web analytics
غير مصنف

الثورة على شركات النفط.. لماذا تعجز الحكومة التونسية عن تلبية مطالب المحتجين؟

«سيبدأ اليوم الثاني من زيارته بالمشاركة في مراسم وصول للقاء الرئيس محمود عباس زعيم فلسطين»، كانت هذه الجملة التي ذكرها البيت الأبيض في الجدول الزمني الرسمي لخطط الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الحالية، وذكر فيها اسم  «فلسطين» على غير العادة الرسمية الأمريكية، لكن هذه الجملة لم تثر أي نوع من التفاؤل بالنسبة لقطاع كبير من الفلسطينيين بشأن التحرك الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية.

 

«سيبدأ اليوم الثاني من زيارته بالمشاركة في مراسم وصول للقاء الرئيس محمود عباس زعيم فلسطين»، كانت هذه الجملة التي ذكرها البيت الأبيض في الجدول الزمني الرسمي لخطط الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الحالية، وذكر فيها اسم  «فلسطين» على غير العادة الرسمية الأمريكية، لكن هذه الجملة لم تثر أي نوع من التفاؤل بالنسبة لقطاع كبير من الفلسطينيين بشأن التحرك الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية.

فخلال 45 دقيقة، هي مدة لقاء «ترامب» بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم، تحرك الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، بمظاهرات وفعاليات تستهجن هذه الزيارة، وحرقوا وداسوا صور ترامب، وأكدوا على سلبية الموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية، فبينما وعد ترامب بتحسين الاقتصاد الفلسطيني كانت أسواق غزة تعيش أسوأ  حالات الركود، ومنازلها عتمة تفقد التيار الكهربائي، بسبب إجراءات عباس التعسفية التي جاءت في نظر البعض كقربان لترامب، ولكن ماذا عن المفاوضات واستئناف «عملية السلام»، هل عباس وترامب وإسرائيل جادون في تحقيقها؟ هذا ما سوف يحاول التقرير التالي الإجابة عنه.

هل يحقق ترامب «السلام»؟

«سمعت أنه أحد أصعب الاتفاقات على الإطلاق، لكن لدي شعورًا بأننا سنصل إلى حل في نهاية المطاف»، ربما تتحمل كلمات الرئيس الأمريكي «دونالد ترمب» السابقة شيئًا من المبالغة السياسية، إذ يعتقد الرجل أن قدراته في التفاوض وعقد الصفقات ستمكنه من التوسط لاتفاق تاريخي بين الفلسطينيين والإسرائيليين فشل في تحقيقه كل الرؤساء الأمريكيين السابقين.

الثورة على شركات النفط.. لماذا تعجز الحكومة التونسية عن تلبية مطالب المحتجين؟

كيف يمهد عباس الطريق لترامب لمصالحة إسرائيل؟

تلك المبالغة – في نظر البعض – يشاركه فيها الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» حين قال لترامب: «أتمنى أن يشهد التاريخ أنك الرئيس الذي حقق السلام»، ورغم أن تصريحات ترامب خلال لقائه بعباس في مدينة «بيت لحم» لم تُشر إلى  كيفية بدء مفاوضات السلام المتوقفة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، إلا أن الأهم أن خطاب ترامب أظهر تجاهلًا واضحًا لما يعتبره الفلسطينيون الحقوق الفلسطينية، حتى إنه لم يذكر الدولة الفلسطينية عند الحديث عن «صفقة السلام التاريخية».

ومع هذا يمضي الرئيس الفلسطيني قبل وبعد الزيارة بمرونة يراها البعض مفرطة في إجراءات ترضية للرئيس الأمريكي، فقد أبدى مرونة وصفت بـ«الخطرة»، تتمحور حول التخلي عن الشروط السابقة لاستئناف المفاوضات، كتجميد الاستيطان، وإطلاق الدفعة الرابعة لأسرى ما قبل اتفاق أوسلو، يقول المحلل السياسي الفلسطيني «هاني المصري» إن:  «الجانب الفلسطيني قدم عرضًا يتضمن البدء من النقطة التي انتهت إليها المفاوضات السابقة، واستعد لقبول تبادل للأراضي بنسبة تصل إلى 6.5%، وتضمن العرض الفلسطيني أن تكون القدس مفتوحة وعاصمة لدولتين، وأن تحل قضية اللاجئين وفق معايير كلينتون».

ويضيف «المصري» في مقاله «صفقة ترامب ليست على الأبواب» أن: «الهدف من الزيارة ينصب على ترميم العلاقات الأمريكية الإسرائيلية التي شابها بعض التوتر في عهد باراك أوباما، وعلى تنفيذ خطوات بناء الثقة بين الجانبين لخلق أجواء بينهما تسمح باستئناف المفاوضات، وهذا ما صرح به مسؤولون أمريكيون».

يشار إلى أن العديد من الإجراءات اتخذها عباس قبل زيارته إلى البيت الأبيض في الثاني من مايو (أيار) الجاري، خص بها  قطاع غزة بغية الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إذ قرر خصم رواتب الموظفين، وتعزيز أزمات الكهرباء وتشديد حصار غزة.

