الجمال ليس كل شيء: «الوجه الآخر» لإيفانكا ترامب
متأبطة ذراع زوجها الذي حرص على ارتداء بذلة أنيقة، فيما ارتدت هي فستانًا فاخرًا طويلًا فضي اللون، رسمت إيفانكا ترامب ابتسامة ساحرة علي وجهها، نظرت للكاميرا في سعادة ظاهرة وهي تلتقط الصورة التي أدرجتها «ابنة ترامب» سريعًا على حسابها على موقع الصور الشهير Instagram.
«إيفانكا التي لا تُبالي»
متأبطة ذراع زوجها الذي حرص على ارتداء بذلة أنيقة، فيما ارتدت هي فستانًا فاخرًا طويلًا فضي اللون، رسمت إيفانكا ترامب ابتسامة ساحرة علي وجهها، نظرت للكاميرا في سعادة ظاهرة وهي تلتقط الصورة التي أدرجتها «ابنة ترامب» سريعًا على حسابها على موقع الصور الشهير Instagram.
كانت الأمور ستسير على ما يُرام لولا أن شيئًا واحدًا قد عكر الأجواء، وأوقع ابنة الرئيس في حرج شديد: التوقيت، نتحدث هنا عن الثامن والعشرين من يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث اللحظة التي ضُغط فيها زر إدراج الصورة، كانت حشود المتظاهرين في الشوارع تهتف ضد والدها، بسبب القرار الذي أصدره بحظر سفر المسلمين من بعض الدول إلى الولايات المتحدة.
انهالت على شبكات التواصل الاجتماعي التعليقات والشتائم المنددة بما فعلته إيفانكا، متهمة إياها بأنها لا تُبالي بمشاعر المسلمين المحتجزين في المطارات الأمريكية ممنوعين من الدخول بأمر والدها، أو أنها غير آبهة بالفوضى والمظاهرات التي تشهدها البلاد.
وكان من الممكن أن تتفادى ابنة ترامب نشر الصورة على تويتر، وتكتفي بوضعها على الصفحة الخاصة بها على إنستغرام فقط، لكنها لم تفعل وأعادت نشرها على تويتر، وعلى تويتر فقط حازت الصورة على أكثر من 466 ألف إعجاب «LIKE»، ونحو أربعة آلاف من إعادة التغريد «RETWEET»، وأكثر من 144 ألف تفاعل بالرد «REPLY».
وبعد أيام من تلك الحادثة، تعرضت بعض العلامات التجارية التي تحمل اسم «إيفانكا ترامب» إلى المقاطعة أهمها سلسلة «نوردستروم» التي أوقفت بيع منتجات خط الأزياء الخاص بإيفانكا، حتى إن الأمر استدعى تدخل مسؤول في البيت الأبيض بنفسه، هي مستشارة الرئيس كيليان كونواي التي دعت المواطنين إلى شراء المنتجات التي تحمل العلامة التجارية لابنة الرئيس.
ثمرة المحسوبية: فقط لأنها ابنة الرئيس
«ترامب وأقاربه يتعاملون وكأنهم أفراد من العائلة الملكية».
هكذا وصف وزير الخارجية الألماني سيغمار جابريال الوضع الأمريكي، معترضًا على الحفاوة التي لقيتها ابنة الرئيس الأمريكي في زيارة إلى برلين أواخر أبريل (نيسان) الماضي، مستطردًا: «هذه الأمور غريبة تمامًا بالنسبة إليّ، فمثلًا عندما زارت ابنته بلادنا اعتُبر ذلك حدثًا عالميًا، إن اختلاط السياسة والعائلة هو أمر لا يُمكن تخيله هنا، هذه ببساطة تسمّى محسوبية».
في يناير (كانون الثاني) الماضي، كتب هنري كاري مقالًا ترجمته «ساسة بوست» عن الدور المحوري الذي تلعبه عائلة الرئيس المنتخب حديثًا في حياته، أشار كاري إلى مفهوم السلطنة بوصفها «الحكم الشخصي المطلق، التي لا يقيدها أي أيديولوجيا أو أعراف قانونية أو توازن للقوى».
تحمل شهور حُكم ترامب القليلة ملمحًا من ملامح السلطنة تلك، فالرجل الذي وصل إلى السلطة عبر حملة انتخابية غير تقليدية لم يجد متحرجًا من الاستعانة بأقاربه، فعين زوج ابنته جاريد كوشنر مستشارًا، أما في حالة إيفانكا، فقد اتخذت «المحسوبية» شكلًا أكثر وضوحًا وجُرأة.
في البداية، لم تتمتع ابنة الرئيس بأي صفة رسمية وهي تحضر الاجتماع تلو الاجتماع مع قادة العالم الذين طاروا إلى واشنطن لملاقاة الرئيس الجديد، كانت تحضر فقط لأنها ابنة الرئيس، قبل أن تمنح لاحقًا منصبًا في البيت الأبيض برتبة مستشار، وهو ما أثار انتقادات بوجه إدارة ترامب بعد اتهامه بمخالفة القوانين التي تحظر «محاباة الأقارب».
