أحمد زكي.. 10 سنوات على رحيل الفيلسوف

316094_0

إذا كنت تبحث عن تأريخ حقيقى وصادق عن الشخصية المصرية خلال حقبتى الثمانينيات والتسعينيات فشاهد أفلام أحمد زكى لتتعرف عليها عن قرب وتتعايش معها بكل صدق وواقعية دون كذب أو تجميل. وإذا كنت تبحث عن الأفضل على شاشة السينما المصرية فوجهتك الأولى ستكون لأحمد زكى؛ فهو المتحدث الرسمى والأول عن جمهورية التمثيل المصرية.

10 سنوات تمر اليوم على رحيل مشخصاتى المصريين الذى جسد معاناتهم وأحلامهم وطموحهم على الشاشة الكبيرة فى أعماله، ورغم سنوات الرحيل فإن شخصياته وأعماله لا تزال هى الأقرب إلى عين وقلب الجمهور.

«المصرى اليوم» تحيى الذكرى العاشرة لرحيل النمر الأسود، وتبحث عن ملامح جديدة فى حياته وشخصيته.

لقطة من فيلم « استاكوزا»

قالت الفنانة رغدة: أرى أن ذكرى العملاق أحمد زكى فرصة جيدة لأنى أريد أن الفت نظر المسؤولين عن صناعة السينما إلى أن قدر أحمد زكى الفنان العظيم لا يصح أن يكون مجرد بعض الكلمات التي تكتب عنه على صفحات الجرائد أو إذاعة أفلامه على شاشات التليفزيون أيام ذكراه السنوية، فهو قيمة فنية لا تعوض مثل فاتن حمامة وعبدالحليم أو الباقين مثل عادل إمام ونور الشريف، فهناك العديد من الطرق التي تستطيع أن تتخذها الجهات المعنية مثل إطلاق اسمه على معهد للفنون أو تفعيل تاريخه من خلال فعاليات ومحافل فنية، فرغم حبى واحترامى للفنان خالد صالح فقد شعرت بالحزن عندما تم إهداؤه دورة مهرجان الأقصر الأفريقى هذا العام ليس لأنه لا يستحق فهو جدير بها، ولكن لأنى شعرت بالأسى على أحمد زكى الذي قدم الكثير من الإبداع لكنه لم يقدر. المزيد

لقطة من فيلم «أحلام هند وكاميليا»

قال المخرج محمد خان: أحمد زكى كان ممثل نابغة، وكان يعيش الأدوار، ونسبة كبيرة من أفلامه تتميز بحسن الاختيار لذلك مازالت تعيش حتى الآن، ومن حظه أنه قدم هذه الأفلام مع مجموعة متميزة من المخرجين.

وتابع: اختلفت مع أحمد زكى حول الرؤية الخاصة بشكل شخصية بطل فيلم «الحريف»، فأنا كنت مصرا على شكل معين لأنه كان مازال شابا ووجهه فيه نوع من البراءة، وكنت أريد أن يظهر في شكل شاب «مخربش» واختلفنا وقتها على قصة الشعر، فأنا كنت أريده طويلا وهو حلقه «نمرة 1» وكأنه يعاندنى، وعندما حدث ذلك ذهبت لعادل إمام وكان شكله أكبر من أحمد زكى، ولا أستطيع أن أحدد لو أن أحمد زكى قدم الفيلم هل كان سيقدمه أفضل من عادل إمام أم لا، لكن كل دور يجد صاحبه وشخصية فارس وجدت عادل إمام، وفى ذلك الوقت قدم أحمد زكى «والنمر الأسد» وحقق إيرادات أكبر من «الحريف» وكان يهمه ذلك لأنه كان هناك منافسة بينه وبين عادل ومحمود عبدالعزيز، وظل الترتيب حتى نهاية حياته عادل في المقدمة يليه محمود عبدالعزيز ثم أحمد زكى، وهذه كانت عقدة حياته. المزيد

بشير الديك: «الحلم كنا بنحلمه ونكمله من بعضنا»

لقطة من فيلم « ضد الحكومة»

قال السيناريست بشير الديك: أحمد زكى قدم مجموعة من الأفلام فيها قدرا من التكامل، ورؤية فكرية وسياسية، كما أنه كان شخصية مشعة لديها القدرة على جذب الجمهور والتفاعل معه، وموضوعات أفلامه كان فيها عمق وقدر من اهتمام الناس، فهو كان يعتبر نواة يلتف حولها العديد من المبدعين ممن على شاكلته، لكن الحقيقة أنه لم تكن كل أفلامه جيدة، حيث كان لديه أفلام متوسطة وعادية، وفى المجمل الفنان دائما يشتهر بأعماله المضيئة والجيدة، وهو والمجموعة المحيطة به عرفوا كيف يصنعون أفلاما، كما ينبغى أن تكون عليه، والجزء غير المضىء ربما يكون تحت شعار «كل منا يجتهد»، فمثلا يوسف إدريس ونجيب محفوظ لهما أعمال كثيرة، ولكن يظل هناك نماذج هي الأهم. المزيد

