غير مصنف

أحسن قرار خدته في حياتي: هجرتي من القاهرة لدهب‬

"كل ده كان ليه"

ولأن فى قرارات عمرنا ما بناخدها إلا لما الحياة تشيل من وشنا كل البدايل الممكنة، كان لازم أخسر كل حاجة فى القاهرة فجأة علشان أكتشف إنى ممكن آجى هنا. بعد رجوعى من دهب بكام شهر الدنيا اتطربقت تماما: سبت شغلى، ما عرفتش ألاقى بدايل، انفصلت عن اللى بحبه، وما بقيتش عارفة حتى أدفع إيجار شقتى. ودخلت فى دوامة ما لهاش آخر من السلف. لحد ما قررت أسيب القاهرة وأروح فى رحلة للبحث عن الذات والحاجات فى سيناء الحبيبة. وكـشخص مفلس تماما وما عندوش حاجة يخسرها، كانت أنسب حاجة أعملها هى التطوع فى كامب. وبعد شوية كركبة لا يتسع المجال لذكرها، استقريت فى كامب هناك وقضيت فية شهرين ونص تقريبا، بعمل شغل بسيط جدا مقابل أكلى وإقامتي: أرعى الغنم وأسقى النخل.

 

"وإياك تـتجنن وتعود"

خلال الفترة دى أخدت قرار إنى مش هرجع القاهرة تانى. اللى اتعود يصحى على صوت البحر مش هـ يعرف يصحى على صوت الكلاكسات. واللى اتعود يعيش مع ناس فى حالها جدا ويمشى فى شوارع أمان مش هـ يعرف يمشى فى شوارع القاهرة المتوحشة. وبناء عليه، ابتديت رحلة التدوير على شغل يخلينى أعرف أستقر فى سيناء بـشكل نهائى. وقتها كانت كل الفرص مطروحة، سواء نويبع أو طابا أو دهب، زى ما تيجى. وبدأت أدور أونلاين ومن خلال دايرة المعارف الجديدة اللى اتكونت فى سيناء، ومساعدات الأصدقاء فى القاهرة طبعًا.

 

"اتقدم تارارارا"

أول مشكلة كانت إن معظم الشغل فى المدن دى معتمد بـشكل رئيسى على السياحة، وزى ما كلنا عارفين إن السياحة ساحت، راحت مطرح ما راحت. الشغل فى الفنادق والمطاعم والكامبات بعيدا عن كونه مش مضمون، وغالبا مش متاح (لإن الناس أصلا بـتمشى العمالة اللى عندهم علشان مش معاهم يدفعوا مرتبات ومفيش شغل)، فهو بـيـتطلب ساعات عمل مرهقة (حوالى ١٠-١٢ ساعة) ومرتباته فى المقابل هزيلة.

الأزمة التانية، إن كونى بنت وجاية أشتغل وأعيش فى سيناء لوحدى بـيحطنى فى وضع مش قد كده، بالتالى الحاجة لشغل "أمان" مع ناس "محترمة" قلل الفرص المتاحة (القليلة أصلا) للربع إن لم يكن أقل.

ساعتها افتكرت إنى دكتورة أسنان، ودا لإنى سبت الكارير ده من ييجي ٤ سنين فى عين العدو. ومن ساعتها ما فكرتش لحظة أرجعله تانى. إلا لما اكتشفت إنى ممكن أستلم تكليفى فى سيناء، ودى هتبقى الحاجة الوحيدة اللى بـتتوفر فيها كل المواصفات اللى بدور عليها، شغل مستقر، أمان، دخلة مناسب، وساعات عمل ممتازة، ومقبول اجتماعيا علشان يقفل باب الهرى فى نقطة:   "انتى بنت لوحدك؟ انتى جاية اشتغلى إيه؟"

 

"وجريت م الحارة على الشارع وإلخ إلخ"

بعدها بقت كل الأزمة فى ماسورة الورق المطلوب اللى ضربت فى وشى. واللى لازم تطلع من القاهرة وتعتمد فى الطور (العاصمة) وتروح دهب. واللى احتاجت تلات شهور من الدحرجة على الأسفلت رايح جى واللف على جميع المصالح الحكومية وزيارة جميع الأوليا، لحد ما استلمت تكليفى: فى دهب.

