البعض اعتبره “حصان طروادة”.. هل تصعد المعارضة التركية لسدة الحكم على أكتاف بشار الأسد
يعتبر الرئيس السوري بشار الأسد "حصان طروادة" بالنسبة للمعارضة التركية التي تحلم بالوصول الى السلطة، وذلك بسبب دعم النظام القوي للمعارضة في سوريا، حيث بات المجتمع التركي يعاني من الأزمة السورية ويود أن تنتهي الأوضاع الملتهبة هناك في أقرب وقت ممكن، وذلك لما تمثله الأزمة السورية من ضيق للأتراك.
تطلعات المعارضة التركية
وتتطلع المعارضة التركية الى الوصول الى سدة الحكم، متمنية أن ترجح كفة بشار الأسد الذي يستعيد سيطرته على الأمور شيئا فشيئا في سوريا، وفي حال تولي الاسد للحكم مرة ثانية فسيضعف موقع حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.
أعرب وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" عن استياء بلاده حيال منح السلطات السويدية إذناً لمنظمة حزب الاتحاد الديمقراطي السوري (الذراع المسلح لمنظمة بي كا كا الإرهابية في سوريا)، بفتح مكتب لها في العاصمة ستوكهولم.
جاء ذلك خلال مكالمة هاتفية أجراها جاويش أوغلو بنظيره السويدي "ماغوث والستروم" خلال تواجده في العاصمة الصينية بكين التي يزورها للمشاركة في الاجتماع الخامس لوزراء خارجية مؤتمر "التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا"، حيث أوضح أنّ التغلب على الإرهاب والهجرة غير القانونية، يتطلب تعاوناً بين الدول.
وكانت منظمة حزب الاتحاد الديمقراطي، قد أسست مكتباً لها في العاصمة الروسية موسكو، في شهر شباط الماضي، كما فتحت مكتباً لها في عاصمة جمهورية التشيك، مطلع نيسان الحالي، وقامت السلطات السويدية بالسماح للمنظمة الإرهابية بفتح مكتب لها في ستوكهولم.
وأكّد جاويش أوغلو خلال كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر، أنّ على المجتمع الدولي تركيز جهودها لإنهاء الصراع الدائر في سوريا، إن كانت جادة في إنهاء أزمة اللاجئين والهجرة غير القانونية، لافتاً أنّ ظاهرة العداء للأجانب والمسلمين، ومعاداة السامية والمسيحية، هي نتاج سياسات بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة في العالم الغربي، إضافة إلى بعض العوامل الاجتماعية والاقتصادية.
وتطرق الوزير التركي في كلمته إلى الصراع الأرميني الأذري في إقليم قرة باغ، معرباً عن أمله في إنهاء هذه الأزمة بالطرق السلمية، مع مراعاة وحدة وسيادة الأراضي الأذرية، داعياً المجتمع الدولي إلى بذل المزيد من الجهد لإقناع الجانب الأرميني، الكف عن هجماته ضدّ المواقع الأذربيجانية.
وفيما يخص التعاون التجاري والاقتصادي بين الدول الأسيوية، شدد جاويش أوغلو على أهمية رفع مستوى التبادل التجاري والاستثماري في المنطقة، موضحاً أنّ العلاقات الاقتصادية من شانها أن تساهم بشكل إيجابي في الحفاظ على أمن المنطقة.
يجدر بالذكر أن "مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا"، تأسس عام 1993 بمبادرة من كازاخستان، من أجل تطوير التعاون بين الدول الأسيوية لتحقيق نهج متعدد الأطراف وفق مفهوم الأمن في آسيا، وأصبح المؤتمر منظمة دولية عام 2002.
وتولت كازاخستان رئاسة المؤتمر خلال الأعوام 2002-2010، وعقدت القمة الثالثة للمؤتمر في إسطنبول عام 2010، وتولت تركيا رئاسة المؤتمر لأربع سنوات، وعُقدت القمة الرابعة في مدينة شنغهاي عام 2014، تولت الصين على إثرها رئاسة المؤتمر لمدة عامين. ويضم المؤتمر 26 دولة عضوة، منها 16 دولة مؤسسة بينها تركيا، وثمانية دول، وأربعة مؤسسات دولية بصفة مراقب.
لعبت تركيا دورًا هامًا في ملف اللاجئين السوريين، وذلك بعد اندلاع شرارة الثورة السورية، كان ذلك الدور التركي خاضع لسياسة حزب العدالة والتنمية والقيادة السياسية في البلاد التي اتخذت موقفًا مساندًا للقضية السورية ككل، وأشادت بالفعل كافة الهيئات الإغاثية والمؤسسات الدولية بالدور التركي في حماية اللاجئين السوريين من الأخطار.
هذا الموقف التركي الرسمي من اللاجئين بالطبع تعرض لهجوم حاد من المعارضة التركية، كنوع من المكايدة السياسية، فبعد وصول عدد اللاجئين السوريين لقرابة المليوني لاجئ، ننظر إلى موقف المعارضة التركية من قضية الثورة السورية؛ فالموقف انقسم بين مناهض لهذه الثورة منحاز إلى مواقف بشار الأسد صراحة، بل إن وفود من المعارضة التركية زارت دمشق علنًا، وبين موقف أقل حدة يدعو إلى الحوار لحل الأزمة السورية، لكن كلا الموقفين اتفقا على معارضة موقف الحكومة التركية بزعامة رجب طيب أردوغان في السابق الذي أكد على عدم التخلي عن اللاجئين السوريين تحت أي ظروف.
أزمة اللاجئين في المجتمع التركي آخذة في التفاقم على مدار أربع سنوات، استغلت المعارضة هذا الأمر جيدًا للتحريض ضد اللاجئين السوريين باعتبارهم من يضيقون على الأتراك سعة العيش، بل إن زعيم حزب الشعب الجمهوري أحد أبرز أقطاب المعارضة التركية يتحدث بكل وضوح عن برنامج الحزب حيال وصوله للسلطة في الانتخابات البرلمانية التركية القادمة بأنه سوف يقوم بإعادة السوريين إلى وطنهم.