web analytics
غير مصنف

يهودية بقلب مسلم

هناك ..بعيدا عن ضوضاء القاهرة بالقرب من محافظة الأقصر وعن طريق صدفة بحتة لعبت دورا كبيرا في تغيير مساء 4 أطفال، جاءت "بيل سميث" اليهودية لتقضي أجازتها في المدينة السياحية لتقوم بزيارة إلي أحد دور الأيتام وينفطر قلبها علي حال الصغار ادين ضرب بهم الإهمال ، بعيدا عن الكاميرات والأضواء الصاخبة اتخدت "سميث قرارها بتحمل مسئولية الأطفال الأربعة وعدم مغادرة مصر والاستقرار فيها بعد فتح دار لإيواء الأيتام واللقطاء بنته علي أحدث الطرز في أواخر التسعينات.

 

 ورغم جنسيتها المختلفة وعقيدتها لم تلتفت المرأة الإنجليزية  للمحاذير كما لم تقف القوانين عائقا أمامها حلمها بإنقاد طفولة مشردة لأيتام وضحايا الليال الحمراء من مجهولي النسب، فسارعت بإجراءات الكفالة لأربع أطفال كانوا في حالة لا يرثي لها بأحد دور الأيتام، وتأسيس دار" الشمس المشرقة" بمنطقة العوامية في الأقصر ،وضم الأطفال الأربعة بها كنواة .

 

كان لديها قناعة بأن اليُتم ليس يٌتم الأبوين وإنما يٌتم الفكر الصحيح لمجتمعات تتشدق بالديث عن الأيتام  دون أن توفر لهم الحد الأدني من مقومات الحياة الآمنة، لذا بدأت الرحلة بـ (صابر وعزة وسعيد ورأفت)، الدين أصبحوا الآن شبابا تلقوا تعليهم في أرقي مدارس الاقصر وأتقنوا 3 لغات ثم التحقوا بالتعليم الجامعي ومنهم من يكمل دراساته العليا الان. 

 

"أنت أقوى من الدنيا تغلب عليها بطموحك وتميزك، لا تلفت إن كنت مسلمًا أو مسيحيًا دع قلبك لمن خلقه واحمل بداخلك كل الرسالات التي تجعلك محل احترام الجميع، لا تجعل الناس يهزمونك فالخائفون وجبات شهية للحيوانات الضالة، لست مجهولًا للنسب ومصيرك ليس مربوطا بأسماء وهمية أو حقيقية انت معلوم بإنجازاتك وما فعلته أنت لأجلك، التمس العذر لوالديك فربما لديهم أسباب قهرية دفعتهم لدلك"- كلمات سميث الأم  لضغارها التي حفظوها عن ظهر قلب.

 

 يقول  صابر، الإبن الأكبر في الدار: كانت يهودية الأصل ولكنها احترمت القوانين المصرية التي تنص علي أن الديانة الأساسية للأيتام في الدور هي الأسلام، لهدا بدأت في جلب شيوخ متخصصين من الأزهر لتعليمنا الأسلام الصحيح والقرآن والصلاة والصيام حتي أنها حفظت من معنا 5 أجزاء .

 

وعن بعض الحكايات التي روتها الأم سميث لطفلها صابر يقول: حكت أمي لي حكاية أخي محمد الدي وجدوه بجوار مبنى المحافظة وكان يحمل داخل ملابسه ورقة مكتوب فيها "وصيتي تسموا ابني محمد" ولأن سميث أم وفية جاهدت واستماتت لتسجيل أخي باسم محمد لكن التضامن رفضت وقالت لا نسمي ايتام علي اسم الرسول عندها صرخت سميث في وجه المسئول قائلة : من أعطي لكم الحق في احتكار الأسماء ومنع يمنع اسم خير يتيم عن يتيم ، أجزم لو كان محمد بيننا الآن لعنفكم علي ما تفعلون حتي أنها أسمت أخي مصطفي ولكنها كانت تناديه بمحمد.

 

" سميث، داهمها مرض السرطان بكل قوته، ظلت تقاوم حتى خارت قواها فأبت أن نراها في ضعفها وهي التي لقنتنا كل دروس القوة والتحمل والجلد لذا سافرت بلدها إنجلترا في عام 2004 الذي كان عام الرحيل والعصف بنا، لتلفظ أنفاسها الأخيرة وحدها، بعيدا عن دموعنا"-ما قاله صابر.

 

 13عامًا علي رحيل" سميث" لكنها الباقية في إهان كبار وصغار "الشمس المشرقة وكل من عرفها ولما لا وهي اليهودية التي علمت المسلمين معني الإسلام السمح قولًا وفعلًا. 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...