 

"هربت منيهم"

بالنسبة للحياة فى دهب فهى عظيمة. البلد هادية، وفاضية، وصغيرة. بالتالى أى مشوار بـياخد ٥-١٠ دقايق بالعربية يا مؤمن. أسعار السكن مذهلة الحقيقة، والناس فى العموم طيبين، ومتعاونين، وكلهم عارفين بعض. والهوبا الكبيرة بقى: بقالى هنا ٥ شهور أهو، ما اتعرضتش للتحرش ولا مرة. واالاااا مرة.

وأنا من موقعى هذا أحب أقول لكل شاب وكل فتاة، سيبوا القاهرة وروحوا اشتغلوا فى الأرياف. اللى معاة فلوس يبدأ بيزنس صغير بلاش يعمل كده فى القاهرة. اللى يقدر يظبط شغل أونلاين يعمل ده بعيد عن القاهرة. فى مدن كتير زى دهب ممكن الواحد يبدأ حياته فيها، بعيدا عن كل التحرش والرعب والزحمة والدوشة اللى فى القاهرة.

 

"كل ده كان ليه"

ولأن فى قرارات عمرنا ما بناخدها إلا لما الحياة تشيل من وشنا كل البدايل الممكنة، كان لازم أخسر كل حاجة فى القاهرة فجأة علشان أكتشف إنى ممكن آجى هنا. بعد رجوعى من دهب بكام شهر الدنيا اتطربقت تماما: سبت شغلى، ما عرفتش ألاقى بدايل، انفصلت عن اللى بحبه، وما بقيتش عارفة حتى أدفع إيجار شقتى. ودخلت فى دوامة ما لهاش آخر من السلف. لحد ما قررت أسيب القاهرة وأروح فى رحلة للبحث عن الذات والحاجات فى سيناء الحبيبة. وكـشخص مفلس تماما وما عندوش حاجة يخسرها، كانت أنسب حاجة أعملها هى التطوع فى كامب. وبعد شوية كركبة لا يتسع المجال لذكرها، استقريت فى كامب هناك وقضيت فية شهرين ونص تقريبا، بعمل شغل بسيط جدا مقابل أكلى وإقامتي: أرعى الغنم وأسقى النخل.

 

"وإياك تـتجنن وتعود"

خلال الفترة دى أخدت قرار إنى مش هرجع القاهرة تانى. اللى اتعود يصحى على صوت البحر مش هـ يعرف يصحى على صوت الكلاكسات. واللى اتعود يعيش مع ناس فى حالها جدا ويمشى فى شوارع أمان مش هـ يعرف يمشى فى شوارع القاهرة المتوحشة. وبناء عليه، ابتديت رحلة التدوير على شغل يخلينى أعرف أستقر فى سيناء بـشكل نهائى. وقتها كانت كل الفرص مطروحة، سواء نويبع أو طابا أو دهب، زى ما تيجى. وبدأت أدور أونلاين ومن خلال دايرة المعارف الجديدة اللى اتكونت فى سيناء، ومساعدات الأصدقاء فى القاهرة طبعًا.

 

"اتقدم تارارارا"

أول مشكلة كانت إن معظم الشغل فى المدن دى معتمد بـشكل رئيسى على السياحة، وزى ما كلنا عارفين إن السياحة ساحت، راحت مطرح ما راحت. الشغل فى الفنادق والمطاعم والكامبات بعيدا عن كونه مش مضمون، وغالبا مش متاح (لإن الناس أصلا بـتمشى العمالة اللى عندهم علشان مش معاهم يدفعوا مرتبات ومفيش شغل)، فهو بـيـتطلب ساعات عمل مرهقة (حوالى ١٠-١٢ ساعة) ومرتباته فى المقابل هزيلة.

