الأسباب الحقيقية لغلق السفارات فى مصر
قرار بريطانيا وكندا المفاجئ بإغلاق سفارتيهما في القاهرة، وتحذيرات استراليا لمواطنيها بعدم السفر إلى مصر، بالتأكيد لم يأتِ من فراغ، فقرارات بهذه الأهمية حملت أبعادًا وحيثيات بدأت منذ إقامة بريطانيا لقاعدتها العسكرية البحرية في البحرين منذ أيام.
كلمة السر.. حوار المنامة
انعقد حوار المنامة لمناقشة مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، بجانب بحث ملف إيران النووي، وذلك بحضور وفود رفيعة المستوى تضم عددًا من وزراء الخارجية والدفاع ومسؤولين عسكريين وخبراء في الأمن الدولي.
خلال الحوار، تمت مناقشة إقامة أول قاعدة عسكرية بحرية بريطانية في المنطقة منذ 40 عاما، وذلك بميناء سلمان البحريني، وهو ما تم بالفعل خلال الحوار، وبتكلفة 15 مليون جنيه استرليني.
حوار المنامة وإقامة القاعدة العسكرية في البحرين احتوى على أسباب غلق سفارتي بريطانيا وكندا بالقاهرة، والمتهم في ذلك قطر التي لم يحضر عنها الحوار أي مسؤول رفيع المستوى، وإيران التي مثلها عضو سابق بمجلس الأمن القومي، حسبما أكدت مصادر حضرت الحوار لـ”دوت مصر”.
قطر وسياسة “الأخطبوط”
رغم أنها ظاهريًا وقعت على اتفاق الرياض للمصالحة مع مصر، لكنها تعمل في الخفاء عبر أذرع عدة على دعم عمليات الجماعات المتطرفة في مصر، دون المساس بالسفارات أو المناطق الدبلوماسية.
وبحسب مصادر رفيعة المستوى لـ “دوت مصر” فقد اعترضت قطر على القاعدة العسكرية البريطانية في البحرين خشية تقلص نفوذها في المنطقة، وبالتالي أطلقت يد الجماعات التي ترعاها وتمولها لاستهداف المناطق الدبلوماسية في مصر الخاصة بدول الكومنولث التي تضم بريطانيا وكندا وأستراليا، أبرز المشاركين في ضربات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
من جانبه أكد مستشار الكونجرس لشؤون الشرق الأوسط د. وليد فارس في تصريحات لـ”دوت مصر” أن قرار غلق السفارات يعود إلى عدم رضاء قطر -الراعية لبعض الجماعات الجهادية في المنطقة- على إقامة قاعدة بريطانية في البحرين، مؤكدًا في الوقت ذاته على عدم وجود خلاف استراتيجي بين بريطانيا والولايات المتحدة بسبب إقامة القاعدة.
إيران ..المتهم الثاني
نقلت مصادر حضرت حوار المنامة لـ”دوت مصر” أن الحوار ناقش احتمالية استهداف سفارات دول الكومنولث في مصر، بإيعاز إيراني بدرجة أكبر من قطر بسبب إقامة القاعدة البريطانية في البحرين.
السبب يرجع إلى أن إيران ترى نفوذها في المنطقة أصبح مهددًا بسبب القاعدة التي وصفها وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة بأنها موجهة بشكل رئيسي ضد إيران التي هددت -عبر ممثل المرشد الأعلى في القوة البحرية لحرس الثورة الإيراني، علي شيرازي- بإغلاق مضيق هرمز في اليمن.
وقال مدير جمعية الميثاق الوطني البحرينية ياسر سعيد في تصريحات لـ”دوت مصر” إن رد طهران على إقامة القاعدة البريطانية في البحرين جاء عبر تهديدات جماعات متطرفة موالية لها باستهداف السفارات التابعة لدول الكومنولث في القاهرة وليس دول الخليج.
وأرجع سعيد تهديد السفارات بالقاهرة لعدة أسباب أبرزها السيطرة الأمنية المشددة بدول الخليج مقارنة بمصر التي تعاني في الفترة الأخيرة من العمليات الإرهابية، حيث أن إيران لن تكون المتهم الأساسي إن حدثت أي تفجيرات بالسفارات، لأن اللوم سيقع حينها بشكل كبير على “جماعة الإخوان” والتنظيمات الإرهابية في سيناء.
“إيران جارة صعبة للمنطقة، وموقفنا ثابت بشأن دعمها المستمر للجماعات المسلحة ولنظام الأسد في سوريا” هكذا كان تعليق وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند على الأزمة مع إيران، وذلك على هامش مشاركته في حوار المنامة الذي أعلن فيه إقامة قاعدة عسكرية في البحرين، وهو ما يعطي دلائل حول منطقية الرد الإيراني.
السفارة البريطانية: لا تعليق
وتعقيبا على تصريحات المصادر رفض متحدث باسم السفارة البريطانية بالقاهرة -والذي فضل عدم ذكر اسمه- في تصريحات خاصة لـ”دوت مصر” التعليق على تورط قطر وإيران في تهديدات استهداف السفارات مكتفيًا بعبارة “لا يمكنني التحدث”.
وكانت السفارة البريطانية من جهتها قد أكدت غلق سفارتها في القاهرة لدواعٍ أمنية، مطالبة رعاياها بعدم الحضور لمبنى السفارة، بينما تركت القنصلية بالإسكندرية تعمل بشكل طبيعي.
ولم يضف المتحدث أي جديد عن البيان، حيث أشار إلى أن قرار الغلق مؤقت وجاء لأسباب أمنية بحتة لا يمكنه الكشف عنها في الوقت الحالي.