إرهاصات ما قبل الانفجار.. هل مصر في طريقها لثورة جديدة؟
تحقيق- اكرم عمر
بدأ العديد من خبراء السياسة والمهتمين بالشأن المصري على وجه الخصوص يعيدون النظر في طريقة تفكير الشعب المصري خاصة قطاع الشباب الذي يعتبر أكبر الفئات العمرية داخل النسيج المصري، فلكل ثورة إرهاصاتها ولكل نظام أخطاؤه لكن تبقى النقطة الأهم في كيفية استغلال العامل الزمني لتدارك هذه الأخطاء ومعالجتها قبل فوات الأوان، فمصر تعاني هذه الأيام من حالة انفجار كبرى وإن كانت هذه الحالة لم تستطع الأفواه التعبير عنها فهذا لعدة اعتبارات.
لكن ما لا يمكن إغفاله أن نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي عليه أن يتدارك بعض الأخطاء التي وقعت فيها الأنظام السابقة تجنباً لثوران الشعب ضده.
ويقول محللون سياسيون إن مصر تعاني اليوم من إرهاصات ما قبل الانفجار العظيم لأن الثور القادمة وإن اندلعت لن يستطيع أحد أن يطفيء فتيلها، أما الشباب فقد ازدادوا بطالة ولا يجدون أي فرص عمل، فالأحوال قبل ثورة 25 يناير التي انطلقت من أجل عيش حرية كرامة إنسانية كانت أفضل مئات المرات، كما أن أحوال المعيشة كانت أرخص ولم تكن البطالة بهذا المستوى، أما الآن فكل الأمور انقلبت رأساً على عقب.
وبعيداً عن الشباب ومشاكلهم وأنهم لا يجدون العمل وحرموا من المشاركة في الحياة السياسية واتخاذ القرار وكذلك حقهم في المسكن والملبس وغيرها من الأمور الأساسية، فإن الأسعار تضاعفت عشرات المرات فهاهي أسعار الطاقة في ارتفاع مطرد، وأي شخص يفكر في العمل أو إنشاء مشروع يفكر في ارتفاع تكاليف النقل والأيدي العاملة، وعندما يحسبها بشكل صحيح سيجد أن مشروعه سيكون خاسراً لذلك يقرر إلغاءه.
أما التعليم فقد أصبحت حالة التعليم يرثى لها، فلم يعد هناك تعليم من الأساس في مصر لقلة أعداد المدارس التي تسع الطلاب ناهيك عن التسرب من التعليم لأسباب معروفة وهي غياب الضمير لدى المدرسين لعدم وجود وزارة تدرك المشاكل وتقدم حلولاً مجدية، والكل أصبح على فمه نفس العبارة “يعني لما هأتخرج هالاقي شغل يا عم فكك”.
أضافوا: أما من حيث أحوال السينما، فيسيطر على صناعة السينما “آل السبكي” بخلطتهم المعروفة “راقصة وزجاجة خمر وأغنية هابطة”، وأصبح فتى مصر الأول “محمد رمضان” وأصبح القدوة “عبده موتة”.
وفي الحياة السياسية، فقد عاد الفلول من جديد كما كانوا وأصبحت قائمة “في حب مصر” هي المعبرة عن الحياة السياسية في مصر وهي القائمة المعروفة بضمها لأكبر عدد من الفلول، فالفلول يعودون من جديد إذاً مصر ترجع للوراء.
وفي الإعلام، نرى كل شيء تمام والكل يسبح بحمد الرئيس والنظام الحاكم، لا مجال للحرية لا مجال للديمقراطية، فأن تعارضهم أنت إخوان أو طابور خامس والجميع يرددون “مصر تمام والأحوال فُل” رغم أن أم الدنيا تعود للخلف.
وفي النهاية يبقى التساؤل الأهم: هل مصر على أعتاب ثورة تصحيح جديدة أم ثورة جياع أم نظام السيسي سيتدارك أخطاءه.