الأزمة التانية، إن كونى بنت وجاية أشتغل وأعيش فى سيناء لوحدى بـيحطنى فى وضع مش قد كده، بالتالى الحاجة لشغل "أمان" مع ناس "محترمة" قلل الفرص المتاحة (القليلة أصلا) للربع إن لم يكن أقل.

ساعتها افتكرت إنى دكتورة أسنان، ودا لإنى سبت الكارير ده من ييجي ٤ سنين فى عين العدو. ومن ساعتها ما فكرتش لحظة أرجعله تانى. إلا لما اكتشفت إنى ممكن أستلم تكليفى فى سيناء، ودى هتبقى الحاجة الوحيدة اللى بـتتوفر فيها كل المواصفات اللى بدور عليها، شغل مستقر، أمان، دخلة مناسب، وساعات عمل ممتازة، ومقبول اجتماعيا علشان يقفل باب الهرى فى نقطة:   "انتى بنت لوحدك؟ انتى جاية اشتغلى إيه؟"

 

"وجريت م الحارة على الشارع وإلخ إلخ"

بعدها بقت كل الأزمة فى ماسورة الورق المطلوب اللى ضربت فى وشى. واللى لازم تطلع من القاهرة وتعتمد فى الطور (العاصمة) وتروح دهب. واللى احتاجت تلات شهور من الدحرجة على الأسفلت رايح جى واللف على جميع المصالح الحكومية وزيارة جميع الأوليا، لحد ما استلمت تكليفى: فى دهب.

 

"هربت منيهم"

بالنسبة للحياة فى دهب فهى عظيمة. البلد هادية، وفاضية، وصغيرة. بالتالى أى مشوار بـياخد ٥-١٠ دقايق بالعربية يا مؤمن. أسعار السكن مذهلة الحقيقة، والناس فى العموم طيبين، ومتعاونين، وكلهم عارفين بعض. والهوبا الكبيرة بقى: بقالى هنا ٥ شهور أهو، ما اتعرضتش للتحرش ولا مرة. واالاااا مرة.

وأنا من موقعى هذا أحب أقول لكل شاب وكل فتاة، سيبوا القاهرة وروحوا اشتغلوا فى الأرياف. اللى معاة فلوس يبدأ بيزنس صغير بلاش يعمل كده فى القاهرة. اللى يقدر يظبط شغل أونلاين يعمل ده بعيد عن القاهرة. فى مدن كتير زى دهب ممكن الواحد يبدأ حياته فيها، بعيدا عن كل التحرش والرعب والزحمة والدوشة اللى فى القاهرة.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
غير مصنف

أحسن قرار خدته في حياتي: هجرتي من القاهرة لدهب‬

أنا اسمى جنة عادل. عندى ٢٨ سنة، وباشتغل دكتورة أسنان، والنهاردة يبقى عدى ٥ شهور و٤ أيام على أحسن حاجة عملتها فى حياتي: إنى أسيب القاهرة وأروح أعيش فى دهب بشكل نهائى.

أول مرة آجى دهب كان من سنة وتلات شهور تقريبا، وكان لمدة ٣ أيام بس، وزى أى حد بـييجى دهب لأول مرة، فكرة الاستقرار هنا زقزقت فى دماغى، ونظرًا لأن حياتى كلها فى القاهرة، شغلى وأصحابى والشخص اللى بحبه، قررنا أنا وهو إنها تبقى خطة التقاعد بتاعتنا، حاجة كده نعملها بعد ١٠-١٥ سنة بالكتير. نيجى نعيش هنا ونربي لنا معزتين وننسى الماضى اللى يغيظ، خصوصا إن دهب مدينة عظيمة، محندقة وهادية، أسعارها رخيصة جدا مقارنة بالقاهرة (وبالأسعار دى أقصد أسعار أكتر حاجتين بـيستهلكوا فلوس فى القاهرة: السكن، والانتقالات)، وطبعا طبعا والأهم من ده كل إن فيها بحر!

