قدم موقع قناة «العربية»، السبت، قراءة معمقة لأول مقابلة مسجلة للأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي، وذلك في ظل التوترات بين المملكة العربية السعودية وإيران، على خلفية إعدام السعودية رجل الدين الشيعي السعودي البارز نمر باقر النمر، والاحتاجات الإيرانية التي وصلت إلى إشعال النار في السفارة السعودية، وأعقبها قطع السعودية العلاقات بين البلدين.
وعرض التقرير وجهة نظر ولي ولي العهد السعودي حول إمكانية تطور الصراع بين السعودية وإيران إلى صدام مباشر أو حرب ، والذي أكد أن المملكة لم ولن تقرع طبول الحرب، بل إنها تواقة للسلام، بحسب حواره لمجلة «ذا إيكونوميست» في 4 يناير.
وقال «بن سلمان»، خلال الحوار: «إن الحرب مع إيران هذا أمر لا نتوقعه مطلقا، ومن يدفع بهذا الاتجاه ليس في كامل قواه العقلية، لأن الحرب بين السعودية وإيران تعني بداية كارثة كبرى في المنطقة، وسوف تنعكس بقوة على بقية العالم، وبالتأكيد لن نسمح بحدوث ذلك»، مردفا في رده على سؤال آخر في نفس السياق: «هل تعتبرون إيران عدوكم الأكبر؟» بالقول: «لا نأمل ذلك».
ويرى المراقبون أن تصريحات الأمير محمد بن سلمان أثبتت حرص السعودية على السلام من منطلق القوة، وهذا ما يمكن التوصل إليه من خلال تقرير نشرته مجلة «ذا ناشونال إنترست» حول القوة العسكرية السعودية تحت عنوان «قائمة بـ 5 أسلحة فتاكة تمتلكها السعودية ينبغي على إيران أن تخشاها».
ويتضح من التقرير أن الرياض لم تشترِ الأسلحة الأكثر تقدما في العالم إلا للأيام الصعاب، وهي عندما يتعرض أمنها القومي والعربي للخطر، وأهمها:
1- مقاتلة بوينغ F-15 إيجل لدى السعودية 86 منها من طرازF-15C/D الخاصة بالمعارك الجوية «جو- جو»، بالإضافة إلى 70 مقاتلة من طراز F-15S متعددة المهام والمعروفة بـ«النسر الضارب»، حيث تبلغ هذه الطائرة درجة من التطور تمكنها من استهداف العمق الإيراني دون أن يستطيع الطيران الحربي الإيراني أن يشكل عائقا أمامها.
وأضاف التقرير أن السعودية ستنتهي قريبا من تحديث «النسور الضاربة» إلى طراز «F-15SA» المتقدمة قياسيا والمزودة برادار «APG-63 (V) 3» المخصص للمسح الإلكتروني وأنظمة الحرب الإلكترونية الجديدة وأجهزة استشعار متطورة أخرى، حيث سيضاف إلى سلاح الجو الملكي 84 من هذه الطائرات المعدلة، كما يذكر أن إيران تحاول التعويض عن الخلل في توازن القوى في السماء عبر الاتكال على أنظمة صواريخ محلية الصنع لنسخ صينية وكورية.
2- المقاتلة الأوروبية «تايفون» (الإعصار)، وجاء في التقرير أيضا أن المقاتلة «تايفون» ثاني أكثر الأسلحة السعودية فتكا، وذلك مقارنة بسلاح الجو الإيراني المهترئ، الذي يعود لسبعينيات القرن الماضي. وهذه المقاتلة الأوروبية قد زودت المملكة العربية السعودية سلاح الجو الملكي بـ72 منها، لأنها مقاتلة مميزة للغاية في معارك الـ«جو-جو» والـ«جو-أرض»، وليس من الواضح عدد مقاتلات «تايفون» التي تسلمتها السعودية حسب التقرير، إلا أن التقديرات تشير إلى احتمالية دخول أكثر من نصف المقاتلات المتعاقد عليها الخدمة، وأنه خلافا لمعظم العقود السابقة فإن هذه الصفقة ليست على غرار سابقاتها التي تم بموجبها تجميع غالبية المقاتلات محلياً في السعودية، أي أنها جاهزة للالتحاق بأي معركة احتمالية.
