الدخول في أزمات علنية مع مصر، وكان حرص على التأكيد أن العلاقات معها لم تكن أفضل مما هي عليه الآن.

حركة السفن الحربية

يدعي الموقع أن مصر كانت نشرت في عام 2003، إبان حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، أجهزة مراقبة حديثة في الجزيرتين، مخالفة بذلك اتفاقية كامب ديفيد، التي تمنع نشر قوات مصرية عسكرية عليهما، وأن تلك الأجهزة استخدمت في مراقبة حركة سفن البحرية الإسرائيلية والغواصات، لذا فقد طالبت تل أبيب بإزالة هذه الأجهزة، فيما رفضت مصر بشدة، وقالت: إن الحديث يجري عن خطوة قانونية.

واعتبر مراقبون إسرائيليون أن السيادة السعودية على الجزيرتين تمكنها عملياً من السيطرة على حركة الملاحة في قناة السويس أيضاً، التي تقود في النهاية إلى الخليج العربي، مقدرين أن سخاء السيسي مع السعودية ينبع من أنه نجح في إقناع الملك سلمان في إنقاذ مصر من الانهيار الاقتصادي.

الجسر بين القلق والتعاون

اعتبرت مصادر إسرائيلية إعلامية أن الجسر الذي سيربط بين الأراضي المصرية والسعودية، بمثابة “ضربة قاتلة لإسرائيل”، ونقلت عن مراقبين أن تل أبيب تعارضه بشدة؛ لأنه بمثابة تهديد إستراتيجي، يفرض قيوداً ومخاطر على حركة الملاحة من وإلى خليج العقبة.

وسلطت مصادر إسرائيلية الضوء على ما ورد في بنود معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وكيف أنها تضمن حرية الملاحة عبر مضيق “تيران” طبقاً للمادة الخامسة، التي تعتبر المضيق من الممرات المائية الدولية المفتوحة لكافة الدول دون عائق، حيث تعتبر إسرائيل أن هذا الجسر قد يكون عائقاً.

وعلقت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عبر موقعها الإلكتروني على ملف الجسر، ونشرت “الجسر  يمثل شريان حياة جديدا لمصر وضربة قاتلة لإسرائيل”، لافتة إلى أن هذا العنوان ظهر في وسائل إعلام مصرية ترى في المشروع ضربة لإسرائيل، وأكدت أن هذا الأمر يتناقض مع معاهدة السلام التي كفلت لإسرائيل حرية الملاحة في مضيق تيران.

آفاق التعاون الاقتصادي

وعلى النقيض، نقلت الصحيفة عن البروفيسور “ميكال ياعري” من جامعة تل أبيب، أنها تعتقد أن الاتفاقيات التي وقعت بين القاهرة والرياض خلال زيارة الملك سلمان لا تدل على أن السعودية توزع الأموال على مصر مجاناً، بل تستثمر بشكل واع في اتجاهات في غاية الأهمية، مضيفة، إن الجسر سيربط بين شمال افريقيا وآسيا، ويخلق آفاقاً كبيرة للغاية للتعاون الاقتصادي، تعتقد أن إسرائيل قد تستفيد منه أيضاً.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...