 

"كل ده كان ليه"

ولأن فى قرارات عمرنا ما بناخدها إلا لما الحياة تشيل من وشنا كل البدايل الممكنة، كان لازم أخسر كل حاجة فى القاهرة فجأة علشان أكتشف إنى ممكن آجى هنا. بعد رجوعى من دهب بكام شهر الدنيا اتطربقت تماما: سبت شغلى، ما عرفتش ألاقى بدايل، انفصلت عن اللى بحبه، وما بقيتش عارفة حتى أدفع إيجار شقتى. ودخلت فى دوامة ما لهاش آخر من السلف. لحد ما قررت أسيب القاهرة وأروح فى رحلة للبحث عن الذات والحاجات فى سيناء الحبيبة. وكـشخص مفلس تماما وما عندوش حاجة يخسرها، كانت أنسب حاجة أعملها هى التطوع فى كامب. وبعد شوية كركبة لا يتسع المجال لذكرها، استقريت فى كامب هناك وقضيت فية شهرين ونص تقريبا، بعمل شغل بسيط جدا مقابل أكلى وإقامتي: أرعى الغنم وأسقى النخل.

 

"وإياك تـتجنن وتعود"

خلال الفترة دى أخدت قرار إنى مش هرجع القاهرة تانى. اللى اتعود يصحى على صوت البحر مش هـ يعرف يصحى على صوت الكلاكسات. واللى اتعود يعيش مع ناس فى حالها جدا ويمشى فى شوارع أمان مش هـ يعرف يمشى فى شوارع القاهرة المتوحشة. وبناء عليه، ابتديت رحلة التدوير على شغل يخلينى أعرف أستقر فى سيناء بـشكل نهائى. وقتها كانت كل الفرص مطروحة، سواء نويبع أو طابا أو دهب، زى ما تيجى. وبدأت أدور أونلاين ومن خلال دايرة المعارف الجديدة اللى اتكونت فى سيناء، ومساعدات الأصدقاء فى القاهرة طبعًا.

 

"اتقدم تارارارا"

أول مشكلة كانت إن معظم الشغل فى المدن دى معتمد بـشكل رئيسى على السياحة، وزى ما كلنا عارفين إن السياحة ساحت، راحت مطرح ما راحت. الشغل فى الفنادق والمطاعم والكامبات بعيدا عن كونه مش مضمون، وغالبا مش متاح (لإن الناس أصلا بـتمشى العمالة اللى عندهم علشان مش معاهم يدفعوا مرتبات ومفيش شغل)، فهو بـيـتطلب ساعات عمل مرهقة (حوالى ١٠-١٢ ساعة) ومرتباته فى المقابل هزيلة.

الأزمة التانية، إن كونى بنت وجاية أشتغل وأعيش فى سيناء لوحدى بـيحطنى فى وضع مش قد كده، بالتالى الحاجة لشغل "أمان" مع ناس "محترمة" قلل الفرص المتاحة (القليلة أصلا) للربع إن لم يكن أقل.

ساعتها افتكرت إنى دكتورة أسنان، ودا لإنى سبت الكارير ده من ييجي ٤ سنين فى عين العدو. ومن ساعتها ما فكرتش لحظة أرجعله تانى. إلا لما اكتشفت إنى ممكن أستلم تكليفى فى سيناء، ودى هتبقى الحاجة الوحيدة اللى بـتتوفر فيها كل المواصفات اللى بدور عليها، شغل مستقر، أمان، دخلة مناسب، وساعات عمل ممتازة، ومقبول اجتماعيا علشان يقفل باب الهرى فى نقطة:   "انتى بنت لوحدك؟ انتى جاية اشتغلى إيه؟"

 

"وجريت م الحارة على الشارع وإلخ إلخ"

بعدها بقت كل الأزمة فى ماسورة الورق المطلوب اللى ضربت فى وشى. واللى لازم تطلع من القاهرة وتعتمد فى الطور (العاصمة) وتروح دهب. واللى احتاجت تلات شهور من الدحرجة على الأسفلت رايح جى واللف على جميع المصالح الحكومية وزيارة جميع الأوليا، لحد ما استلمت تكليفى: فى دهب.

