غير مصنف

“الفودو”..حينما تتحول جرعة المخدر لمحاولة انتحار

52214-480x360

أعلن صندوق مكافحة الإدمان في بداية هذا العام أن نسب الإدمان في مصر ارتفعت بشكل ملحوظ في الأعوام الأخيرة، حيث بلغت 7% لتتخطي المعدلات العالمية والتي تمثل 5% من إجمالي السكان، ولم تتوقف المأساة التي يعيشها الشباب عند هذا الحد بل ازدادت باستقدام مروجي المخدرات لمواد أكثر خطورة.

يعتبر مخدر “الفودو” الأحدث والأخطر في سوق السموم العشبية، ويرجع سبب تسمية المخدر بهذا الاسم إلي معتقد “الفودو” والذي يمارس في العديد من الدول الإفريقية ومناطق الكاريبي، ووفقًا للمعتقد السائد فإن أتباع “الفودو” يمكن أن يغرسوا دبابيس في دُمى تمثل أعداءهم و يحرقونهم على أمل أن تصيبهم اللعنة، ومن هنا جاء اسم “الفودو” أو التعويذة.

ينتمي “الفودو” لنفس عائلة مخدري الماريجوانا والحشيش، إلا أنه يزيد خطورة عليهم بسبب حقنه بمواد “الأتروبين” و “الهيوسين” و”الهيوسامين”، وهي المواد التي تخدر الجهاز العصبي وتتحكم به لتفقد الجسم اتزانه، ويتم حقن الأعشاب بهذه المواد وهي في التربة.

يباع المخدر في مصر علي شكل أكياس تحتوي علي 3 مليجرامات من المخدر، وتتنوع الألوان بين الأسود والأخضر والأصفر بحسب بلد المنشأ، ويتراوح سعر الكيس الواحد بين 250 و350، كما يلاحظ تدوين جملة “غير صالحة للاستخدام الآدمي” علي بعض الأكياس، والتي في الأغلب يكون مصدرها الولايات المتحدة الأمريكية.

وعن تأثير “الفودو” يقول دكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي وأمراض المخ وعلاج الإدمان: إن المواد الفعالة في مخدر الفودو تؤثر علي ثلاث أجهزة في جسم الإنسان، أول الأجهزة المتأثرة هو الجهاز العصبي بحيث ينتج عنه فقدان الانتباه وتأخر في الإدراك والتفكير، كما تؤثر هذه المواد علي الجهاز الهضمي وتؤدي إلى العديد من المضاعفات، مشيرا إلي أن تأثير المخدر لا يقف عند الجهازين العصبي والهضمي، بل يمتد إلى الجهاز الحسي عند المتعاطي، وهو ما يؤدي لاختلال في الإحساس وتغييب للوعي وهي الحالة التي يسعى المتعاطي في الوصول إليها.

ويؤكد “فرويز” أن تعاطي الفودو لمدة طويلة يؤدي للإدمان، ويعرض المتعاطي للوفاة عن طريق هبوط حاد في دورة القلب، أو عن طريق جلطة في المخ، كما يزيد من احتمالية الوفاة نتيجة حوادث الطرقات بسبب فقدان الاتزان الذي يشعر به المتعاطي أثناء قيادة السيارة.

تعتبر تجربة تعاطي “الفودو” مختلفة عن تدخين باقية المخدرات، بسبب تأثيره القوي،ويذكر (ر. م.) تجربة تعاطيه الفودو لأول مرة قائلًا:” لم أكن أتخيل هذا التأثير، فبالرغم من أني أتعاطى الحشيش لمدة تزيد عن 5 سنوات، إلا أني لم أرَ في حياتي مثل هذه الهلوسة التي لاحقتني في المرة الأولى، فبعد حوالي 3 أنفاس من سيجارة تحتوي علي المخدر، ظننت أني قدْ مُت بل وأحاسب أيضًا، ووجدتني أتحدث بكلام لم يفهمه أحد حتى أنا”.

وإجابةً على سؤال “لماذا تعاطيته؟” يستطرد (ر.م.) قائلًا :” كنت في حالة إحباط شديدة، وعرفني صديقي علي المخدر بدعوى أنه سينسيني الواقع، لكني وجدت فيه محاولة للانتحار”.

أما بالنسبة ل (س. ع.) فقد رأي الفودو مثله مثل باقية المخدرات، وأن الفارق الوحيد هو المدة التي يطول فيها المفعول، قائلًا:”صحيح أن تعاطي الفودو شيء خطير وأن جرعة زائدة قد تودي بحياة الإنسان، لكن هذا المفعول يختلف من شخص لآخر، فأنا لا أنصح أحد من أصدقائي به، ولكني أتعاطاه منذ حوالي سنة وما زلتُ حيًا”

وعن تأثير المخدر استطرد قائلًا:” مفعوله يتراوح بين نصف ساعة وساعتين، وتستمر الهلاوس طوال هذه الفترة لكنها تنتهي بانتهاء مفعوله، ولا تخلف ورائها سوى عيون حمراء ولسعة بالحنجرة وشيء من فقدان الاتزان”.

وعند سؤاله عن كيف يحصل عليه قال: إن مخدر الفودو أصبح أكثر انتشارًا عن الماضي، وأن هناك “ديلارات” يبيعونه خصوصًا في الأماكن الراقية مثل مناطق القاهرة الجديدة والمهندسين والزمالك، ولكن بيعه في مثل هذه المناطق لا يحصر متعاطيه علي أبناء الطبقة الغنية، فالمخدر عرف طريقه إلى الكثير من الشباب من مختلف الطبقات.

وكان اللواء أحمد الخولي، مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، قد أعلن عن دخول “الفودو” مصر في تصريحات صحفية أدلى بها في سبتمبر الماضي، وتابع “الخولي” أن المخدر الجديد هو عبارة عن شجرة القنب وتم تهجينها والتلاعب في الجينات الوراثية للشجرة وهو يباع في الأسواق المصرية على هيئة أعشاب.

وأضاف “الخولي” أن المخدر يباع ب150 جنيهًا للجرام الواحد، وأنه لم يتم إدراجه في جدول المواد المخدرة بعد، وأن الإدارة طالبت وزارة الصحة بإدراجه في قائمة المخدرات.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...