3- المروحية المقاتلة بوينج إيه إتش 64 أباتشي ومن خلال التقرير يمكن الاستنتاج أن المملكة العربية السعودية لم تبخل في الاهتمام بقواتها البرية، وذلك من خلال تجهيزها بأحدث الأسلحة في العالم، كما هو الحال بالنسبة للقوات الجوية، وواحدة من أقوى الأسلحة على هذا الصعيد هي مروحية بوينغ «AH-64D» أباتشي حيث تمتلك السعودية 82 منها، وكانت هذه المروحية صممت خصيصا للجيش الأميركي في سبعينيات القرن الماضي، من أجل التصدي لأي هجوم سوفييتي محتمل في وسط أوروبا أثناء الحرب الباردة، واستخدمها الجيش الأمريكي خلال غزو العراق عام 2003، وكانت أداة لا تقدر بثمن حينها وحتى بعد سقوط بغداد تواصلت أمريكا استخدامها لضرب معاقل تنظيم «داعش»، لو استخدم هذا السلاح بشكل جيد سوف يلعب دورا محوريا في ضرب قوات العدو البرية.
4- دبابات «إم1 إيه 2 أبرامز» وقد تم تجهيز القوات البرية السعودية أيضا بإحدى أقوى الدبابات في العالم وهي «M1A2S» أبرامز، وبما أن القوات البرية السعودية تمتلك 442 دبابة من هذا الطراز بذلك تشكل العمود الفقري في الجيش السعودي، وتصبح دبابته القتالية الرئيسية، والفرق بين أبرامز السعودية وتلك الأمريكية، أن الأخيرة مجهزة باليورانيوم المنضب، لكن العدد الهائل من هذه الدبابات التي تستخدمها السعودية هي في الواقع مشابهة جدا لـ«M1A2 SEP» في خدمة الجيش الأمريكي مما يعني أنها مزودة بنظم معلومات وشبكات متطورة وعلى أي حال فهي أقوى من أي دبابة تمتلكها إيران على الإطلاق.
5- الفرقاطة فئة «الرياض» ومقابل القوة البحرية السعودية المتطورة تلجأ إيران وبسبب ضعف سلاحها البحري القديم، والذي يعود معظمه إلى سبعينيات القرن المنصرم تلجأ إلى استخدام القوارب السريعة، التي يمكن وصفها بالنسخة البحرية لحرب الأمواج البشرية البرية، وأبرز ما لدى السعودية هو فرقاطة من فئة «الرياض» المضادة للطائرات وهي أكبر من نظيرتها الفرنسية الأصلية «لا فاييت» بحوالي 25%.
الفرقاطة تحمل أنظمة صواريخ للإطلاق الرأسي وتستوعب 15 صاروخا من طراز أستر، وهي صواريخ أرض-جو بإمكانها تهاجم الطائرات المغيرة في نطاق يبلغ حوالي 20 ميلا وعلى ارتفاع يصل إلى 50.000 قدم، كما تحمل «الرياض» 8 صواريخ مضادة للسفن من طراز«MBDA Exocet MM40 Block II». وحسب صفحة تهتم بشؤون «القوات البحرية الملكية السعودية» على موقع «ويكيبيديا» فإن السعودية تمتلك 3 فرقاطات من هذا الطراز، وهي فرنسية الصنع ونسخة معدلة من النوع الفرنسي «La Fayette F-3000» التي جميعها مزودة بحزمة تسليحية وتقنيات حرب إلكترونية، وتستوعب مهبط طائرات مروحية متوسطة الحجم، مثل يوروكوبتر دوفين ويوروكوبتر بانثر وطائرة إن إتش 90.
ويذكر تقرير صحيفة «ذا ناشونال إنترست» أن القدرات التي تمتلكها الفرقاطة «الرياض» تشمل السلاح المضاد للغواصات، وهو عبارة عن طوربيد من طراز «DCNS F17».