هادي الجيار: كنت أرى في عين عادل إمام إعجابه بأحمد

لقطة من مسرحية «مدرسة المشاغبين»

قال الفنان هادى الجيار: بدأت معرفتى بأحمد زكى منذ أن كنا طلبة في معهد الفنون المسرحية، لكننى تخرجت قبله بعامين، وسعيد صالح هو الذي رشح أحمد زكى ويونس شلبى لمسرحية «مدرسة المشاغبين»، بينما رشحنى عادل إمام، ولاحظت على أحمد في ذلك الوقت أن طموحه أكبر من الجميع، وطوال الوقت لم يكن يشغله سوى الفن، وكل كلامه كان عن الفن، وكان يقول إنه يريد أن يتذكره الناس بعد وفاته مثلما يتذكرون زكى رستم ومحمود المليجى.

وأضاف الجيار: أحمد زكى لم يكن يرى الدنيا إلا من خلال التمثيل والفن، لدرجة أنه كان يشاهد فيلم «مولد يا دنيا» يوميا وكان يغنى لنا أغنية عبدالمنعم مدبولى ويمثل لنا المشاهد، ولم أراه يوما يتحدث عن امرأة أو منزل أو سيارة، ولا أعتقد أنه كان لديه موقف من المسرح، بل كان يستطيع أن يحقق النجاح في المسرح، لكن أحمد زكى لم يكن يستطيع تقديم دور على خشبة المسرح لمدة سنة كاملة لأنه كان يشعر بالملل بسرعة، وطبيعة الأفلام التي يقدمها كانت تساعده على التنقل من شخصية لأخرى، فهو كان عاشقا للتمثيل وكان يريد تقديم شخصيات كثيرة.المزيد

في آخر حواراته: يهمني الإنسان ولو مالوش عنوان

أحمد زكى

ظل الإنسان هو الشغل الشاغل لأحمد زكى وفى آخر حواراته قال: أدركت أن الناس ليست بيضاء وسوداء، إنما هناك المخطط والمنقط والمرقط والأخضر والأحمر والأصفر.. أشكال وألوان واليوم علينا معالجة الإنسان.. أنا لا أجيد الفلسفة ولا العلوم العويصة.. أنا رجل بسيط جداً لديه أحاسيس يريد التعبير عنها.. لست رجلا مذهبا سياسيا ولا غيره، أنا إنسان ممثل يبحث عن وسائل للتعبير عن الإنسان. الإنسان في هذا العصر يعيش وسط عواصف من الماديات الجنونية، والسينما في بلادنا تظل تتطرق إليه بسطحية. هدفى هو ابن آدم، تشريحه، السير وراءه، ملاحقته، الكشف عما وراء الكلمات، ما هو خلف الحوار المباشر. الإنسان ومتناقضاته، أي إنسان، إذا حلل بعمق يشبهنى ويشبهك ويشبه غيرنا.. المعاناة هي واحدة.. الطبقات والثقافات عناصر مهمة، لكن الجوهر واحد. الجنون موحد.. حروب وأسلحة وألم وخوف ودمار، كتلة غربية وكتلة شرقية، العالم كله غارق في العنف نفسه والقلق ذاته. والإنسان هو المطحون. ليس هناك ثورة حقيقية في أي مكان من العالم.. هناك غباء عام وإنسان مطحون. الشخصيات التي أديتها في السينما حزينة، ظريفة، محبطة، حالمة، متأملة.. تعاطفت مع كل الأدوار. المزيد

طارق الشناوي: أحمد نجم الإبداع.. وعادل نجم الإيرادات

طارق الشناوى

قال الناقد طارق الشناوى: لا أستطيع أن أفصل أحمد زكى عن المخرجين الذين عمل معهم، والمرحلة الزمنية التي تواجد فيها، فعاطف الطيب وخيرى بشارة وشريف عرفة وداود عبدالسيد ومحمد خان يشكلون الجانب الأقوى أو المعلن في مسيرة أحمد زكى، حيث قدموا سينما قادرة على البقاء كما أنها سينما عصرية، واللغة السينمائية من المفترض أن تتطور، وهذا ما حدث مع سينما أحمد زكى فهى ليست سينما عجوزا. المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...