web analytics
غير مصنف

هل ينجح ياسر برهامي في “علمنة السلفيين” قبل الانتخابات

 

هو نفسه الصراع القديم الحديث بين العدوين اللدودين، فالسلفيون – المتشددون منهم- كثيراً ما كانوا يتهمون الليبراليين بالخروج من الملة والكفر، لأنهم يحلون السكر والملبس القصير والرقص، بينما يتهم الليبراليون السلفيين بالرجعية.

سيل من الاتهامات لم يتوقف ويبدو أنه لن يتوقف أبداً، مما يصعب من مهمة ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية الذي يفكر كثيرا في محاولة “علمنة السلفيين” وجعلهم يندمجون مع الليبراليين البعيدين كل البعد عن السلفيين في العادات والتقاليد وطريقة التفكير وتفسير المنهج الإسلامي، وذلك على الرغم من أن الاثنين يعيشان في وطن واحد وليس جزر منعزلة، كما يأخذ برهامي على عاتقه أيضا محاولة إقناع الليبراليين بأنهم متحضرون وأن الخلاف بين الجانبين سيكون من أجل الوطن وليس عليه، وأن الجانبين ملزمان بتنحية المسائل الدينية جانباً والتفكير فيما ينفع الوطن فقط، وذلك فبيل الانتخابات البرلمانية التي تتبقى عليها أشهر قليلة، حيث لن يكون أمام الجانبين إلا تقبل بعضهما البعض وعدم كيل الاتهامات كل منهما للآخر بالكفر والرجعية لأنهما بالنهاية سيجتمعان تحت “سقف برلمان واحد”، وذلك بعد جميع المحاولات التي شنها الليبراليون والتكتلات المدنية لإلصاق تهمة الإرهاب بالسلفيين وإقصائهم عن المشهد السياسي وأنهم الوجه الآخر لجماعة الاخوان، إلا ان إصرار الرئيس عبد الفتاح السيسي على دمجهم في الحياة السياسية ألجمت من كان يحاول إقصاءهم.

لكن يبدو أن هذه الجهود وتلك المحاولات ستذهب سدى وذلك، لأن السلفيين لن يندمجوا بتلك السهولة مع الليبراليين وذلك لأن الليبراليين ليسوا مثل جماعة الاخوان، لأنه في النهاية كان يجمع الاثنين منهج واحد كانا يتفقان عليه، ولم تكن الاتهامات بينهما كبيرة، لأنهما في النهاية من فصيلين من فصائل التيار الإسلامي.

وكثيرا ما كان يؤكد برهامي المعروف بأنهم مهندس “علمنة السلفيين” بأنه لا يوجد ما يمنع من الاندماج بين السلفيين والليبراليين، لأن الاثنين يعيشان في وطن واحد كما أن برهامي لم يكن يكيل الاتهامات لليبراليين أو العلمانيين، وكان قليل النقد لهم، وذلك لأنهم يعلم جيدا أنه سيجتمع معهم في يوم من الأيام تحت “قبة برلمان واحد”، ليبقى السؤال الأهل: هل سينجح برهامي في مهمته الرسمية وهي “علمنة السلفيين”.

 

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...