عباس يريد «الوضع على ما هو عليه»

«نتنياهو هو من سيقول الكلمة الأخيرة لترامب، وليس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ولا ملك الأردن عبد الله الثاني ولا رئيس السلطة محمود عباس، والحديث عن إحياء المبادرة العربية مجرد ذر للرماد في العيون» *جزء مما أسر به مسؤول كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى  وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي الأسبق «أوري سافير».

الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي

فبينما يرى المراقبون أن ترامب يركز بشكل أساسي على إقناع الدول العربية بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، يتضح أن إسرائيل غير معنية البتة بما يقدمه عباس ويعرضه على ترامب، فما ذكره موقع «ميدل إيست آي» البريطاني، من أن رئيس السلطة الفلسطينية، عباس، يملك خطةً تتضمَّن تخلّي الفلسطينيين عن 6.55% من أراضيهم لإسرائيل، لن يجد فرصة لتمريرها، لكون الإسرائيليين غير معنيين بالتنازل عن سنتيمتر واحد، وغير معنيين بإقامة دولة فلسطينية، بحسب الخبير في الشأن الإسرائيلي «صالح النعامي»، مضيفًا: «لا أعتقد أن عباس جاد، فهو يدرك أن الإسرائيليين غير معنيين بأية حلول، وما يفعله هو مجرد إثبات حسن نية، وأكثر ما يطمح له عباس هو إبقاء الوضع قائمًا على ما هو عليه، فأي حل يقول بدولة فلسطينية في الضفة الغربية على أي مساحة، هو حل مرفوض من قبل الإسرائيليين».

ويتساءل «النعامي» خلال حديثه لـ«ساسة بوست» على أي أساس سيطرح ترامب الذي لا يتعاطى معه الأمريكيون بجدية، مفاوضات السلام؟ ويقول: «قبل أيام ذكرت صحفية أمريكية أن الأمريكيين عرضوا على إسرائيل تطبيع العلاقات مع العرب مقابل فقط تجميد الاستيطان في المستوطنات النائية التي تقع في أقصي الضفة الغربية مع إطلاق يد إسرائيل للبناء في التجمعات الاستيطانية الكبرى، وإسرائيل رفضت ذلك»، ويعقب بالقول: «المراقب للوضع الإسرائيلي الداخلي، يدرك أن كل ما يطرح مجرد إدارة أزمة لا أكثر ولا أقل».

ويتفق مدير وحدة «المشهد الإسرائيلي» في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) أنطوان شلحت مع النعامي،  ويقول إن الإسرائيليين يدركون أن عباس يعي أن ما طرحه على ترامب لن يتحقق، وأقصى ما يريده عباس هو المحافظة على الوضع القائم، بينما إسرائيل تتكلم عن قرارات بعيدة المدى تتضمن مصادرة وضم أراضٍ، وكل ضغوطاتها تأتي بهذا الاتجاه، ولذلك الرئيس الفلسطيني يريد المحافظة على الوضع القائم فقط.

الموقف العربي يشجع «ترامب» على تجاهل القضية الفلسطينية

في ظل وجود أكثر من خمسين قائدًا عربيًا وإسلاميًا، أغفل البيان الختامي لقمة الرياض القضية الفلسطينية، وركز بشكل كبير على قضايا الإرهاب، وبالتحديد على مواجهة الإرهاب الإيراني، إذ تتوافق الدول العربية وخاصة مصر والسعودية مع الموقف الأمريكي المشدد على أهمية مواجهة الخطر الإيراني الذي يهدد الأمن العربي.

قمة الرياض-السعودية

يصف مدير وحدة «المشهد الإسرائيلي» في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) أنطوان شلحت تصريحات  «ترامب» حول تحقيق السلام بأنها «عمومية»، ويقول: «في خطابه لم يتطرق بتاتًا لمسألة الدولة الواحدة أو الدولتين أو حتى تقرير المصير»، ويميل «شلحت» للرأي الذي يعتبر سياسة ترامب إزاء الدول العربية والقضية الفلسطينية لم تتشكل بعد، ويتابع القول: «لذلك لم يبقَ الآن إلا العلاقة القائمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وهذه العلاقة يحاول ترامب من خلالها إقامة نوع من معادلة التوازن بين العرب وإسرائيل».

ويبين «شحلت» خلال حديثه لـ«ساسة بوست» أن المطلب العربي يتركز على الموقف من إيران أكثر من حل القضية الفلسطينية، ولذلك يبرر سبب عدم دخول ترامب في تفاصيل حول الوضع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فلا أحد من الدول العربية يمارس عليه ضغطًا لحل القضية الفلسطينية، حسب شلحت.

ويقول شلحت: «إسرائيل لن تسمح حتى بالحد الأدنى مما يريده عباس»، مستشهدًا على ذلك بعرض الفلسطينيين على الإسرائيليين قبل زيارة ترامب تجميد البناء في المستوطنات مقابل استئناف المفاوضات، وهو الطلب الذي لم تلتف إليه إسرائيل، لكون اتخاذ مثل ذلك القرار العلني سيؤدي إلى تفجير حكومة إسرائيل من الداخل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...