الروح المعنوية لـ”داعش” في الحضيض
تلقى تنظيم داعش الإرهابي ضربة موجعه بخسارته مدينة الرمادي، لتنضم إلى قائمة خسائره الطويلة في الدولة التي انطلق منها التنظيم، ونواته الرئيسية، مما تعد اي خسارة فيه ذات تأثير مضاعف على الروح المعنوية لمقاتليه ليس داخل الأراضي العراقية فقط بل في كافة مناطق سيطرة التنظيم، مما جعل التنظيم الإرهابي يغير من لغة خطابه، ويستخدم مرادفات جديدة، يحاول بها الإمساك بالروح المعنوية لمقاتليه، حتى لا تفلت الأمور من يده.
اعتمد التنظيم طول فترة انتصاراته على لغة تعتمد على الزهو والفخر، وعبارات تمنح الثقة في نفوس مقاتليه، من قبيل ” الدولة الإسلامية باقية وتتمدد” التي اتخذها شعار رسمي له، إلا أن انحسار اراضي التنظيم على ارض الواقع، جعل من غير المجدي ترديده، فلجأت إلى لغة أخرى، من العبوات الجاهزة التي تستخدمها تيارات الإسلام السياسي مجتمعة، والتي تتراوح عباراتها بين ” البلاء – الصبر- نصر الله آت لا محالة- التمحيص- نبذ المتطرفين”، بالإضافة إلى تصدير آية ” كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله”.
كما اعتمد التنظيم على اخبار خسارته لتثبيت جنوده بها، حيث اعاد نشر الأخبار التي تتحدث عن شن التحالف الدولي 600 غارة جوية على الرمادي خلال الشهر الماضي، والأخرى التي تفيد بأن اعداد مقاتلي داعش في الرمادي يقدرون بـ150 مقاتل، فيبدأ التنظيم في تبني خطاب من بسالة هؤلاء المقاتلين، وثباتهم أمام كل تلك الهجمات، ليصفهم في النهاية بالأسود، كما يرفض التنظيم حتى الآن الاعتراف الصريح بخسارته الرمادي، محاولاً التقليل من انتصارات الجيش العراقي، والقول انهم لا يسيطرون سوى على 4 قرى فقطـ، وان الدولة الإسلامية ستستردهم قريباً.
فيما اعلن العقيد ستيف وارن، المتحدث باسم التحالف العسكري الدولي لقتال داعش، قتل التنظيم الدولي عشرة من زعماء داعش خلال معاركهم معه في الرمادي، بينهم أفراد على صلة بهجمات باريس، أحدهم يدعى عبد القادر حكيم، وكان يتولى تسهيل العمليات الخارجية للتنظيم، وارتبط بالشبكة التي نفذت هجمات باريس، وأنه قتل في مدينة الموصل العراقية في 26 من ديسمبر، كما قتل التحالف قيادي بارز للتنظيم في سوريا وهو شرف المؤذن، بغارة.
وأشار ” وارن”، في تصريحات تداولتها وسائل الإعلام، أن من بين القتلى من كان يحمل مخططات لتنفيذ عمليات إرهابية أخرى في الغرب.