 

"هربت منيهم"

بالنسبة للحياة فى دهب فهى عظيمة. البلد هادية، وفاضية، وصغيرة. بالتالى أى مشوار بـياخد ٥-١٠ دقايق بالعربية يا مؤمن. أسعار السكن مذهلة الحقيقة، والناس فى العموم طيبين، ومتعاونين، وكلهم عارفين بعض. والهوبا الكبيرة بقى: بقالى هنا ٥ شهور أهو، ما اتعرضتش للتحرش ولا مرة. واالاااا مرة.

وأنا من موقعى هذا أحب أقول لكل شاب وكل فتاة، سيبوا القاهرة وروحوا اشتغلوا فى الأرياف. اللى معاة فلوس يبدأ بيزنس صغير بلاش يعمل كده فى القاهرة. اللى يقدر يظبط شغل أونلاين يعمل ده بعيد عن القاهرة. فى مدن كتير زى دهب ممكن الواحد يبدأ حياته فيها، بعيدا عن كل التحرش والرعب والزحمة والدوشة اللى فى القاهرة.

 

أنا اسمى جنة عادل. عندى ٢٨ سنة، وباشتغل دكتورة أسنان، والنهاردة يبقى عدى ٥ شهور و٤ أيام على أحسن حاجة عملتها فى حياتي: إنى أسيب القاهرة وأروح أعيش فى دهب بشكل نهائى.

أول مرة آجى دهب كان من سنة وتلات شهور تقريبا، وكان لمدة ٣ أيام بس، وزى أى حد بـييجى دهب لأول مرة، فكرة الاستقرار هنا زقزقت فى دماغى، ونظرًا لأن حياتى كلها فى القاهرة، شغلى وأصحابى والشخص اللى بحبه، قررنا أنا وهو إنها تبقى خطة التقاعد بتاعتنا، حاجة كده نعملها بعد ١٠-١٥ سنة بالكتير. نيجى نعيش هنا ونربي لنا معزتين وننسى الماضى اللى يغيظ، خصوصا إن دهب مدينة عظيمة، محندقة وهادية، أسعارها رخيصة جدا مقارنة بالقاهرة (وبالأسعار دى أقصد أسعار أكتر حاجتين بـيستهلكوا فلوس فى القاهرة: السكن، والانتقالات)، وطبعا طبعا والأهم من ده كل إن فيها بحر!

 

"كل ده كان ليه"

ولأن فى قرارات عمرنا ما بناخدها إلا لما الحياة تشيل من وشنا كل البدايل الممكنة، كان لازم أخسر كل حاجة فى القاهرة فجأة علشان أكتشف إنى ممكن آجى هنا. بعد رجوعى من دهب بكام شهر الدنيا اتطربقت تماما: سبت شغلى، ما عرفتش ألاقى بدايل، انفصلت عن اللى بحبه، وما بقيتش عارفة حتى أدفع إيجار شقتى. ودخلت فى دوامة ما لهاش آخر من السلف. لحد ما قررت أسيب القاهرة وأروح فى رحلة للبحث عن الذات والحاجات فى سيناء الحبيبة. وكـشخص مفلس تماما وما عندوش حاجة يخسرها، كانت أنسب حاجة أعملها هى التطوع فى كامب. وبعد شوية كركبة لا يتسع المجال لذكرها، استقريت فى كامب هناك وقضيت فية شهرين ونص تقريبا، بعمل شغل بسيط جدا مقابل أكلى وإقامتي: أرعى الغنم وأسقى النخل.

