الموصل أشبه بمريض تحت التخدير خلال استئصال ورم خبيث
العين التي تشاهد الموصل لأول مرة بعد فراق سنتين وعشرة أشهر ترصد الكثير من المشاهدات، لاسيما وان الأمر يتعلق بمدينة تعيش في عين العاصفة منذ سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية عليها وتدور فيها حرب استثنائية منذ سبعة أشهر.
لأكثر من سنتين ونصف السنة كانت الموصل معزولة عما حولها، ومن يحاول الفرار منها يضيع حياته على المحك بعدما رسمت ما تسمى بدولة الخلافة حدودها بدماء ضحاياها، لكن أشياء كثيرة تغيرت بعد تحرير القوات العراقية نحو 90% من المدينة، أبرزها عودة الحياة الى الطريق الرابطة بين الموصل والعاصمة بغداد.
عبر نافذة التاكسي التي أقلتنا من بغداد انتبهت إلى نقاط التفتيش المنتشرة بكثافة على الطريق الممتدة لمسافة 400 كلم تقريبا، لم تعد مجرد مطب يخفف السائق سرعة سيارته عنده ليلقي التحية على الجندي ثم يواصل الرحلة، ثمة أسئلة واستفسارات يتلقاها المسافرون من أبناء الموصل، شاهدنا طوابير طويلة لأشخاص ينتظرون تدقيق أسمائهم قبل أن يسمح لهم بالمرور.
وفي محطة استراحة المسافرين المعتادة بمنطقة بيجي (210 كلم شمال بغداد) تلقيت الصدمة الأولى حيث أصيبت المنطقة بدمار هائل قضى على مظاهر الحياة، لم يعد هناك بشر لقد فروا جميعا من هول الحرب بين القوات العراقية ومقاتلي تنظيم داعش، بينما أكبر مصافي النفط العراقية الذي كان نواة هذه المدينة تعرّض لدمار شامل.
عندما اقتربنا من الموصل استيقظ فيّ الشعور بالخوف من داعش وتذكرت الهجمات التي كان ينفذها قبل سيطرته على الموصل ضد الأرتال العسكرية والسيارات المدنية في المنطقة الصحراوية التي كانت خارج سيطرة القوات العراقية، تلك الهجمات مهدت لسيطرة التنظيم على الموصل، في هذا الجزء صار سائقنا أكثر حذرا وهو يقود سيارته للتخلص من الحفر التي أحدثتها الانفجارات والعجلات المحروقة.
بلغنا ضواحي الموصل بعدما قطعنا نحو 350 كلم من المسافة، انحرفت التاكسي بنا لتفادي الاقتراب من المعارك الدائرة حاليا في ما بقي من أحياء المدينة، والانضمام الى الطابور الطويل الذي تشكل أمام جسر منيرة العائم، حلقة الوصل البرية الوحيدة بين ضفتي نهر دجلة في المحافظة كلها، فالجسور الخمسة التي تربط جانبي المدينة اشترك التحالف الدولي والتنظيم المتطرف في تدميرها وكل منهما له مبرره.
نهر يفصلني عن الحرب
عندما عبرنا الجسر العائم المرهون عمله بمزاج منسوب مياه النهر والواقع جنوب الموصل، شعرت بالارتباك فطوال فترة ابتعادي القسري عن المدينة كنت اصبر نفسي بأمل الحصول على الجائزة الكبرى، وها انا اقترب من نيلها.
أخيرا ترجلت من السيارة التي انشتلت فيها سبع ساعات، طرقت باب منزل يقع على الضفة اليسرى للنهر، وهناك بدأت اسمع بوضوح صوت المعارك والاشتباكات العنيفة فأدركت انني أقف جوار الحرب، بالفعل لا يفصلني عنها سوى النهر، وما دفعني للوصول الى هذه النقطة ليس الفضول وحده بل أيضا الحصول على جائزتي، أي لقاء والدي ووالدتي وأشقائي الذين نجوا بأعجوبة من بين فكي الموت في الجانب الأيمن.
