web analytics
غير مصنف

واشنطن بوست: الحليف القديم يواجه ضغوطات جديدة قبيل توجه أوباما إلى السعودية

على مدى العقود السبعة الماضية، أعطت صور الرؤساء الأمريكان جنباً إلى جنب مع ملوك المملكة السعودية أدلة واضحة على التحالف الاستراتيجي الدائم بين الولايات المتحدة والمملكة الغنية بالنفط في الشرق الأوسط.

ترجمة شامل24

على مدى العقود السبعة الماضية، أعطت صور الرؤساء الأمريكان جنباً إلى جنب مع ملوك المملكة السعودية أدلة واضحة على التحالف الاستراتيجي الدائم بين الولايات المتحدة والمملكة الغنية بالنفط في الشرق الأوسط.

وفي يوم الأربعاء سيضيف الرئيس الأمريكي باراك أوباما صورة أخرى إلى سجل القصاصات لدى وصوله إلى الرياض لعقد اجتماع خاص مع الملك سلمان، إلا أن تلك الصورة المتوقعة لكل من الرئيس والملك ستفشل في نقل عمق توتر العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة، ففي عهد أوباما كان هناك حالة من انعدام الثقة وعدم الاتفاق حول مسائل تتعلق باحتواء إيران، والقتال ضد "داعش"، ومستقبل سورية، والحرب في اليمن، كما ساعدت مؤخراً تعليقات أوباما الحادة على السعوديين في تعميق سوء النية.  

وقال مستشار أول في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي فريديرك هري: "إن العلاقة في ورطة ومهتزة، هذا  لا يعني أنها متجهة نحو الانهيار الوشيك ذلك لأن كلا البلدين بحاجة أحدهما إلى الآخر، فالولايات المتحدة تزوّد المملكة بالدعم العسكري والاستخباراتي من أجل أمنها الإقليمي، إذ يتوقع الإعلان عن تقديم دعم إضافي خلال الأسبوع الحالي،أما السعودية فهي تعد ثاني أكبر مزود للنفط للولايات المتحدة بمبيعات تصل حوالي 1 مليون برميل في اليوم.

الآن ومع انتهاء أوباما من دورته الرئاسية، يتطلع القادة السعوديين قدماً نحو الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في شهر تشرين الثاني، ذلك لأن سفينة أوباما بالنسبة للسعودية قد  زمن طويل، هذا ما علق به نائب الرئيس الأول لدراسات السياسة الخارجية والدفاعية في معهد أميركان إنتربرايز دانيال بليتك الذي قال أنه مثل العديد منا لم يكن أحد لديه أدنى فكرة عما سيأتي.

ماذا يريد السعوديون؟

منذ أن قام الرئيس فرانكلين رووزفيلت بتأسيس التحالف عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، توجه السعوديين نحو الولايات المتحدة طلباّ المساعدة على ضمان أمنها الإقليمي، كما أرادوا منها أن تساندهم  في صراعهم مع إيران بالتحديد، التي تعد المنافس القديم لهم في المنطقة، وذلك كان يعني تقديم المعدات العسكرية في غالب الأحيان، إذ قامت الولايات المتحدة بتقديم المساعدة للسعودية في اقتناء الأسلحة لردع إيران.

ومن المتوقع أن تقوم الولايات المتحدة خلال هذا الأسبوع بالإعلان عن تقديم دعم جديد للسعودية وتعزيزها بالدفاعات الصاروخية لمواجهة الهجمات الإلكترونية الإيرانية وغيرها.

فقد أصبحت السعودية أكثر اعتماداً على الجيش الأمريكي في أي أمر طارئ خطير.

ماذا تريد أمريكا؟

نظرت الولايات المتحدة إلى المملكة العربية السعودية على أنها مصدر استقرار منطقة الشرق الأوسط، كما أنه يعد الحليف الذي بدأ أهمية احتياطه النفطي بالانخفاض بالنسبة للمصالح الأمريكية.

وقال أستاذ في كلية بوش للحكومة والخدمة العامة في جامعة تكساس إن الرؤساء الأمريكيين عادة ما يرغبون في إقامة علاقات مع البلد الذي يصدر نفط أكثر من غيره في كل أنحاء العالم.

تحالفت السعودية مع الولايات المتحدة في حملتها ضد القاعدة، ومؤخرا ضد داعش، وهو تنظيم ينظر إليه على أنه خطر إقليمي وتهديدا مباشرا للأمن الأميركي.

كما ترغب إدارة أوباما أيضا في إحداث تغييرات داخل السعودية، حيث غالبا ما تهمش الأقليات الدينية والنساء هناك، وقال مسؤولون: "إن أوباما قد يثير قضية حقوق الإنسان خلال زيارته، ولكن قلة هم الذين يتوقعون أن هذا الموضوع سيطغى على المخاوف الأمنية".

وصرح مسؤولون في البيت الأبيض أن التحالف لا يزال قوياً إلا أن روب مالي مستشار الشرق الأوسط للإدارة الأمريكية اعترف أن وجهات نظرن مع بعض شركائنا في المنطقة والمملكة السعودية على وجد الخصوص لم تكن متوافقة دائما.

كيف ذهبت الأمور في مسار خاطئ؟

من وجهة نظر السعوديين، فقد تقوضت ثقتهم بالولايات المتحدة في عام 2011 بسبب ما اعتبروه فشل أوباما في دعم حسني مبارك خلال الربيع العربي، كما أن تلك الثقة تزعزعت أيضاً عندما حدد أوباما "الخط الأحمر" ضد استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيميائية ولم يقم بأي عمل عسكري لتنفيذ ذلك، إذ قال أوباما أنه فخور  لضبط نفسه في اللحظة الأخيرة، إلا أن ذلك جعل السعوديين يشككون في التزام أمريكا في الدفاع عن حلفائها في المنطقة.

وفي السنوات التي تلت، تحولت تلك الشكوك إلى قلق عميق، لا سيما عندما انخرط أوباما مع إيران للتوصل إلى اتفاق لإنهاء برنامجها للأسلحة النووية في البلاد. وقد أشاد مسؤولون أميركيون بالاتفاق، الذي أنجز في العام الماضي، ووصفوه بالناجح في منع إيران من أن تصبح قوة نووية.

إن السعودية تنظر إلى ذوبان الجليد بين الأمريكيين والإيرانيين بمثابة تحول خطير في توازن المنطقة طاقياً، كما أن السعوديين يخشون من الهجمات التقليدية الإيرانية وكذلك يخشون من التراجع الولايات المتحدة عن التزام في الدفاع عنها الذي حافظت عليه لمدة عقود.

ومع ذلك، قال مسؤول كبير في وزارة الدولة إن العلاقة الآن أفضل مما كانت عليه قبل عامين وإن جهود مبذولة من قبل وزيرة الخارجية جون كيري ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان بإصلاح العلاقات أدت إلى مساعدة السعودية في التوسط لوقف إطلاق النار في سوريا والتعاون الولايات المتحدة مع السعودية في حربها ضد اليمن.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...