بالتفاصيل: أمل تستدرج جارها المسن لسهرة حمراء.. انتهت بلقاء الجبابرة
تخطيط مُحكم وتنفيذ دقيق لجريمة بشعة، والشركاء فى الجريمة رجلان وصفهما رجال المباحث بـ«الجبابرة» ولسيدة وصفوها أيضاً بـ«الماكرة»، الضحية عجوز يجرى وراء رغباته، المتهمون ثلاثة، امرأة ساقطة ورجلان يعشقانها، يتصارعان لتلبية احتياجاتها، الجريمة انتهت بحرق جثة العجوز بعد إيهامه بقضاء ليلة حمراء فى حلوان، وإلقاء جثته فى مقابر 15 مايو، 5 أيام متتالية من البحث انتهت بوصول ضباط البحث الجنائى إلى المتهمين الذين اعترفوا بارتكاب الواقعة، وبدأ كل منهم فى التقاط أنفاسه والحديث عن دوره فى الواقعة وكيفية التنفيذ.
البداية فى منطقة الهرم، عقار متواضع بأحد طوابقه شقتان إحداهما استأجرتها «أمل» 33 سنة، مع زوجها، والشقة المقابلة لها استأجرها «أحمد سليمان» و«أحمد عبدالله» عاملان وسبق اتهامهما فى قضايا متنوعة، وكل منهما تحت بند «مسجل خطر»، مقابلات جرت على سلالم العقار ونظرات متبادلة وإيماءات جنسية، أوقعت الرجلين فى شباك «أمل»، وبدأت علاقاتهم الآثمة وتعددت أثناء غياب زوجها المتزوج من أخرى، واستمرت العلاقة 3 سنوات.
انتقلت «أمل» بصحبة زوجها إلى شقة بمنطقة المعتمدية القريبة من كرداسة، بينما انتقل الرجلان «أحمد» و«محمد» إلى شقة بمنطقة حلوان، إلا أن بُعد المسافات لم يمنع ثلاثتهم من التواصل واللقاءات متى أمكن ذلك.
المتهمون طلبوا من ابن الضحية 50 ألف جنيه: «أبوك فى إيد أمينة».. واكتشف أنهم قتلوه بعدما سلمهم الفلوس
بدأت «أمل» فى استكشاف المنطقة المجاورة لها، وهى منطقة بها فيلات وشقق فخمة، وبدأت فى البحث عن صيد جديد، نجحت فى اصطياد جارها الثرى العجوز، ويُدعى «سمان» فى العقد السابع من العمر، هو رجل ثرى يملك مزارع، لم تفتأ أن تبدأ فى التلميح له حتى وجدت الاستجابة سريعة، وبدأت تنهمر عليها الهدايا فى غيبة زوجها، بدأت «أمل» فى التخطيط للإيقاع به أكثر وأكثر و«سحب رجله» فى إطار خطة.
فى يوم توجهت «أمل» إلى حلوان، حيث يسكن «أحمد ومحمد»، وأثناء وجودهما قالت «أنا عندى جارى اسمه سمان، ومعاه فلوس كتير ومزارع عايزة أجيبه هنا نطلع منه بمصلحة»، وقع الكلمات على شريكيها كان قوياً، وأعلنا الموافقة وكل منهما يبرر لنفسه بكلمة «سبوبة حلوة»، وبدأوا فى التخطيط لكيفية اصطياده، فكان الطُعم هو فتاة ساقطة صغيرة فى السن تنتظره فى شقة حلوان، وبعدها تتم سرقته بالإكراه، أبدت «أمل» اعتراضها على الخطة، وقالت «لو جه حلوان مايرجعش على المعتمدية تانى عشان هو عارفنى وممكن يعملى مشاكل وأنا مش ناقصة»، فكان الرد السريع من «أحمد»: نقلبه وناخد اللى معاه ونخلص عليه وننهى الموضوع، وجاءت الموافقة من «محمد»، وكانت العقبة هى السيارة المُستخدمة فى التنقل، التى سيتم بها نقل جثة «سمان» بعد قتله، وردت «أمل»: «العربية عليَّا»، ثم انصرفت.