بكيت عندما شاهدتهم، فلطالما خشيت ان أفقدهم الى الابد كما حصل مع آلاف المدنيين الذي صاروا وقودا لهذه الحرب، وتأثرت لأجلهم فقد تركت فترة حكم داعش على وجوههم وابدانهم آثارا واضحة، وجميع القصص التي تسمعونها عن الكارثة الإنسانية هناك تختزلها نظرة واحدة في وجه أي ناجٍ جديد من المعارك، عندما نظرت الى أحد أقربائي لم اعرفه لأول وهلة لم يبق من وجهه سوى الانف والإذنين بعدما فقد 20 كغم من وزنه، ارتعبت، لقد كان وجه ميت، شاحب وهزيل وحزين.
سألته ما بك تضحك هل جننت؟ صرخ بوجهي: لقد نجونا لا اصدق ذلك، لم يعد هناك داعش صحيح؟ وأطفالي إنهم يأكلون الشوكولاته التي حرموا منها لأشهر.
"دجاج دجاج"، هكذا صاح أحد الأطفال متعجبا عندما جلسنا حول مائدة العشاء، وآخر تساءل ما هذا مشيرا بإصبعه الى صحن سلطة، هذه الأشياء البديهية للإنسان كان توفرها في دولة الخلافة معجزة.
ومن الواضح ان شبح داعش يطارد الناجين الجدد، تعجبت لما خرجت في جولة بالمدينة رفقة أصدقائي وكنا نستمع الى الموسيقى وفجأة جفل أحدهم: اطفئ المسجل لقد جاؤوا! قال بصوت مرتجف لانه رأى سيارة من النوع نفسه الذي يركبه عناصر الحسبة. كم ذلك مؤلم.
في ساحة الحرب الخلفية
لم اقتنع بزيارة المدينة دون الوصول الى منزلي الذي قضيت فيه 30 عاما، بعد خمسة أيام فقط من تحرير حينا توجهت الى هناك، لقد كانت رحلة محفوفة بالمخاطر قطعتها ذهابا بثلاث ساعات وفي الوضع الطبيعي كانت لا تستغرق سوى (15) دقيقة، مررت عبر نقاط تفتيش كثيرة مرورا بالجسر العائم اليتيم الذي يؤدي الى الجانب الأيمن.
تنقلت بسيارات مدنية ولما اقتربت من مشارف المدينة كانت هناك سيارات عسكرية تنقلنا، ثم أكملت الرحلة سيرا على الاقدام بسبب منع حركة السيارات فالأحياء المحررة توا تعد ساحة حرب لقربها من المعارك.
كان الجو مشحونا بدخان اسود يتصاعد من الاحياء التي تشهد قتالا عنيفا، وأصوات طائرات تحلق وتقصف وصواريخ وقنابل هاون واطلاقات نارية كثيفة، اسمع بعضها يمر من فوقي فاضطر الى الانحناء لا اراديا، وأشجع نفسي لكي لا ارتد الى الوراء.
"إياك ومصائد المغفلين"، حذرني رجل كان خارجا من الحي، وهذه المصائد عبارة عن مجموعة عبوات ناسفة مربوطة بأسلاك رفيعة زرعها عناصر داعش على الطرقات لاستهداف القوات العراقية المهاجمة والمدنيين الذين كانوا يهربون الى المناطق المحررة، وقد راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح.
لقد كنت أسير بحذر شديد، حرصت على الالتزام بالطريق السالك متتبعا اثار اقدام المارة، وعندما دخلت الحي كنت اشاهد الدمار وانا مصدوم، ما شاهدته من قبل لم يكن سوى 10% من الاهوال، "هل أنت مجنون كيف تعودون الى منزلكم وسط هذا الدمار؟" قلت لصديقي وانا أتفحص ثلاثة منازل مجاورة لمنزله قد سويت بالأرض تماما وعلى بعد أمتار ثمة مصيدة لم يتم تفكيكها بعد.
