بعد طلب مثوله أمام “الكونجرس”.. هل تبدأ إجراءات عزل “ترامب” من منصبه؟
"مسائلة دونالد ترامب أمام الكونجرس الأمريكي"، كان عنوانا لطلب تقدم به السيناتور آل جرين، أمس، على خلفية إقالة الرئيس الأمريكي لمدير الاتحاد الفيدرالي الأمريكي "إف بي أي"، مؤكدا أنه ينبغي ينبغي مساءلة الرئيس الأمريكي لعرقلته سير العدالة، في إشارة إلى عزل "جيمس كومي"، في 9 مايو الجاري، أثناء عمله في التحقيق بعلاقات فريق ترامب مع روسيا.
"مسائلة دونالد ترامب أمام الكونجرس الأمريكي"، كان عنوانا لطلب تقدم به السيناتور آل جرين، أمس، على خلفية إقالة الرئيس الأمريكي لمدير الاتحاد الفيدرالي الأمريكي "إف بي أي"، مؤكدا أنه ينبغي ينبغي مساءلة الرئيس الأمريكي لعرقلته سير العدالة، في إشارة إلى عزل "جيمس كومي"، في 9 مايو الجاري، أثناء عمله في التحقيق بعلاقات فريق ترامب مع روسيا.
مطالبة السيناتور الأمريكي تزامنت مع تصريحات رئيس الكونجرس بأنه يجب جمع المعلومات ذات الصلة قبل التسرع بالحكم، في الوقت الذي ذهبت صحف أمريكية، على رأسها "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز"، إلى بداية إجراءات عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأن السيناريو الحالي يشابه ما حدث مع الرئيس الأمريكي ريتشارد نكسون، الذي تم عزله على خلفية واقعة التنصت على الحزب الديمقراطي، والمعروفة إعلاميا بواقعة الـ"ووترجيت".
"الوطن" سألت أساتذة في العلوم السياسية حول إمكانية عزل الكونجرس الأمريكي لـ"ترامب" على خلفية قراراته الأخيرة، حيث قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن الحديث عن عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليس وليد اللحظة، بل ساعد على تصاعده بعض الإجراءات التي اتخذها مع الأيام الأولى لعهده، وأبرزها إقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل فالن، ثم إقالة وزير العدل الأمريكي سالي ييتس، ثم كان قراره الأخير بإقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جمس كومي.
وأضاف فهمي، لـ"الوطن"، أن هناك تيارين في الولايات المتحدة الأمريكية، أحدهما يرى أن ما يحدث هو نوع من العبث السياسي، لأن عزل "ترامب" يجب أن يكون له إجراءات محددة تتمثل في توجيه المحكمة الفيدرالية الأمريكية تهمة له باختراق النظام الأمني الفيدرالي الأمريكي، وهو ما لم يحدث حتى الآن، مشيرًا إلى وجود تيار آخر يرى أن "ترامب" ارتكب ما يستوجب عزله نتيجة التسريبات التي تم تداولها بشأن اتصالاته بروسيا، وعزله للمسؤول عن التحقيق في تلك القضية.
وأكد أستاذ العلوم السياسية أن طلب مسائلة "ترامب" أمام الكونجرس الأمريكي، الذي تقدم به أحد الأعضاء أمس، لا يعني، بالقطع، بدأ إجراءات عزله، وإنما تأتي في إطار ما يمكن وصفه بمعركة تكسير العظام بين الرئيس و"الكونجرس"، موضحا أنه من المبكر تماما الربط بين ما يحدث وبين عزل الرئيس الأمريكي ريتشارد نكسون على خلفية واقعة التنصت، لأن تلك الواقعة كان لها إجراءات رسمية وحاسمة لم يتم اتخذها مع "ترامب"، وهذا يدلل على عدم وجود مؤشرات حقيقية على عزله من منصبه.
وفيما يتعلق بالتقارير الإعلامية التي تناولتها بعض الصحف الأمريكية عن عزل "ترامب"، أوضح فهمي أن تلك التصريحات جاءت نتيجة معاداة الرئيس الأمريكي لتلك الصحف منذ مجيئه للحكم، واستبدال قناة "سي إن إن" بـ"فوكس نيوز"، مؤكدا أن ما غضت تلك الصحف النظر عنه أن "ترامب" يحظى الآن بتأييد من حزبه، الجمهوري، واستطاعته استقطاب قطاع كبير من الأمن لصالحه خلال تلك الفترة.
من جانبها، قالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية، إنه لا يوجد رضا شعبي كامل عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليس من الديمقراطيين وحدهم ولكن من الجمهوريين، أنفسهم، ينقسمون حول "ترامب"، وهذا يفسر رغبة "الكونجرس" في مساءلة "ترامب" رغم وجود عدد كبير من أعضائه من أعضاء الحزب الجمهوري.
وأضافت بكر، لـ"الوطن"، أن "ترامب" خسر مؤسسات الدولة، بما في ذلك الإعلام الأمريكي الذي هاجمه مرارا، والقضاء الذي وقف أمام قراره بعدم السماح لمواطني بعض الدول بدخول الأراضي الأمريكية، إلى جانب "الكونجرس" الذي لم يستشره قبل عزل مدير الـ"إف بي أي"، وهذا يخل بمبادئ الديمقراطية الأمريكية، ويخرق توازن الدستور الأمريكي الذي يقضي بضرورة تشارك الرئاسة وـ"الكونجرس" في مثل تلك القرارات المهمة.
وأوضحت أستاذ العلوم السياسية أن "ترامب" ربما ينجو من المسائلة المرتقبة أمام "الكونجرس" ولم يصل الأمر لعزله، حيال تعامله مع الأمر بحكمة والهدوء في تصريحاته واستشارة "الكونجرس" في قادم قراراته، مؤكدة أن "ترامب" يتراجع عن بعض توجهاته حينما يشعر بالخطر أو الخطأ في قرارات سابقة.
واختتمت بكر بقولها إن "ترامب" ربما يستمر على معاداته لكل مؤسسات الدولة، وهنا قد ينجح بخطابه الشعبوي ويخلق من المواطنين حماية له، أو ينتصر "الكونجرس" لمبادئ الديمقراطية الأمريكية وينجح في عزله عن منصبه.