الخارجية الروسية: لا ندعم الأسد لكننا لا نريد تكرار السيناريو العراقي في سوريا

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا لا تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، لكنها متمسكة بحق الشعب السوري بتقرير مصيره.

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا لا تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، لكنها متمسكة بحق الشعب السوري بتقرير مصيره.

وفي محاضرة ألقاها في مقر "صندوق كوربر" في برلين، اليوم الخميس، قال لافروف: "لا ندعم الأسد بل نحن ملتزمون بقرارات مجلس الأمن الدولي ونصت هذه القرارات بوضوح … على أن الشعب السوري وحده من حقه تقرير مصير سوريا".

وتابع الوزير الروسي قائلا: "فيما يتعلق بالأسد فنحن لا ندعمه، لكننا لا نريد إطلاقا أن يتكرر (في سوريا) ما حصل في العراق.

وأوضح لافروف أنه بالنسبة لما جرى في العراق، فإن دولا غربية كثيرة كانت "متعطشة للقضاء على الدكتاتور"هناك، وأردف قائلا: "ولهذا أخشى من أنه بعد  القضاء على الدكتاتور سيجري القضاء على البلد أيضا، لأننا نشهد هناك تطورات شديدة التعقيد".

وذكر الوزير بهذا الخصوص أن ليبيا تشهد حاليا وضعا مشابها للوضع السوري.

وخلال تطرقه إلى اتهامات موجهة إلى روسيا بالقيام بدور تخريبي على الساحة الدولية، ذكر لافروف أنه يتابع وسائل الإعلام الغربية واتضح له من تقاريرها أنه "لا تكاد توجد أزمة في العالم إلا واتهم الغرب روسيا بالوقوف وراءها".

وجدد الوزير نفي موسكو لتصريحات غربية مفادها أن روسيا تسعى إلى إضعاف الاتحاد الأوروبي بل وحتى إلى شق صفوفه، واصفا المزاعم من هذا النوع بالسخيفة والمنافية للمنطق.

أما بخصوص الأحاديث عن محاولة موسكو التدخل في الانتخابات الأوروبية، بما في ذلك الانتخابات في ألمانيا، فقد أكد لافروف أنها افتراضات لا أساس لها إطلاقا. وأردف "بالطبع من الإطراء لنا أن هناك من يقدمنا كبلد في مقدوره تقرير مصائر العالم في الولايات المتحدة وفي ألمانيا"، لكنه أشار إلى أن هذه الصورة لروسيا ليست صحيحة، وإلا لكانت "مواقف جميع جمهوريتنا السوفيتية السابقة غير تلك التي تتبناها حاليا في بعض الأحيان، وربما كانت الأزمة الأوكرانية لم تحدث ولم تكن هناك مشكلات أخرى..".

وأعاد لافروف إلى الأذهان أن التحقيقات التي تجري في الولايات المتحدة حول التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لم تكشف عن حادث واحد دالّ على حقيقة هذا التدخل.

وأعرب رئيس الدبلوماسية الروسية عن اعتقاده بأن تسوية الأزمة الداخلية الأوكرانية على أساس تطبيق الاتفاقات الموقعة في مينسك بهذا الشأن تطبيقا شاملا، كانت ستساهم كثيرا في تخفيف التوتر السائد حاليا في القارة الأوروبية. وأشار إلى أن "قدرة كييف على قطع جزئها من الطريق لا تزال أمرا مشكوكا فيه". كما عبر الوزير عن أمل موسكو أن تستخدم ألمانيا وفرنسا كشريكتين لروسيا وأوكرانيا في "رباعية نورماندي" (المعنية بحل الأزمة الأوكرانية)، "وكذلك الولايات المتحدة التي لها تأثير خاص على  النخب السياسية في كييف، ما لديها من الأذرع لتغيير هذا الوضع".

كما أكد لافروف أن موسكو تود أن تكون أوكرانيا دولة ديمقراطية مستقرة لا تبقى السلطة فيها في أيدي المتطرفين.

وبخصوص موضوع العقوبات المفروضة على روسيا على حلفية الأزمة الأوكرانية، ذكّر لافروف بأن فرض العقوبات يعد من صلاحيات مجلس الأمن الدولي، والوظيفة الوحيدة لهذا الإجراء هي دعم السلام والأمن في العالم، مؤكدا رفض موسكو الدخول في أي مفاوضات حول شروط رفع العقوبات.

المصدر: وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...