كان الحي مثل مريض خرج توا من عملية جراحية كبرى لاستئصال ورم خبيث وما زال تحت تأثير المخدر، كل شيء هناك يدعو للبكاء، عشرات المنازل مهدمة واغلب السيارات المدنية صارت كرات حديدية بعدما اجبر تنظيم داعش أصحابها على وضعها في الشوارع لإعاقة تقدم القوات العراقية، فسحقتها الانفجارات والجرافات العسكرية.
هناك شاهدت جثثا للمقاتلين المتطرفين لا احد يكترث لها، المارون يسدون أنوفهم من الرائحة الكريهة المنبعثة منها، وغالبا ما يلعنونهم، احدهم خاطب جثة متفحمة مستهزئا: لقد ضحكوا عليك بالحوريات والآن أنت جيفة في مكب النفايات.
عندما اقتربت من منزلنا دقق احد عناصر الشرطة في هويتي ثم رافقني، "يجب ان تكون حذرا من المحتمل ان يكون مفخخا، بالأمس قتل مدني عندما فتح باب منزله فانفجر عليه، لقد صنعوا الفخاخ في كل مكان"، قال الشرطي.
دخلت وانا خائف بالرغم من ان القوت الأمنية فتشت المنزل من قبل، كلما فتحت بابا توقعت ان ينفجر، كانت هناك فوضى وهذا ما فعله داعش بعدما هربت عائلتي، لكن المنظر المؤلم حقا كان تحت السلم الكونكريتي حيث كان والداي واشقائي يحتمون خوفا من القصف.
عدد من الصحون فيها بقايا خبز ومرق، هو ما تركته عائلتي من عشاءها الأخير ثم فرت نحو القوات العراقية، وأخشى انها لم تعد تفكر بالعودة الى هذا المنزل مرة أخرى. (نقاش)
العين التي تشاهد الموصل لأول مرة بعد فراق سنتين وعشرة أشهر ترصد الكثير من المشاهدات، لاسيما وان الأمر يتعلق بمدينة تعيش في عين العاصفة منذ سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية عليها وتدور فيها حرب استثنائية منذ سبعة أشهر.
لأكثر من سنتين ونصف السنة كانت الموصل معزولة عما حولها، ومن يحاول الفرار منها يضيع حياته على المحك بعدما رسمت ما تسمى بدولة الخلافة حدودها بدماء ضحاياها، لكن أشياء كثيرة تغيرت بعد تحرير القوات العراقية نحو 90% من المدينة، أبرزها عودة الحياة الى الطريق الرابطة بين الموصل والعاصمة بغداد.
عبر نافذة التاكسي التي أقلتنا من بغداد انتبهت إلى نقاط التفتيش المنتشرة بكثافة على الطريق الممتدة لمسافة 400 كلم تقريبا، لم تعد مجرد مطب يخفف السائق سرعة سيارته عنده ليلقي التحية على الجندي ثم يواصل الرحلة، ثمة أسئلة واستفسارات يتلقاها المسافرون من أبناء الموصل، شاهدنا طوابير طويلة لأشخاص ينتظرون تدقيق أسمائهم قبل أن يسمح لهم بالمرور.
وفي محطة استراحة المسافرين المعتادة بمنطقة بيجي (210 كلم شمال بغداد) تلقيت الصدمة الأولى حيث أصيبت المنطقة بدمار هائل قضى على مظاهر الحياة، لم يعد هناك بشر لقد فروا جميعا من هول الحرب بين القوات العراقية ومقاتلي تنظيم داعش، بينما أكبر مصافي النفط العراقية الذي كان نواة هذه المدينة تعرّض لدمار شامل.
