السر فى إقبال الزبائن على “البرنس” و”نتانة” و”زبالة”

 

“عبده تلوث”، “مشروبات الحاج زبالة”، “زيزو نتانة”.. وأخيرا “البرنس”، بالطبع هذه الأسماء تبدو مألوفة لكثيرين، فهي خاصة بمجموعة من المطاعم ومحال المشروبات، التي أقبل عليها الزبون بشغف كبير، منذ سنوات عديدة، ليلتقي المواطن البسيط وصاحب أفخم السيارات، المصري والسائح العربي والأجنبي، باحثين عن السر المفقود، الذي قد يمنحهم شيئا من السعادة، من خلال كسر قيود الأسماء والشياكة والأناقة، واكتساب مناعة وشم هواء مصر، غير عابئين بالأخبار والتحذيرات من احتمال الإصابة بمشكلات صحية.

 

كشفت الباحثة في علوم التغيير والعلاقات الإنسانية، هبة سامي، لـ”دوت مصر”، سر إقبال آلاف الزبائن من مختلف الطبقات الاجتماعية على محال اتخذت من “الزبالة والنتانة” أسماء للشهرة، رغم أن وصف طعام أو مشروب بالتلوث أو إلخ من المسميات يكون غير صالح للطعام.

 

خفة دم المصريين

اشتهر المصري بخفة الظل، ويتجلى ذلك في لكنته وأسماء المحال التجارية، فلك أن تتخيل ما تثيره هذه الأسماء من فضول وتعجب عند سماعها لأول مرة، إلا أنها ترتبط بعائلات، فمثلا نجد “البغل” و”الجحش”، أسماء لأشهر المطاعم في السيدة زينب، لتبقى عنصر الجذب الأول، فمن فينا لا يريد الاستمتاع بوجبة مرحة.

 

حب الأشياء غير المألوفة

مع ضغوط الحياة التي يحيا فيها المواطن، يزيد بحثه عما يثير دهشته ويجدد حياته بأقل التكاليف، حتى الأثرياء ملوا الإمساك بـ”منيو” أغلى المطاعم والكافيهات، لتجدهم يبحثون عن البساطة في كل شيء، وعن اللمة الحلوة والضحك بصوت عالٍ دون قيود.

 

عشق التراث المصري

إقبال المصريين والسياح على الأماكن التراثية والأحياء الشعبية، يعد من أهم العوامل التي استند عليها أصحاب هذه المطاعم ذات الأسماء الغريبة، حتى المتواجد في المناطق الراقية صممت ديكوراته على الطراز الشعبي، حتى أننا نجد الآن الطبقات والمستويات الراقية يتجمع الأصدقاء في الأحياء الشعبية ويحبون أجوائها.

 

فن التسويق والدعايا

تابعت سامي: “الإبداع غير المألوف في الدعايا مع الجو العام للمكان والديكورات والبساطة حتى في أدوات المائدة والمنيو والسعر المناسب، كلها محركات أساسية لشهرة هذه المطاعم، والتقاط الصور التذكارية مع المشاهير الذين تستهويهم تجربة تناول طعام مختلف في هذه المطاعم، فالناس يجذبها الاختلاف وهذا له علاقة بمهارات التسويق والإعلان”.

 

وتر استفزاز العواطف

هؤلاء الذين يستخدمون تلك الأسماء “برنس”، “نتانة”، “زبالة”، كنوع من أنواع الجذب يسمى الجذب العاطفي، خرجوا عن الأسماء الشيك الجذابة إلى نوع جديد من الأسماء المتسمة بالصفات التي يبعد عنهم كل شخص، فيقبل على الشيء أو الفكرة التي استفزته، وحركت لديه روح المغامرة وحب الاستطلاع.

 

الزبون عاوز يرضي غروره

أشارت هبة سامي إلى سيطرة “عقدة الاختلاف” على أغلب من يقبل على مطعم غريب اسمه مشكوك في أمره وأُثيرت حوله الشبهات، فكل شيء خارج عن المألوف يشتهر أكثر حتى لو كان سلبيا، فقد أبدعوا بحنكة فطرية بدافع الرزق ولقمة العيش، وبالنسبة للزبون فغالبا ما يسعى للإبداع ويبحث عن غيره فتستفزه التجربة، ليكون الأول بين أصدقائه في خوض التجربة، ويرضي غروره أحيانا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...