إيفانكا تصمت عن التحرش بالنساء.. وبها
كانت الحملة الانتخابية لترامب حافلة بالمفاجآت، يومًا بعد يوم، وكانت تظهر إلى العلن دائمًا «فضائح» جديدة له تظهر سلوكياته، وهوسه الجنسي، وتعليقاته الخارجة بخصوص النساء، بداية من فيديو له مع عارضات لصالح مجلة «بلاي بوي» الإباحية، ثم تسريب صوتي له يتحدث عن «إغواء جريء» للنساء، يؤكد أنه يفضل النساء في سن الشباب ويرفضهن حين يكبرن.
لم تسلم إيفانكا نفسها من تحرش أبيها، ففي أحد التسجيلات الفاضحة، تغزل ترامب في جسد ابنته، ووصفها وصفًا فاضحًا، قبل أن ينطلق إلى وصف مغامراته النسائية المتعددة في فخر.
حظيت تلك التسريبات برفض أفراد عائلة ترامب جميعهم، وأصدرت ميلانيا زوجة ترامب بيانًا أكدت فيه رفضها لعبارات زوجها، وإن أعلنت أنها قد سامحته بعد اعتذاره.
وحدها إيفانكا صمتت طويلًا عما اعتبره الكتّاب والمراقبون «بذاءات» أبيها، وإهاناته بحق النساء، وبحقها هي أيضًا، وفيما كان أفراد الحملة والعائلة يتسابقون لتلطيف الأجواء بالتأكيد أن ترامب قد اعتذر، كانت هيتلتمس لأبيها الأعذار على تعليقاته.
تدعم يهودية القدس وزوجها يتبرع لهدم الأقصى
«إنني أشعر أن هذه العائلة جزء لا يتجزأ من الشعب اليهودي، لا يمكننا القلق في ظل وجود ترامب وعائلته، وخصوصًا ابنته إيفانكا».
بحسب تقرير أوردته صحيفة عربي 21 ، كان هذا هو تعليق أحد اليهود الذين تواجدوا في منطقة «حائط البراق» المعروف يهوديًا بـ«حائط المبكى»، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، عقب الزيارة الفريدة التي قامت بها عائلة ترامب إلى المكان قبل أيام.
حرصت إيفانكا ترامب التي رافقت هي وزوجها جاريد كوشنر الرئيس الأمريكي في أولى رحلاته إلى الخارج، – حرصت – علي أن ترتدي ملابس تظهر تواضعها أثناء زيارتها إلى الحائط، وبالغت في إظهار الخشوع، وقد كتبت في تغريدتها بعد الزيارة: «إنه لأمر عميق المغزى أن أزور المكان الأقدس في عقيدتي، وأن أترك مذكرة صلاة فيه».
It was deeply meaningful to visit the holiest site of my faith and to leave a note of prayer.
Associated Press (AP)
وكما ينقل التقرير نفسه، فقد أعقب الزيارة تصريح لوزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنغبي يقول فيه: «إن صلاة إيفانكا وزوجها بشكل خاص منحت لنا بعدًا رمزيًا بالغ الأهمية والدلالة، لا سيما بعدما زعمت اليونسكو أن هذا المكان يعود للمسلمين، لقد قالت بنت الرئيس الأمريكي إن هذا المكان لليهود فقط».
ولدت إيفانكا ترامب على الديانة المسيحية، إلا أنها قررت اعتناق اليهودية في عام 2009 بعد أن تعرفت على حبيبها جاريد كوشنر، تزوج الحبيبان وفق الديانة اليهودية ولديهما الآن ثلاثة أطفال.
وبحسب ما تصف صحيفة «المصدر» الإسرائيلية الناطقة بالعربية، فإن ابنة الرئيس تعمل وفق وصايا اليهودية بحذافيرها، فهي تحافظ على قدسية يوم السبت، أي أنها لا تعمل ولا تستخدم الأدوات الكهربائية، مثل استخدام الهاتف يوم السبت، وهي تتناول أيضًا طعامًا حلالًا وفق الشريعة اليهودية فقط.
أما زوجها جاريد كوشنر، فإن تحقيقًا لصحيفة «هارتس» كان قد كشف النقاب عن أنه وعائلته قد تبرعوا بملايين الدولارات لجمعيات يهودية تخطط لتدمير الأقصى، إلى جانب دعم الحاخام إسحاق شابيرا الذي يدعو إلى «قتل الرضع العرب خشية أن يكبروا ويشكلوا تهديدًا على إسرائيل».
نسيت التصويت لوالدها: إيفانكا جاهلة بأبسط القواعد الانتخابية
في أبريل (نيسان) 2016، فجر ترامب مفاجأة حين أكد أن ابنيه (إريك وإيفانكا) لن يصوتا له في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في نيويورك، والسبب ببساطة أنهما قد فوتا موعد التسجيل في قوائم الجمهوريين للتصويت في تلك الجولة من الانتخابات.
وقال ترامب مازحًا في تعقيبه على ذلك الأمر «لم يكونا على دراية باللوائح. يشعران بالذنب بشدة. لكن لا بأس؛ أنا أتفهم ما حدث».
لدينا إذًا ابنة كبرى للرئيس الأمريكي، تشغل منصب مستشار في البيت الأبيض، وتلعب دورًا سياسيًا يرى الكثيرون أنه يتجاوز خبراتها وقدراتها، فيما هي لم تعرف أكثر القواعد بديهية، وهي أن على المرء أن يسجل عضويته في الحزب الجمهوري ليصبح قادرًا على التصويت لأبيه في الانتخابات الداخلية للحزب الجمهوري.