عندما اقتربنا من الموصل استيقظ فيّ الشعور بالخوف من داعش وتذكرت الهجمات التي كان ينفذها قبل سيطرته على الموصل ضد الأرتال العسكرية والسيارات المدنية في المنطقة الصحراوية التي كانت خارج سيطرة القوات العراقية، تلك الهجمات مهدت لسيطرة التنظيم على الموصل، في هذا الجزء صار سائقنا أكثر حذرا وهو يقود سيارته للتخلص من الحفر التي أحدثتها الانفجارات والعجلات المحروقة.
بلغنا ضواحي الموصل بعدما قطعنا نحو 350 كلم من المسافة، انحرفت التاكسي بنا لتفادي الاقتراب من المعارك الدائرة حاليا في ما بقي من أحياء المدينة، والانضمام الى الطابور الطويل الذي تشكل أمام جسر منيرة العائم، حلقة الوصل البرية الوحيدة بين ضفتي نهر دجلة في المحافظة كلها، فالجسور الخمسة التي تربط جانبي المدينة اشترك التحالف الدولي والتنظيم المتطرف في تدميرها وكل منهما له مبرره.
نهر يفصلني عن الحرب
عندما عبرنا الجسر العائم المرهون عمله بمزاج منسوب مياه النهر والواقع جنوب الموصل، شعرت بالارتباك فطوال فترة ابتعادي القسري عن المدينة كنت اصبر نفسي بأمل الحصول على الجائزة الكبرى، وها انا اقترب من نيلها.
أخيرا ترجلت من السيارة التي انشتلت فيها سبع ساعات، طرقت باب منزل يقع على الضفة اليسرى للنهر، وهناك بدأت اسمع بوضوح صوت المعارك والاشتباكات العنيفة فأدركت انني أقف جوار الحرب، بالفعل لا يفصلني عنها سوى النهر، وما دفعني للوصول الى هذه النقطة ليس الفضول وحده بل أيضا الحصول على جائزتي، أي لقاء والدي ووالدتي وأشقائي الذين نجوا بأعجوبة من بين فكي الموت في الجانب الأيمن.
بكيت عندما شاهدتهم، فلطالما خشيت ان أفقدهم الى الابد كما حصل مع آلاف المدنيين الذي صاروا وقودا لهذه الحرب، وتأثرت لأجلهم فقد تركت فترة حكم داعش على وجوههم وابدانهم آثارا واضحة، وجميع القصص التي تسمعونها عن الكارثة الإنسانية هناك تختزلها نظرة واحدة في وجه أي ناجٍ جديد من المعارك، عندما نظرت الى أحد أقربائي لم اعرفه لأول وهلة لم يبق من وجهه سوى الانف والإذنين بعدما فقد 20 كغم من وزنه، ارتعبت، لقد كان وجه ميت، شاحب وهزيل وحزين.
سألته ما بك تضحك هل جننت؟ صرخ بوجهي: لقد نجونا لا اصدق ذلك، لم يعد هناك داعش صحيح؟ وأطفالي إنهم يأكلون الشوكولاته التي حرموا منها لأشهر.
"دجاج دجاج"، هكذا صاح أحد الأطفال متعجبا عندما جلسنا حول مائدة العشاء، وآخر تساءل ما هذا مشيرا بإصبعه الى صحن سلطة، هذه الأشياء البديهية للإنسان كان توفرها في دولة الخلافة معجزة.
ومن الواضح ان شبح داعش يطارد الناجين الجدد، تعجبت لما خرجت في جولة بالمدينة رفقة أصدقائي وكنا نستمع الى الموسيقى وفجأة جفل أحدهم: اطفئ المسجل لقد جاؤوا! قال بصوت مرتجف لانه رأى سيارة من النوع نفسه الذي يركبه عناصر الحسبة. كم ذلك مؤلم.