 

"وإياك تـتجنن وتعود"

خلال الفترة دى أخدت قرار إنى مش هرجع القاهرة تانى. اللى اتعود يصحى على صوت البحر مش هـ يعرف يصحى على صوت الكلاكسات. واللى اتعود يعيش مع ناس فى حالها جدا ويمشى فى شوارع أمان مش هـ يعرف يمشى فى شوارع القاهرة المتوحشة. وبناء عليه، ابتديت رحلة التدوير على شغل يخلينى أعرف أستقر فى سيناء بـشكل نهائى. وقتها كانت كل الفرص مطروحة، سواء نويبع أو طابا أو دهب، زى ما تيجى. وبدأت أدور أونلاين ومن خلال دايرة المعارف الجديدة اللى اتكونت فى سيناء، ومساعدات الأصدقاء فى القاهرة طبعًا.

 

"اتقدم تارارارا"

أول مشكلة كانت إن معظم الشغل فى المدن دى معتمد بـشكل رئيسى على السياحة، وزى ما كلنا عارفين إن السياحة ساحت، راحت مطرح ما راحت. الشغل فى الفنادق والمطاعم والكامبات بعيدا عن كونه مش مضمون، وغالبا مش متاح (لإن الناس أصلا بـتمشى العمالة اللى عندهم علشان مش معاهم يدفعوا مرتبات ومفيش شغل)، فهو بـيـتطلب ساعات عمل مرهقة (حوالى ١٠-١٢ ساعة) ومرتباته فى المقابل هزيلة.

الأزمة التانية، إن كونى بنت وجاية أشتغل وأعيش فى سيناء لوحدى بـيحطنى فى وضع مش قد كده، بالتالى الحاجة لشغل "أمان" مع ناس "محترمة" قلل الفرص المتاحة (القليلة أصلا) للربع إن لم يكن أقل.

ساعتها افتكرت إنى دكتورة أسنان، ودا لإنى سبت الكارير ده من ييجي ٤ سنين فى عين العدو. ومن ساعتها ما فكرتش لحظة أرجعله تانى. إلا لما اكتشفت إنى ممكن أستلم تكليفى فى سيناء، ودى هتبقى الحاجة الوحيدة اللى بـتتوفر فيها كل المواصفات اللى بدور عليها، شغل مستقر، أمان، دخلة مناسب، وساعات عمل ممتازة، ومقبول اجتماعيا علشان يقفل باب الهرى فى نقطة:   "انتى بنت لوحدك؟ انتى جاية اشتغلى إيه؟"

 

"وجريت م الحارة على الشارع وإلخ إلخ"

بعدها بقت كل الأزمة فى ماسورة الورق المطلوب اللى ضربت فى وشى. واللى لازم تطلع من القاهرة وتعتمد فى الطور (العاصمة) وتروح دهب. واللى احتاجت تلات شهور من الدحرجة على الأسفلت رايح جى واللف على جميع المصالح الحكومية وزيارة جميع الأوليا، لحد ما استلمت تكليفى: فى دهب.

 

"هربت منيهم"

بالنسبة للحياة فى دهب فهى عظيمة. البلد هادية، وفاضية، وصغيرة. بالتالى أى مشوار بـياخد ٥-١٠ دقايق بالعربية يا مؤمن. أسعار السكن مذهلة الحقيقة، والناس فى العموم طيبين، ومتعاونين، وكلهم عارفين بعض. والهوبا الكبيرة بقى: بقالى هنا ٥ شهور أهو، ما اتعرضتش للتحرش ولا مرة. واالاااا مرة.

وأنا من موقعى هذا أحب أقول لكل شاب وكل فتاة، سيبوا القاهرة وروحوا اشتغلوا فى الأرياف. اللى معاة فلوس يبدأ بيزنس صغير بلاش يعمل كده فى القاهرة. اللى يقدر يظبط شغل أونلاين يعمل ده بعيد عن القاهرة. فى مدن كتير زى دهب ممكن الواحد يبدأ حياته فيها، بعيدا عن كل التحرش والرعب والزحمة والدوشة اللى فى القاهرة.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...