web analytics
غير مصنف

بعد أن خسرت معظم حلفاءها بالشرق الأوسط.. تأثيرات الاقتصاد على السياسة الخارجية لتركيا

كتب- أوغلو خاشجقي- من أنقرة

كانت شرارة الانطلاق مع عزلالرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، عقب ثورة 30 يونيو التي اندلعت في 2013، حيث عارض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزل مرسي وتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، وأخذ يشن هجوما واسعا على النظام الحالي الحاكم في مصر، في الوقت الذي لم تهتم مصر بما يحدث في تركا لتعطي إشارات لأردوغان بأن اكتفي ببلدك، ومن ثم قللت مصر من الاعتمدا على الاتراك.

أما حلفاء مصر مثل الإمارات وغيرها من البلدان العربية المعارضة لحكم الاخوان، وكذلك سوريا فقد قللت من حجم الاعتماد على الأتراك مما أثر على لااقتصاد التركي بالسلب، واتجه نظام أردوغان الى أمريكا الجنوبية لتعويض خسارته في الشرق الأوسط.

وقد وصف  أردوغان تشيلي بأنها بوابة تركيا الاستراتيجية على قارة أمريكية الجنوبية ودول الكاريبي.

وأشار أردوغان في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيرته التشيلية “ميشال باشيلي” عقب المباحثات التي جرت بين الوفدين التركي والتشيلي في العاصمة سانتياغو، إلى أن تشيلي الدولة الأولى والوحيدة في المنطقة الموقعة مع تركيا اتفاقية تجارة حرة منذ عام 2011.

ولفت أردوغان إلى أن حجم التجارة بين البلدين ارتفع إلى الضعفين عقب دخول اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين حيز التنفيذ عام 2011، قائلا “العام الماضي، 2015 شهد حجم التجارة انخفاضا بقيمة 90 مليون دولار، وفي حال تصميم البلدين على المضي قُدُما من أجل تلافي هذا الانخفاض، فإن بالإمكان أن يتجاوز حجم تجارتنا مليار دولار سنويا”.

وأوضح الرئيس التركي أن بلاده تولي أهمية كبيرة للمنطقة، وأن حجم التجارة مع قارة أمريكا الجنوبية زاد في السنوات القليلة الماضية بنسبة 9 أضعاف على ما كان عليه في الماضي، إضافة لزيادة عدد التمثيل الدبلوماسي مع دول منطقة.

وأشاد أردوغان بالاتفاقيات التي تم توقيعها مع الجانب التشيلي وباللقاءات الإيجابية التي أجراها رجال الأعمال الأتراك مع نظرائهم التشيليين.

وتطرّق أردوغان في المؤتمر الصحفي إلى مأساة اللاجئين التي تشهدها مناطق عديدة من العالم، قائلا “إن تركيا باستقبالها للاجئين السوريين والعراقيين الفارين من الحرب في بلادهم، تستشعر المأساة التي يعانيها هؤلاء أكثر من غيرها، والأطفال الذين تلفظهم أمواج البحر على السواحل كما نشاهدهم كل يوم في وسائل الإعلام هم رموز هذه المأساة”.

ولفت أردوغان في حديثه إلى أن بلاده تستقبل مليونين ونصف المليون لاجئ، وأنفقت من أجلهم أكثر من 9 مليارات دولار.

نشرت صحيفة “يو آس نيوز” الأمريكية تقريرا بعنوان “هل فقد الاقتصاد تأثيره على السياسة الخارجية لتركيا؟”، حيث قال التقرير إن الولايات المتحدة أصبحت الشريك الأبرز لتركيا، وذلك لتثبيت الاستقرار والنمو، ومحاربة التطرّف في الشرق الأوسط.

وقال التقرير إن هذا التحالف يعود بشكل نسبي لوجود تركيا في حلف الناتو، ولكن العامل الأبرز هو الاقتصاد الذي عملت تركيا على النهوض به لزيادة التحكم في سياستها الخارجية، فقد ساهم النمو الاقتصادي في توطيد علاقة تركيا بجيرانها خاصة إيران وسوريا ومصر.

ولكن حادثة إسقاط تركيا للطائرة الروسية جعلت معد التقرير يتساءل حول ما إذا كانت تركيا ما زالت تعتبر الورقة الاقتصادية عاملا رئيسيا في سياستها الخارجية؟ أم أن الأيديولوجية والأهداف الأمنية لهما الأولوية؟.

كما ورد في التقرير، أن الخطة الاقتصادية التي يتّبعها حزب العدالة والتنمية، والتي وضعها وزير الخارجية “أحمد داود أوغلو” تهدف أساسا إلى النهوض باقتصاد البلاد تحت شعار “صفر مشاكل” في السياسة الخارجية.erdoghan

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...