في ساحة الحرب الخلفية
لم اقتنع بزيارة المدينة دون الوصول الى منزلي الذي قضيت فيه 30 عاما، بعد خمسة أيام فقط من تحرير حينا توجهت الى هناك، لقد كانت رحلة محفوفة بالمخاطر قطعتها ذهابا بثلاث ساعات وفي الوضع الطبيعي كانت لا تستغرق سوى (15) دقيقة، مررت عبر نقاط تفتيش كثيرة مرورا بالجسر العائم اليتيم الذي يؤدي الى الجانب الأيمن.
تنقلت بسيارات مدنية ولما اقتربت من مشارف المدينة كانت هناك سيارات عسكرية تنقلنا، ثم أكملت الرحلة سيرا على الاقدام بسبب منع حركة السيارات فالأحياء المحررة توا تعد ساحة حرب لقربها من المعارك.
كان الجو مشحونا بدخان اسود يتصاعد من الاحياء التي تشهد قتالا عنيفا، وأصوات طائرات تحلق وتقصف وصواريخ وقنابل هاون واطلاقات نارية كثيفة، اسمع بعضها يمر من فوقي فاضطر الى الانحناء لا اراديا، وأشجع نفسي لكي لا ارتد الى الوراء.
"إياك ومصائد المغفلين"، حذرني رجل كان خارجا من الحي، وهذه المصائد عبارة عن مجموعة عبوات ناسفة مربوطة بأسلاك رفيعة زرعها عناصر داعش على الطرقات لاستهداف القوات العراقية المهاجمة والمدنيين الذين كانوا يهربون الى المناطق المحررة، وقد راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح.
لقد كنت أسير بحذر شديد، حرصت على الالتزام بالطريق السالك متتبعا اثار اقدام المارة، وعندما دخلت الحي كنت اشاهد الدمار وانا مصدوم، ما شاهدته من قبل لم يكن سوى 10% من الاهوال، "هل أنت مجنون كيف تعودون الى منزلكم وسط هذا الدمار؟" قلت لصديقي وانا أتفحص ثلاثة منازل مجاورة لمنزله قد سويت بالأرض تماما وعلى بعد أمتار ثمة مصيدة لم يتم تفكيكها بعد.
كان الحي مثل مريض خرج توا من عملية جراحية كبرى لاستئصال ورم خبيث وما زال تحت تأثير المخدر، كل شيء هناك يدعو للبكاء، عشرات المنازل مهدمة واغلب السيارات المدنية صارت كرات حديدية بعدما اجبر تنظيم داعش أصحابها على وضعها في الشوارع لإعاقة تقدم القوات العراقية، فسحقتها الانفجارات والجرافات العسكرية.
هناك شاهدت جثثا للمقاتلين المتطرفين لا احد يكترث لها، المارون يسدون أنوفهم من الرائحة الكريهة المنبعثة منها، وغالبا ما يلعنونهم، احدهم خاطب جثة متفحمة مستهزئا: لقد ضحكوا عليك بالحوريات والآن أنت جيفة في مكب النفايات.
عندما اقتربت من منزلنا دقق احد عناصر الشرطة في هويتي ثم رافقني، "يجب ان تكون حذرا من المحتمل ان يكون مفخخا، بالأمس قتل مدني عندما فتح باب منزله فانفجر عليه، لقد صنعوا الفخاخ في كل مكان"، قال الشرطي.
دخلت وانا خائف بالرغم من ان القوت الأمنية فتشت المنزل من قبل، كلما فتحت بابا توقعت ان ينفجر، كانت هناك فوضى وهذا ما فعله داعش بعدما هربت عائلتي، لكن المنظر المؤلم حقا كان تحت السلم الكونكريتي حيث كان والداي واشقائي يحتمون خوفا من القصف.
عدد من الصحون فيها بقايا خبز ومرق، هو ما تركته عائلتي من عشاءها الأخير ثم فرت نحو القوات العراقية، وأخشى انها لم تعد تفكر بالعودة الى هذا المنزل مرة أخرى. (نقاش)