غير مصنف

الليلة الكبيرة .. حكاية جيل ورا جيل

 

مهما باعد الزمان بين الأجيال، ستظل الليلة الكبيرة “حديث كل الأجيال” سيتغنون بها وسيفتون بها أيضا لأنها من نبع خالد وفولكلور كل الأجيال.

طعمية .. أراجوز .. عجمية باللوز .. الليلة الكبيرة يا عمى و العالم كتيرة ماليين الشوادر يابا م الريف و البنادر . . . الليلة الليلة السيرك تعالوا دى فرجة تساوى جنيه قولوا هيه . . ليلة صلاح جاهين و سيد مكاوى الكبيرة . .

صورة فنية مجسمة صاخبة بالحياة . . عالم يتلاطم بالخيال و الموسيقى و العرائس الخشبية . . بشر يثور و يحلم و يفرح و يضطرب و يتفاعل . . مصر بكل تفاصيلها . . بالملاية اللن و الكف المتحنى . . بمقاهيها و شمسها و أوليائها . .

فى ليلة صلاح جاهين و سيد مكاوى الكبيرة تمر بسرعة البرق على المحروسة من شرقها لغربها . . فنجد المصوراتى و القهوجى و العجوز و الفلاح و شجيع السيما و أم المطاهر و الراقصة . . قصاقيص من البشر يلقى كل منهم بجملة غنائية قصيرة لكن محارة القلب ستفتح لهم جميعا ليستقروا مثل اللؤلؤ يشع فى النفس بهجة و ندى محملا بالأحاسيس الفطرية الطازجة للبسطاء و أصحاب المهن و المهمشين

 

 

انفردت الليلة الكبيرة بأنها الثوب الفضفاض الذى يسع كل البنادر و الأرياف . . إنه صلاح جاهين صوت الشعب و الكروان المغرد بكل أحلامه و النسر المجنح فى سماء المهمشين . . صلاح جاهين أكاديمية فنية و مواهب متعددة على جدران أشعاره سجل حافل لأفراحنا و إنكساراتنا . .

ولد فى 25 ديسمبر 1930م والده المستشار بهجت أحمد حلمى رئيس محكمة الإستئناف بالمنصورة ، التحق بكلية الحقوق إرضاء لرغبة والده و تركها ليدرس الفنون الجميلة التى تركها بدوره و يعمل بعد ذلك بالصحافة فالتحق بروز اليوسف و صباح الخير ثم الأهرام بناء على إختيار هيكل، كان قارئ الأهرام يبدأ قراءتها من الصفحة التاسعة و تحديدا من كاريكاتير صلاح جاهين ، كان شاعرا صحفيا رساما عمل بالسينما كاتبا و ممثلا كتب كثيرا من الأغانى . . .

أما الشيخ سيد مكاوى فقد ولد فى أسرة بسيطة فى حى الناصرية بالسيدة زينب بالقاهرة ، حفظ القرآن و كان يقرأ و يؤذن للصلاة بمسجد أبو طبل و مسجد الحنفى بحى الناصرية . و كان يهوى التواشيح الدينية ، تم اعتماده مطربا بالإذاعة فى الخمسينيات و قدم بعد ذلك العديد من الألحان للإذاعة من أغان وطنية و شعبية ، و كانت عبقريته تتجلى فى شدة بساطته و عمق مصريته و التى استمدها من مدرسة سيد درويش التعبيرية و مدرسة زكريا أحمد التطريبية .

قدم رائعة فؤاد حداد المسحراتى فى حلقات إذاعية ، و قدم الشيخ سيد مكاوى العديد من الألحان لكبار المطربين ، و قام بوضع الموسيقى و الألحان لعدد من المسرحيات و كذلك لمسرح الطفل و قدم للإذاعة الكثير من الصور الغنائية .

و من أهم ما قدم رائعة جاهين الليلة الكبيرة . لم يكن ما جمع جاهين و مكاوى هذه الليلة فقط . . فقد جمعت بينهما ليلة كبيرة أخرى أكبر و أشهر و هى ليلة الوفاة . . .

فقد رحل صلاح جاهين عن الدنيا فى 21 أبريل 1986م و بعده ب11 فى نفس اليوم رحل الشيخ سيد مكاوى فى 21 أبريل 1997م .

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...