فى اليوم التالى -منذ أسبوع- خرجت «أمل» مع زوج جارتها وهو يعمل سائق تاكسى، وطلبت منه توصيلها إلى مستشفى الرمد بالجيزة، حيث كان «محمد وأحمد»، ينتظران، وفور نزولها من السيارة أشار أحدهما للتاكسى طالبين توصيلهما إلى منطقة حلوان، سلكت سيارة التاكسى شارع الهرم، ومنه إلى اتجاه المريوطية قاصدين مطلع الطريق الدائرى، وبالقرب من استديو مصر، انهال «محمد وأحمد» على سائق التاكسى بالضرب المبرح حتى فقد وعيه وألقياه على جانب الطريق، مستغلين أن الوقت متأخر ولن يتمكن من التعرف عليهما حال القبض عليهما، ولمدة يومين متواصلين بدأ الرجلان فى استخدام السيارة فى وقائع سرقة بالإكراه حتى جاء موعد تنفيذ مخطط «قتل سمان». منذ 5 أيام حان موعد تنفيذ الجريمة، حيث أخبرت «أمل» جارها العجوز أنها أعدت له سهرة حمراء فى منطقة حلوان، «البت حلوة وأجرتها عالية شوية»، ورد سمان: «الغالى يرخص عشانها، المهم أنبسط».
خرج «سمان» من منزله مساء يوم، سأله نجله الأكبر «انت رايح فين يابا؟»، فقال «رايح عزا واحد صاحبى عزيز عليَّا مات النهارده»، وبعدها توجه إلى محطة مترو البحوث، حيث تقابل هناك مع «أمل»، وخرجا من المحطة فكان فى الانتظار «أحمد ومحمد»، مستقلين السيارة المسروقة «التاكسى»، ورحبا بـ«سمان» وانطلقوا إلى حلوان. وصلوا إلى الشقة، وبدأت الخطة بوضع أقراص مخدرة فى وجبة العشاء، إلا أنها لم تُجد نفعاً، ثم تم وضع جرعة أكبر فى كوب عصير تم تقديمه له قبل الدلوف إلى غرفة اللقاء الآثم مع الفتاة، لكن «سمان» ظل متماسكاً ولم يهتز، استشاط «محمد وأحمد» غضباً، فقررا القتل، حيث دخلا إلى الغرفة وأوسعاه ضرباً على رأسه وفى مناطق متفرقة من جسده، حتى انهارت قواه وسقط على الأرض مغشياً عليه، إلا أنهما لم يكفا عن توجيه الضربات له حتى فارق الحياة.
أخذوا متعلقاته وأمواله، ثم وضعوا جثته فى «بطانية» واستقلوا السيارة قاصدين منطقة المقابر بـ15 مايو، وألقوا الجثة هناك، وقبل أن يغادروا المكان، تجمعت إرادة المتهمين الثلاثه «أمل ومحمد وأحمد» على إحراق الجثة، فتوجهوا ناحيتها، وأشعلوا فيها النيران حتى تفحمت وغادروا المكان مسرعين، وإمعاناً فى التمويه على الواقعة، أجروا اتصالاً من هاتف «سمان» بابنه «أحمد» أخبروه أنهم خطفوا والده وطلبوا منه مبلغ 50 ألف جنيه على سبيل الفدية نظير إطلاق سراحه، ولم يجد «أحمد سمان» بداً من دفع مبلغ الفدية لتحرير والده، واتفق معهم على مكان وموعد لدفع المبلغ، وبالفعل حصلوا منه على المبلغ، بعدما أوهموه أن والده فى أيد أمينة وسيعود للمنزل فور تسلم الفدية، وعاد «أحمد» إلى المنزل واكتشف أن والده لم يعد.
توجه «أحمد» إلى مركز شرطة كرداسة، هناك تقابل مع المقدم محمد الصغير، رئيس وحدة المباحث، وأبلغ عن الواقعة، وتم إبلاغ اللواء خالد شلبى، مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية، الذى أمر بتشكيل فريق بحث وتحر لكشف غموض الواقعة، وترأس فريق البحث العميد محيى سلامة، رئيس المباحث الجنائية لقطاع أكتوبر، وضم النقيبين أسامة عبدالمنصف ومحمد عطية معاونى مباحث مركز شرطة كرداسة.