غير مصنف

الطيب أديب يكتب : بلدوزر حماية النيل يفرم “أحلام روبي”

 

مصطفى كمال أبوجبل والذي أطلق عليه أقرانه لقب “روبي”، شاب من قرية كوم الضبع بمركز نقادة محافظة قنا في صعيد مصر،حصل على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية من جامعة الأزهر فرع أسيوط.
ولم ينتظر روبي طابور التعيين مثل رفاقه،فقد عشق نهر النيل منذ صغره ،ما جعله يشارك والده في زراعة قطعة أرض “طرح نهر”،وظل يقضي فيها نهاره وليله،غير أن مياه النهر كانت تزيد في شهور الصيف فتغطي الجزيرة،ماجعل روبي يفكر في تعلية منسوب الجزيرة عن مياه النهر،ولم يكتف بذلك بل راح يعبد المكان ويزرعه بالأشجار المثمرة وأشجار الزينة،ويتخلص من نبات البوص والبردي ينشفه ويلونه ويحوله لمظلات وخيام صغيرة ومساند،ويستخدم من جزوع النخيل والأثل والجازورين كأعمدة للمظلات والخيام وتزيين المكان،كما استخدم روبي الأواني الفخارية التراثية التي اشتهرت بها المنطقة منذ العصر الفرعوني،لمياه الشرب وتزيين الجزيرة الصغيرة.ولم يفوته تصميم ملعب صغير للكرة الطائرة على جانب الجزيرة الجنوبي،وتربية بعض طيور الإوز التي تسبح في المياه القريبة.
وروبي فنان تلقائي يتميز بحس جمالي عال يفوق بعض مشاهير الفنانين التشكيليين،فهو يصمم أفكاره على الطبيعة،ويتضح ذلك من خلال تقسيمه للمكان وتلوين النباتات بعد تجفيفها وصفها بطريقة هندسية على شكل مظلات وخيام صغيرة تدعو للإعجاب.
وأصبحت جزيرة روبي متنفسا للكبار والصغار معا القادمين من مركزي نقادة وقوص وطلاب الجامعات ومراكز الشباب والجمعيات الأهلية من كل أنحاء قنا التي تفتقد لمثل هذه الأماكن المريحة للنفس.!
ورغم أن روبي ورث هذه الأرض صغيرة المساحة عن والده وجده بحق الانتفاع ويورد كل سنة مببلغا ماليا نظير الانتفاع بها لحين تملكها ..ورغم أنه لم يقم ببناء أية مبان خرسانية أوسكنية صدر قرار إزالة لخيام الجزيرة وأشجارها المثمرة التي فرمها بلدوزر حماية النيل بقنا أول أمس.!
ولم يقف الأمر على فرم الأشجار والخيام الصغيرة فبينما روبي يتحسر حزينا وهو يرى أحلامه وسنوات عمره تفرم تحت عجلات بلدوزر حماية النيل؛اغترفه جنود وضباط مركز شرطة نقادة وهناك صبوا عليه غضبهم بالشتائم والضرب.!
محطة أخيرة:
وفي النهاية يفرض السؤال الصعب نفسه من جديد : من يصنع الإرهاب في الصعيد وربوع مصر كلها الشباب أم الحكومة وجنودها؟!).

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...